الصحة
أخر الأخبار

تعرف علي الفرق بين “الشخصية الوسواسية” و “مريض الوسواس القهري”

تعرف علي الفرق بين "الشخصية الوسواسية" و "مريض الوسواس القهري"

 

 

كتبت : ميار ترك

 

تشخصيات علم النفس تكون دقيقة بدرجة عالية ، فهناك فرق بين إضطراب الشخصية ، والمرض النفسي ،  فمكونات الشخصية الأساسية للإنسان ، تتمثل في الدوافع ،العادات ، الميول ، العقل ، العواطف ، الآراء والعقائد والأفكار ، الإستعدادات ، القدرات ، المشاعر والأحاسيس ، السمات.

فهذه المكونات أو معظمها هي التي تمتزج لتكون شخصية الإنسان الطبيعية ، ولكن إذا حدث خلل في أحد أو بعضاً من هذه المكونات ، ينتج ما يُعرف بإضطراب الشخصية  ، ليجسد لنا في النهاية مجموعة من البشر التي قد نراها ونتعامل معاها بشكل يومي ، ويصعب علينا إيجاد تفسيراً واضحاً لبعض تصرفاتهم.

وحتي يتم تشخيص إضطراب الشخصية من قبل المتخصصين يجب أن يكونن عمر الشخص المضطرب لا يقل عن 18 عاماً ، لأن الأعراض التي تظهر قبل ذلك العمر ، تدعي بإسم السمات ، لكن في حالة إستمرار هذه الأعراض مع الشخص حتي يتعدي عمر الــ18 عاماً ما يحدث هو ترسخ هذه الصفات عند صاحبها ليصعب تغيرها ، ويطلق عليها الأطباء عندئذ إضطراب أنماط الشخصية ، بإستثناء بعد الحالات التي يكفي بلوغها الــ16 عاماً لتشخيصها.

 

وعلي ذكر أنواع إضطراب الشخصية فهناك الشخصية الوسواسية وهي : تتجسد في الشخص الذي يهتم بالنظام والترتيب علي حساب الجودة لما يفعله ، كما يقضي في ترتيب أموره المكتبية والمنزلية وقتاً طويلاً جداً ، ويهتم في ذلك الوقت بالتفاصيل الدقيقة علي حساب الجودة العامة.

فهو دائماً ما يبحث عن المثالية التي تتعارض في بعض الأوقات مع إتمام المهام ، كما أنه يكون متفاني في العمل بشكل مبالغ فيه علي حساب علاقاته الإجتماعية ، فحياته تتمثل في عمله فقط ، وتراه يؤدي كل شئ بنفسه لأن ضميره يتصف بأنه حي أكثر من اللازم ، وهو شخص جامد صلب وعنيد متعنت وخصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالأمور التي تخص المثاليات ، وحريص كل الحرص علي عدم التبذير لأن قاعدته تنص علي

“القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود”.

 

ولكننا هنا نتحدث عن الإنسان ذي الشخصية الوسواسية ، وليس مرض الوسواس القهري ، فلذلك يجب أن نفرق بينهما….

فمريض الوسواس القهري يكون في أغلب الأحيان شخصاً طبيعياً تماماً ، ولكنه يمرض بشكل سريع من مدة أسبوع إلي شهر ، بحيث تتدهور حالته بعدما كان سليماً ، ويشتد مرضه بشكل قد يعطل مسيرته في الحياة ويؤثر بالسلب عليها ، فتتعارض مع حياته وعلاقاته الإجتماعية ، كما يمكنه أن يستجيب للأدوية وبالفعل من الممكن أن يشفي تماماً.

أما الشخصية الوسواسية … فهي حالة مزمنة منذ الصغر وتتثبت وتترسخ بعد سن الـــ18 عام ، ولكن هنا يتعايش الإنسان فيها مع من حوله ، ويقوم بعمله ، وربما يكون من أكثر الناس إنتاجيه لتفانيه في عمله ، ولكن مع هؤلاء لا تجدي الأدوية الطبية نفعاً ، ولكنهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى