في اليوم العالمي للفتيات.. تعرف على أبرز المصريات الاتي تركن بصمة في المجتمع

كتب- محمد عيسى:
يحتفل العالم في مثل هذا اليوم من كل عام، بالذكري السادسة لليوم العالمي للفتاة، من أجل حماية حقوقهن وفتح المزيد من الفرص لهن، وزيادة الوعي من ظاهرة عدم المساواة التي تواجهها الفتيات في جميع أنحاء العالم على أساس التمييز الجنسي.
وأعلنت الأمم المتحدة منذ ست سنوات في 11 أكتوبر الاحتفال بالفتاة وتدشين ذلك اليوم للاحتفال بها من كل عام لدعم الأولويات الأساسية من أجل حماية حقوق الفتيات و المزيد من الفرص للحياة أفضل، و زيادة الوعي من عدم المساواة التي تواجهها الفتيات في جميع أنحاء العالم على أساس جنسهن
وفى العام الأول للاحتفال بالفتيات فى 2012، اختارت الأمم المتحدة قضية مناهضة الزواج المبكر للفتيات لتكون قضية العام، أما فىي العام الثاني اختارت قضية الابتكار في تطوير الفتيات وعدم حرمانهن منه، وفى العام الثالث 2014 اختارت الاعتراف بأهمية الاستثمار فى الفتيات وتمكينهن في أثناء فترة المراهقة للحد من العنف الذي يتعرضن له.
ونرصد خلال التقرير التالي أبرز الفتيات الذين تركوا بصمة كبرى في الحياة المصرية.
هدى شعراوي
اقترن النضال النسائي في مصر دائماً باسم هدى شعراوي، إلا أن أكثر المواقف التي يتذكرها الناس لها كانت عقب عودتها من مؤتمر نسائي في أوروبا عام 1923 عندما نزلت هي وزميلاتها نبوية موسى وسيزا نبراوي من القطار في محطة مصر وخلعن حجابهن فتملكت حشود النساء اللاتي كن في انتظارهن الدهشة، ليسود بعدها الصمت للحظات قبل أن يدوى الجميع بالتصفيق، وأقدمت بعض السيدات على خلع حجابهن أيضًا
ولم يكن خلع الحجاب هو القضية التي شغلت هدى شعراوي، فكرست مجهودها في الدفاع عن حقوق المرأة خاصة الحقوق السياسية والتعليم.
ولدت هدى، ابنة محمد باشا سلطان، من أسرة ارستقراطية وتزوجت من زعيم وفدى مرموق هو على باشا شعراوي وناضلت من أجل قضايا المرأة كثيراً قبل واقعة خلع الحجاب ففي عام 1914 أسست الجمعية الفكرية للمرأة المصرية، وفي ثورة 1919 تقدمت صفوف النساء في المظاهرات التي تطالب بالاستقلال جنباً إلى جنب مع الرجال لأول مرة.
وعقب عودتها، في عام 1923، من المؤتمر الدولي لحقوق المرأة الذي عقد في روما أسست الاتحاد النسائي المصري، وأصبحت أول رئيسة له، وكان أهم أهدافه التأكيد على حق المرأة في التعليم والدعوة لتغيير بعض قوانين الأحوال الشخصية، وفي عام 1924 قادت وقفة نسائية أثناء انعقاد جلسة افتتاح البرلمان وقدمت عريضة تحوي بعض المطالب التي تجاهلها حزب الوفد مما دفعها للاستقالة من لجنته النسائية.
وفي عام 1938 نظمت هدى شعراوي مؤتمر نسائي للدفاع عن فلسطين، كما دعت إلى تنظيم الجهود النسوية من جمع للمواد واللباس والتطوع في التمريض والإسعاف، في 29 نوفمبر 1947، صدر قرار التقسيم في فلسطين من قبل الأمم المتحدة، أرسلت شعراوي خطابًا شديد اللهجة للاحتجاج إلى الأمم المتحدة، توفيت بعد ذلك بحوالي الأسبوعين في 12 ديسمبر 1947.
سميرة موسي
ولدت سميرة موسى في 3 مارس 1917 بمحافظة الغربية، عندما أتمت دراستها بالكتّاب شجعها والدها على الاستمرار في الدراسة، أول عالمة ذرة مصرية، وأول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول جامعة القاهرة حاليا، وحصلت على شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات، وسافرت في بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، وحصلت على الدكتوراه في الأشعة السينية و تأثيرها على المواد المختلفة.
كانت تؤمن بأن ملكية السلاح النووي يسهم في تحقيق السلام، وكانت تأمل أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الأسبرين، ولسميرة موسي بعض المؤلفات والمقالات المبسطة عن الطاقة الذرية وأثرها و طرق الوقاية منها وكذلك عن الانشطار النووي وآثاره المدمرة وخواص الأشعة وتأثيرها البيولوجي.
في 5 أغسطس 1952 وأثناء زيارتها للولايات المتحدة الأميركية لتفقد عدة مراكز بحثية، ظهرت إحدى الشاحنات الكبيرة المسرعة فجأة لتطيح بسيارتها لتسقط من أعلى الطريق الجبلي وتلقى حتفها في الحال، بينما استطاع السائق الذي كان بصحبتها القفز من السيارة قبل اصطدامها بلحظات واختفى للأبد، ما أثار الشبهات حول مصرعها الذي ظل لغزاً حتى اليوم.
نبوية موسي
ولدت نبوية موسى محمد بدوية في 17 ديسمبر 1886 بقرية كفر الحكما بندر الزقازيق، محافظة الشرقية ، كان والدها ضابطًا بالجيش المصري برتبة يوزباشي هي أول فتاة مصرية تحصل على شهادة البكالوريا وأول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية ،ونجحت في نشر تعليم البنات في الفيوم فزاد الإقبال على المدرسة، وعندما افتتحت الجامعة الأهلية المصرية (1908)، انتدبت مع ملك حفني ناصف، ولبيبة هاشم، لإلقاء محاضرات لتثقيف سيدات الطبقة الراقية، كما أنها كانت تقوم بتدريس اللغة العربية للمعلمات الإنجليزيات.
تعد نبوية موسى كاتبة ومفكرة وأديبة مصرية، وهي إحدى رائدات التعليم والعمل الاجتماعي خلال النصف الأول من القرن العشرين، وهي أول ناظرة مصرية، وكانت من رعاة الدكتورة سميرة موسى عالمة الذرة المصرية، وكانت من رائدات العمل الوطني وتحرير المرأة والحركات النسائية المصرية القرن الماضي ، كانت المساواة شعار نبوية موسى؛ فلم تقبل أن تأخذ المرأة نصف راتب الرجل، فقررت دخول معركة البكالوريا -الشهادة الجامعية- لتتساوى مع خريجي المعلمين العليا، ولذلك أنشأت الحكومة لجنة خاصة لامتحانها ونجحت في النهاية.
أصدرت في الإسكندرية مجلة باسم “ترقية الفتاة” في يونيو 1923، ثم أنشأت مطبعة ومجلة نسائية باسم “الفتاة” في أكتوبر (1937)، وتوقفت عن الصدور عام (1943)، وكانت من قبل ومن بعد تنشر مقالاتها في الصحف مثل “المؤيد”، وجريدة “مصر الفتاة.”
صفية زغلول
صفية زغلول رمز من رموز ثورة 1919، دعت النساء للخروج لـ”الشوارع”، عرفت بـ”أم المصريين”، سلكت صفية زغلول طريقًا غير تقليديًا في حياتها عندما تزوجت وهي ابنة مصطفى باشا فهمي، رئيس وزراء مصر وقتها رجلًا من عامة الشعب وهو سعد زغلول، كما فاجأت الجميع عندما خلعت اليشمك سنة 1921 وتقدمت صفوف الثوار المصريين أثناء حياة زوجها وبعد وفاته.
فقد كانت مشاركة النساء في ثورة 1919 مع الرجال لأول مرة مطالبات باستقلال البلاد ملمح شهير لتلك الثورة التي كان الزعيم سعد زغلول ملهمها، ولكنه لم يقدها بنفسه فقد كان في المنفى.
وعندما احتشدت الجموع أمام بيته أعلنت صفيه زغلول، عن طريق سكرتيرتها أنه: “إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعدًا ولسان سعد فإن قرينته شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها في نفس المكان الذي وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وأن السيدة صفية في هذا الموقع تعتبر نفسها أمًا لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية” منذ ذلك اليوم لقبت صفية زغلول بـ”أم المصريين”، وأصبح بيتها وبيت سعد زغلول “بيت الأمة..
وبعد أن ألقت سكرتيرة صفية زغلول هذا البيان على المتظاهرين هتف أحد قادة المظاهرة قائلا: “تحيا أم المصريين”، ومن يومها أصبح لقب السيدة صفية زغلول هو “أم المصريين”، وبقي هذا اللقب مرتبطا بها إلى الآن وبعد رحيلها في منتصف أربعينيات القرن الماضي، أي منذ ما يقرب من ستين سنة.
مفيدة عبد الرحمن
كانت مفيدة عبد الرحمن أول محامية في مصر، وأولى خريجات جامعة فؤاد الأول، وأول من تخرج منهن في كلية الحقوق، إلى جانب كونها ناشطة وعضوه في عدة منظمات ونائبة في البرلمان لأكثر من 17 عاما، وفى الوقت نفسه كانت زوجة وأما لـ9 أبناء.
والقضية الأولى التي ترافعت فيها هي قضية قتل خطأ، عندما نجحت في إقناع رئيسها في العمل بقدرتها على تولى القضية، فأعطاها الفرصة، وكسبت القضية، وذاع صيتها كمحامية بارعة فأسست مكتب محاماة خاص بعد عدة أعوام.
واشتركت “عبد الرحمن ” كعضو في لجنة لإجراء تعديلات على لائحة قوانين الأحوال الشخصية في الستينيات، وتشجيع دخول المرأة لميدان العمل ومشاركتها في الحياة العامة.
روز اليوسف
ولدت روز اليوسف في لبنان وعندما بلغت الـ10 من عمرها جاءت إلى مصر وعاشت في الإسكندرية مع أسرة اسكندر فرج صاحب الفرقة المسرحية ومن هنا جاءت بداية علاقتها بالمسرح، حيث عملت ممثلة مسرحية في عدة فرق ونجحت في أن تصنع لنفسها اسماً وشهرة، حتى اعتزلت التمثيل في 1925، وتقدمت بطلب ترخيص لإنشاء دار نشر.
ونجحت “روز” بمواردها المحدودة ومساندة أصدقائها في الوسط الفني أن تنشأ مجلة “روز اليوسف” وكانت بداية مشوارها في عالم الصحافة والنشر، وبدأت كمجلة أدبية ثقافية، ثم تحولت إلى مجلة ذات طابع سياسي.
تعرضت “روز” للاعتقال أكثر من مرة، وسُحبت رخصة المجلة منها بسبب نشرها للمقالات النارية ضد الاحتلال الإنجليزي التي أثارت الحكومة.
تزوجت من محمد عبد القدوس المهندس الذي عشق التمثيل وعمل به وأنجبت منه إحسان، الذي أصبح أحد أشهر الروائيين المصريين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى