أحمد قذاف الدم يكتب عن ذكرى عدوان الحلف الأطلسي

كتبت- سعاد محمد

قال المسؤول السياسي لـ”جبهة النضال الليبي” أحمد قذاف الدم في ذكرى عدوان الحلف الأطلسي 1986م أنه في تاريخ الأمم والشعوب محطات تعتز بها ،، وتخلدها الأجيال وترفع من قيمتها ووزنها ،، ويحسب لها حسابها ،، ويبقى الخانعين على الرصيف لا قيمة لهم يداسون بالأقدام ،، ويسبحون بحمد أسيادهم ،، ويتفاخرون بخدمتهم ،، ويدمنون الذُل .

وفي أمتنا رجال لا يسبحون إلا بحمد الله وحده ،، وعاشوا برؤوس مرتفعه ،، وهمم شامخه طوال 40 عاماً جعلوا من ليبيا الدوله الصغيرة في شمال أفريقيا قاسماً مشتركاً لكل محاولات الوحده ،، وقدموا لمعركتها ضد الصهيونيه والإستعمار بسخاء ،، ودون تردد دماء ،، وأموال .. يحملون مشعل الحريه ،، ويحلمون بأن تأخذ الأمه مكاناً يليق بها ” بين الأمم ” .

ولذا كان قائدها القذافي هدفاً لأعدائها طوال سنوات الثورة التي واجهتهم منذ اليوم الأول فطرد القواعد ،، والطليان ،، وأمٌمت شركاتهم وفرضت لغة القراَن في الأمم المتحده والإتحاد الأفريقي ،، ودعمت حق شعوب أفريقيا في التحرر ،، وحملت راية الإسلام الحقيقي فوق ربوع الأرض وتدفقت أفواج من البشر يشهرون إسلامهم في خيمة القذافي ،، والذي ذهب إلى أقصى الأرض ليكون إماماً للملايين ،، وسعى إلى أن يحول قارة العبيد إلى قلعه للأحرار ،، وإستشهد وهو يبني أسوار الولايات المتحدة الأفريقية .. عام 2011 في مواجهه باسله للشعب الليبي مع أعتى قوه على الأرض “الحلف الأطلسي” إستمرت ثمان شهور .

تبقى القيم والمباديء ،، ولا تسقط الرايات ،، وما زال هناك من يحمل شعلة المجد ،، ويروي بذور القذافي بالدم ،، والعرق ،، والدموع لرجل كان جبل من الكبرياء حاولوا قتله مرات عديده .. نتحدث اليوم عن واحده من أخطرها شاركت فيها 270 طائرة حربية أمريكيه إنطلقت من قواعد بريطانيا ،، ومن حاملات الطائرات لتدك خيمته في باب العز ” وكان الله أكبر ” .

عام 1986 وتحديداً في بداية شهر أبريل كنت قد عدت للقوات المسلحه بعد سنوات في العمل السياسي ،، والعلاقات الدولية ،، وعينت في مدينة طبرق الآبيه التي أعتبرها أقرب المدن الليبيه إلى قلبي .

إستيقظت صباح يوم 1986/4/4 على مكالمة من صديق في روما يطلب لقاء عاجل لأمر هام ،، ولأنني كنت مرتبط بإلتزامات فأوفدت أحد المساعدين ليسافر في اليوم نفسه لروما ،، وتسلم الملف وإذا به خطة العمليات الكامله من مكتب نورث في ذلك الوقت وهو مسئول الأمن القومي ،، والأهداف والتوقيت والقوة المشاركه ،، وفي نفس الليله إجتمعت هيئة العمليات ،، وتم الإعداد للمواجهة ،،وتولى الشهيد أبوبكر يونس المتابعه ،، وكانت الأهداف ” مقر القيادة ،، ومنزل القذافي ،، والأمن الخارجي ،، ومطار طرابلس ،، ومعسكر الضفادع (سيدي بلال) ،، وقاعدة بنينه بنغازي ،، ومعسكرات للقوات المسلحه ” .

وبدأت المعلومات ترد تباعاً من خلال الأجهزة ،، وتم تصوير الطائرات في قاعدة بريطانيه ،، والرصد والتصنت على حاملات الطائرات ،، وتحركاتها ،، وتوالت المعلومات من الدول الصديقه سأذكرها يوماً للتاريخ ،، ورفضت فرنسا بقيادة الرئيس ميتران ،، وشيراك الذي كان رئيساً للوزراء السماح للطائرات الأمريكيه بالعبور .. مما غير في توقيت الهجوم .

وفي الثانية عشر ليلاً تواصلت مع آمر الحرس الخاص في تلك الليله العقيد إمحمد الوليدي أطال الله عمره ” وأكدت عليه ” أكد لي أن الأمور على أعلى درجات الإستعداد وإنما تواجهنا مشكله ” أن القائد رفض المغادره ” وبالرغم من تأكيدات الدفاع الجوي بأن كافة الأنظمه قد تكون تكون معطله ،، وسنعتمد على وسائل بديله والدفاع السلبي والإنتشار .

وحانت الساعه الثانية ليلاً ،، ودخلت مئة وسبعون طائرة أجواء غرب ليبيا وشرقها ،، وكان رأي العسكريين بإمتصاص الصدمه ،، وعدم الإعتراض بالسلاح الجوي في معركة ليلية لكفاءة الطائرات المهاجمة .. وفارق مديات الصواريخ .

وتوجهت 32 طائرة إلى مقر القيادة ،، وخيمة القذافي ،، ومنزله ،، وسقطت عشرات الصواريخ ،، وشاء الله أن الكثير منها لم ينفجر ،، ووجدنا في الصباح أنه كتب عليها أسم القذافي .. بشكل يعكس حقداً ،، وروح إنتقام .

إستٌشهد في تلك الليله عشرات المقاتلين صامدين في مواقعهم ،، وأُصيب مقر هيئة أمن الجماهيرية ،، ومباني مجاورة ،، وتم قصف مطار طرابلس ،، وتدمير بعض الطائرات ثم قصف معسر البحرية سيدي بلال ،، وإستُشهد فيه أبطال الضفادع البشرية . كما طال القصف أحياء مدنية .. إستشهد تحت أنقاضها الأطفال ،، والنساء .

وفي بنغازي كان هناك قصف لقاعدة بنينا وتدمير بعض الطائرات التي وضعت خصيصاً من طائرات متهالكه لتكون هدفاً ،، وتساقطت القنابل على بعض أحياء بنغازي ،، وإستُشهد وجرح العشرات .

في المقابل تم إسقاط ثلاث طائرات F16 ،، وواحدة عادت رغم إعطابها إلى حاملة الطائرات في البحر ،، وتم إلتقاط حطام وما تبقى من جثث الطيارين سلمت فيما بعد لأمريكا .. ووفقاً للخطة إنطلقت الصواريخ ارض ارض لتتساقط على قاعدة “لامبيدوزا” الأمريكية .. جنوب ايطاليا .. وبدات القوات الجوية طوال السواحل الليبية تجهز لتنطلق منها غارات فجر اليوم التالي .. على اهداف اخرى .. في البحر المتوسط وعند الرابعة صباحًا وجه حلف أطلسي إنذارًا بان اي اعتداء على اهداف تقع في نطاقه تعني اعلان حالة حرب مع حلف اطلسي .. فصدرت الاوامر بايقاف التصعيد .

ودخلنا مرحلة اخرى .. و خرج القذافي من تحت ركام بيته يتأبط أبنائه ليُعلن أنه ولو صبوا قنابلهم الذريه فوق رؤوسنا سوف لن يثنونا عن حقنا بالحياة وذهب ليزور الجرحى ،، ويطمئن الليبيين بأن الحياة وقفة عز .

نستذكرها في هذه المناسبة وستخلدها الأجيال كيوم من أيام المجد ،، والشموخ ،، ونذكر بها أهلنا اليوم ،، وكيف أصبحت ليبيا في غياهب الجُب ،، ومرتعاً لقوى الشر والجواسيس .

ورغم ذلك حتماً سوف تشرق الشمس ،، وسيخرج شعبنا عزيزاً من تحت الرُكام ليمسح العار ويعود وجه الوطن الحقيقي والمشرق .

والله أكبر من الطواغيت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى