بالفيديو.. الطريق إلى التعليم يلزمه “لياقة وخفة وعقل وروح على كف الإيد”

كارثة.. غلق منفذ عبور المارة أمام بوابة جامعة القاهرة يُهدد حياة المواطنين

كتب – محمد عيد:
العلم والثقافة والأخلاق والتطور والبحث والاكتشاف والإبداع والتفكير، هي سمات العملية التعليمية الطبيعية، عندما يكون الهدف الأول هو إحداث نهضة حضارية، تواكب تلك السنين الضوئية التي تسبقنا، والسعي نحو تخطيها إن أمكن، فالأمل يجب ألا يكون ضعيفًا أبدًا.
الرياضة، هي إحدى العوامل الضرورية في التعليم، كونها عنصرًا مميزًا يُساعد على تفتح العقل من أجل أفكار أفضل، لمستقبل مُشرق، ووطن يطير بسرعة الصاروخ في سباق الأمم، لكن في مصر يبدو أن مفهوم الرياضة تغير تمامًا، فالمسئولون المعنيون والمهممون بقضايا البلاد، وراحة المواطن، وإحداث كل ما هو لصالحه، لم يكن لهم أن يغفلوا ضرورة أن يتمتع الطالب بلياقة عالية، وكله في سبيل العلم ومن أجل هذا الوطن.
فعلى باب واحدة من أكبر الصروح العلمية العالمية، “جامعة القاهرة“، وبالتحديد على طريق الواصل بين شارع فيصل ومنطقة البحوث والدقي في الجيزة، حيث يقع سلم المشاة الذي ينقل المارة من منطقة أبوقتادة، ومحطة مترو الجامعة، إلى الجهة الأخرى، التي يقع بها باب الجامعة، ويتوسط الكوبري سلم آخر في الطريق المعاكس المؤدي من البحوث إلى شارع فيصل، أغلقت الجامعة المنفذ أمامها بسور من حديد.
إذا كنت شابًا فإنك يجب أن تكون صاحب لياقة عالية جدًا كي تتجاوز هذا السور بدلًا من صعود السلم مرة أخرى والعودة إلى السلم الآخر، ثم عبور الطريق، كي تسير في طريقك إذا كنت متجهًا ناحية البحوث، وإذا كنت طالبًا في الجامعة، فعليك عبور الطريق، حاملًا روحك على كفيك الصغيرين، وصعود السلم، وعبور كوبري المشاة ثم النزول إلى باب الجامعة مباشرة، ليكون شعار هذا الحدث “لياقة + حداقة” للوصول إلى الهدف، وهو بصراحة هدف أسمى للتعليم لا شك.
“صوت العرب نيوز” خاضت هذه التجربة، ورصدت بعض الشباب الذين صادفهم الموقف بغلق منفذ العبور إلى الشارع ناحية باب الجامعة في هذه المنطقة، ولأنهم يعلمون كم المعاناة التي سيتعرضون لها بصعودهم السلم ثم النزول إلى الناحية الأخرى ثم عبور الطريق، استجابوا فورًا لنصيحة الأمن “إنتم شباب نطوا السور وأنا هعدي شنطكم وحاجتكم من فوق واشقطوها”، هذه هي اللياقة الحقيقية للشباب، تدريبات عنيفة لصحة أفضل وأءمن.
محرر “صوت العرب نيوز” الذي كان يقف مندهشًا من نصائح “رجل الأمن”، قرر التدخل بالسؤال عن كيفية العبور ودخول الجامعة، وليس صعود السلم، وكان الجواب طبيعيًا، خيب ظنه أيضًا أنه يمكن فتح السور لو كان طالبًا داخل إلى الحرم الجامعي، لكن أيضًا كان عليه قفز السور أو عبور الشارع والصعود إلى سلم المشاة ليأتي إلى نفس المكان من الداخل ومن ثم دخوله الجامعة.
ماذا لو كانت فتاة أو سيدة؟!.. الحقيقة إذا كانت فتاة رياضية أو من صاحبات ألعاب القوى، فسيكون فعلها مثل ذلك اللص الصغير الذي صعد السور وكأنه محترف، أو بارع في الهروب من المدرسة عندما كان صغيرًا، وإلا ستضطر أن تمسك بيد أحد يعبرها الشارع وتسلك نفس المسلك الصعب.
ويبقى السؤال البحثي، من صحاب هذه الفكرة البارعة الحريصة على صحة وثقافة وعقول أبناء مصر؟!، فإذا كان هذا تفكير المسئولين في المحروسة، فحقيقة كان الله في عونها وعون شعبها المغلوب على أمره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى