بطل العبور يروي المجهول عن نصر أكتوبر :الرسول وجيش من الملائكة حاربوا معنا

في حوار خاص لـ"صوت العرب نيوز"

كتبت :ياسمين محمد

“الله أكبر الله أكبر”.. كانت كلمة السر في الانتصار، وحبة الشجاعة التي زودت المقاتلين، وصنعت منهم وحوشًا في المعركة، ذكر الله كان أعلى من دوى رصاصات العدو، عشق الوطن كانت النيران التي نهشت في جسد بني صهيون، وكانت حلاوة النصر.
الحديث عن أسطورة نصر أكتوبر، لا تنتهي، وروايات الأبطال ودمائهم، تنفد أمام الأقلام والصحف، قصص وحكايات، وإنجازات وبطولات جنود سطروا أسماءهم بأحرف من ذهب ونور في التاريخ، كان على إسماعيل محمد، واحدًا منهم، والبالغ الآن 65 عامًا، ويُقيم في قرية بني مهدي التابعة لمحافظة المنيا، الذي فتح صدره لـ “صوت العرب نيوز”، وبدأ يروي حكايته.

انضم “علي” إلى صفوف القوات المسلحة في 7 مايو 1973 مركز تدريب سلاح مشاة، وشارك في حرب أكتوبر المحدية في السادس من أكتوبر من نفس العام، ويقول: “عبرت القناة يوم 10 رمضان الساعه 2 وخمسة دقائق ظهرًا وكنت أحمل الأربجيه، متسلقًا خط بارليف، ورغم المواجهة الصعبة، والشاقة نظرًا للصيام، كنا نحارب وزادنا وقوتنا هو “الله أكبر”.
الطامة الكبرى، والصاعقة، التي نزلت على قلبي، وهزتني قليلًا كان استشهاد أحد زملائي، والذي قررت عدم تركه، وحملت جثتها لمكان بعيد عن المعركة، صوعقت أكثر عندما أغمضت عيني لاستلهم قوتي فرأيت رسول الله يطمئني، ومن حوله الملائكة التي حملتني انا وزملائي، حتى بر الآمان، تذكرت وقتها كيف كان يُقاتل النبي، بجيش من الملائكة.
حطمنا خط بارليف، هذا المانع، الذي ساعدتنا الملائكة على تجاوزه، وبعدها بدأ أفراد سلاح المشاة بتحطيمه بواسطة خراطيم المياه، واستطعنا يوم تلو الآخر أن نستر أرضنا، ورأينا ذعر وخوف قيادات الجيش الإسرائيلي، وكيف تمت المفاوضات لاسترداد الأرض كاملة.
الحديث عن فرحة الانتصار في حاجة لأسبوع كامل، أتحدث وكأنني أعيش هذا اليوم الآن، وكل المشاهد أمام عيني دون أن انسى أي شيئ، أتذكر كيف دمرت 6 دبابات من العدو بمفردي، انتصرنا ورجعنا واستقبلني الرئيس السادات بالسويس، واحتضني، وسلم عليا الشيخ الشعراوي بيديه.
6 أشهر كانت زمن الحرب، وبعدها عودنا إلى منازلنا، في أجازة، والدتي لم تكن تُصدق أنني أمام عيناها، وملأت المكان بدموعها، خاصة وأن شكلي قد تغير كثيرًا، وعاد النظر لوالدتي بعدما تسبب البكاء في ضررها.
المُحزن فعلًا أننا كأبطال لم يهتم بنا أحد، والجميع تجاهلنا بعد اغتيال الرئيس السادات، وأمنيتي من الله أن أرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، متيقنًا من أنه لن يتخلى عن أحد ممن شاركوا في هذه الحرب، قائلًا: “احنا أولى بالاحتفالات، لا أحد سوانا”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى