ما لا تعرفه عن زلزال 1992 المدمر في ذكري حدوثه الـ 26

تقرير: مي ضاحي

تحل اليوم الذكري السادسة والعشرون على وقوع أحد أكبر الكوارث الطبيعية التى شهدتها مصر على مدار التاريخ، وهو زلزال 1992 المدمر، والذى راح ضحيته العشرات، وأدى لخسائر اقتصادية جسيمة، نظرا لأنه كان الزلزال الأكثر تدميرًا بمصر منذ عام 1847.

وقع الزلزال يوم 12 أكتوبر 1992 فى الساعة الثالثة و9 دقائق عصرًا تقريبًا، وكان مركزه السطحي بالقرب من مدينة دهشور، وجاء بقوة 5.8 ريختر، وأطلق عليه يوم الاثنين الأسود.

استغرق الزلزال أقل من الدقيقتين، ولكنه أسفر عن أكثر من 500 قتيل وإصابة أكثر من 3500 شخص، وتشريد ما يقرب من 50 ألف مواطن.

وأدى حدوث الزلزال في خسائر اقتصادية هائلة، حيث أصاب الكثير من بيوت مصر القديمة، بعضها أصاب بتصدعات فقط والبعض الأخر تهدم بالكامل، كما أدى إلي تدمير 350 مبنى، وإلحاق أضرار بالغة بـ9000 مبان أخرى، وأصيب 216 مسجد و350 مدرسة بأضرار بالغة.

وشمل الاحساس بالزلزال معظم أنحاء مصر، فى الإسكندرية وبورسعيد وجنوبا حتى أسيوط، وفى جنوب فلسطين.

أثر الزلزال أيضًا بشكل شبه سلبى على الحكومة والنظام أنذاك بسبب التعامل المتخبط مع الأزمة وكيفية تعويض المتضررين.

وقبل وقوع زلزال 1992 بحوالي 20 دقيقة أصيب الحيوانات بحديقة الحيوان بالجيزة، باضطرابات فارتفعت أصوات الحيوانات، وأصدرت أصوات تحذيرية، ولكنها لم تفهم وقتها أنها إنذار لحدوث كارثة عظيمة بعد مرور دقائق فقط.

رصدت وسائل الإعلام آنذاك الكثير من المشاهد المتنوعة، منها، مشاهد القضاء والقدر المتمثلة في عائلة البواب محمود عبدربه، التي نجت من الزلزال بمعجزة، حيث اضطرت أسرته المكونة من 8 أشخاص للمغادرة قبل الزلزال بيومين، بعدما تم طردهم إثر سجن رب أسرتهم لاتهامه بسرقة مجوهرات وأموال أحد السكان، ليكتب لهم القدر عمراً جديدًا، وسط ذهول وحزن ذوي الأسر الذي لقوا حتفهم.

وفي مقابل الحزن، كان هناك مشهد الرجل المعجزة التي كتبت عنها وسائل الإعلام وهي خروج مواطن مصري يدعى أكثم سليمان من تحت الأنقاض بعد 82 ساعة، ليقول في فيديو مسجل عقب إنقاذه ” شعرت بالرعب كأني في قبر، ظلام دمس لا يوجد صوت فيه إلا أنين المصابين وصمت الموتى “.

وهناك مشهد أخر يتلخص في عبارة ” الشجاعة مع تحقق القسم “، المتمثل في الطبيب حسين أبوالمكارم، الذي أكمل عملية الولادة وحده داخل غرفة عمليات كان قد بدأها قبل حدوث الزلزال بدقائق، ولم يغادر كزملائه وأنهى العملية ليخرج مولود جديد للحياة في يوم كانت الخسائر فيه تقدر بمليار جنيه.

وتتمثل المشاهد الطريفة والعجيبة، في شخص يدعى جلال عبد الرحمن محمد على علام، وشهرته “جلال علام”، الذي اكتشف إن لديه القدرة القوية باستشعار الكوارث الطبيعية قبل حدوثها، كان ذلك قبل حدوث زلزال 92، حين شعر بوخزات وألم تحت جلد الرأس، ولكنه لم يستطع أن يجد لها تفسيرا قبل وقوع الزلزال، كما أنه ذهب لأكثر من طبيب ولكنهم أكدوا أنه لا يعاني من أي مرض عضوي يسبب له تلك الآلام، وازداد شعوره بتلك الموهبة أيضًا قبل أن يضرب زلزال تسونامي دول جنوب شرق آسيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى