سعاد محمد تكتب رغم البرد القارس .. «تحسبهم أغنياء من التعفف»

قال تعالى: ” خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ “.. فالصدقات من أعظم العبادات التي تقرب العبد من الله عز وجل، وبشرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الصدقة من أسباب البركة في المال وزيادته ونمائه قال عليه الصلاة والسلام : “ما نقص مال عبد من صدقة”.

فنحن الأن في أيام فصل الشتاء وهناك الكثير من الفقراء والمحتاجين ليس لديهم قوت يومهم وهناك من لم يملك مسكن يحتمي به من البرد القارس، فأمس عند عودتي من عند أحد أقاربي وجدت الكثير من المشردين يفترشون الطرقات في هذا البرد الذي لم يتحمله الناس داخل منازلهم فما بالكم بمن ليس لهم مأوى .

 ومما لا شك فيه أن الجهود الحكومية بمفردها يصعب عليها تغطية جميع الفقراء والمشردين فالحكومة مشكورة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي قامت بالمبادرة الرئاسية “حياة كريمة ” للنهوض وتقديم الخدمات للفقراء في جميع المحافظات ، لكن كما قلنا لن تستطيع الدولة تغطية كل الفقراء لذلك يجب ان تضافر الجهود الرسمية والأهلية والقطاع الخاص للمشاركة من أجل تخفيف آثار الفقر على الناس الأقل حظاً ومعيشة.

ويجب أن يبادر رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات الكبري بمبادرة لتقديم تبرعات بالبطاطين و الملابس للمشردين والمساعدة في تسقيف المنازل المتهالكة لهولاء المساكين، فهناك مشردون وأسر كثيرة فقيرة، تعاني من قسوة الطقس السيئ في فصل الشتاء، وانخفاض درجات الحرارة، واقتحام مياه الأمطار الشديدة لحصون أمانهم الهشة.

واذكر بعض رجال الأعمال أن  بعض العلماء ذكروا أن الصدقة سميت صدقة لأنها تدل على صدق إيمان المتصدق لأنه قدم المال المحبوب للنفس لنيل رضا الله تعالى.

كما أن اخراج المال والتصدق على الفقراء والمحتاجين، يعد خير عظيم، فكل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة كما جاء في الحديث الثابت، خاصة وأن أبواب الصدقة بالمال واسعة جدا، فيمكن للمتصدق أن يتصدق بما شاء، فلو تصدق ب” جنيه” واحد فله الأجر .

فإن مساعدة الفقراء هي بمثابة علاج وراحة نفسيَّة لكل فرد، وتشير الدراسات العلميَّة في علم النفس بأن هناك علاقة بين السلوك والعاطفة، تلك العلاقة التي تُطور من شخصية الفرد وتجعله اجتماعيًّا قادرًا على التواصل بشكل سهل، كما تشير الدراسات إلى أن التعاطف والمساعدة هي بمثابة النشاطات العصبيَّة، وحين يُقدم فاعل المساعدة للفقير عليه أن يفرق بين الفقير المحتاج والمتسول الزائف؛ وذلك لكي تكون صدقته قد ساعدت فعلًا، وقد توفرت في أيدي محتاجة.

وأختتم مقالي بانه الصدقة شعار المتقين، ولواء الصالحين المصلحين، زكاة للنفوس، ونماء في المال، وطُهرة للبدن، مرضاة للرب، بها تُدفع عن الأمة البلايا والرزايا، تُطهر القلوب من أدران التعلق بهذه الدنيا وشهواتها وملذاتها، وقول الله تعالي ” وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ” صدق الله العظيم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى