“ندوة بالأعلى للثقافة تستعرض مسيرة عوني عبدالرءوف: حصاد رحلة أكاديمية وإنسانية”

نظّمت لجنة الدراسات الأدبية والنقدية واللغوية بالمجلس الأعلى للثقافة، ندوة بعنوان “عوني عبدالرءوف.. حصاد الرحلة”، وذلك في إطار سلسلة ندوات “حصاد الرحلة”، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وبإشراف الدكتور أحمد درويش، مقرر اللجنة.
أدار الندوة الدكتور محمود نحلة، أستاذ العلوم اللغوية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، مؤكدًا أن الدكتور عوني عبدالرءوف “ملأ الدنيا علمًا وفضلًا دون ضجيج”، مشيرًا إلى أن تكريمه في حياته جاء مستحقًا، وأن أثره ما يزال حاضرًا في ضمائر تلاميذه ومحبيه، داعيًا إلى التأمل في حصاد رحلته الغنية والمتنوعة.
وشارك في الندوة عدد من الأكاديميين الذين تتلمذوا على يد الدكتور عبدالرءوف أو عاصروه، من بينهم الدكتورة إيمان السعيد جلال، أستاذ الأدب بكلية الألسن جامعة عين شمس، التي أكدت أن “كل تلاميذه ورثوا عنه الوفاء”، مشيرة إلى الجزء الرابع من كتابه “جهود المستشرقين” الذي نُشر بعد وفاته، ومعتبرة أن حياته كانت زاخرة بالبحث والتدريس والمناقشة العلمية، وأنه كان مثالًا للمثابرة والدعم الإنساني لتلاميذه.
كما تحدث الدكتور سعيد بحيري، أستاذ الترجمة بكلية الألسن، عن الأثر الكبير الذي تركه الدكتور عوني عبدالرءوف في مسيرته الشخصية، مؤكدًا أنه “كان نبراسًا” له، وساهم في تكوين خلفيته الفكرية والعلمية، مضيفًا أن عبدالرءوف لم يتوقف عن العطاء إلا عندما سقط قلمه من يده، بعد أن أرسي منهجًا علميًا دقيقًا ومنصفًا، وأنه كان موسوعي الثقافة متقنًا للغات وثقافاتها.
ومن جانبها، وصفت الدكتورة فاطمة الصعيدي، رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة حلوان، الدكتور عبدالرءوف بأنه “أكاديمي موسوعي” له مدرسة فكرية وأكاديمية تخرج فيها عشرات الباحثين، وأشادت بصفاته التي جمعت بين الامتنان والموضوعية والتوثيق والدأب، مشيرة إلى دوره البارز في التأليف والترجمة والمشاركة في الموسوعات، وانفتاحه الإنساني عبر دراساته العميقة للغات.
وفي السياق ذاته، استعاد الدكتور ماجد الصعيدي، أستاذ بكلية الألسن، ذكرياته في ثمانينيات القرن الماضي، حين التحق بالكلية ووجد في الأستاذ عوني عبدالرءوف نموذجًا عالميًا للأستاذ الجامعي، يجمع بين الأستاذية والأبوية، مشيرًا إلى كتاب تذكاري أُهدي إليه عام 2008 بمناسبة عيد ميلاده الثمانين، صدر عن مركز اللغات الأجنبية بجامعة القاهرة، وضم شهادات ودراسات ووثائق سيرة أكاديمية.
كما تحدث الدكتور محمد العبد، أستاذ بكلية الألسن، واصفًا الدكتور عبدالرءوف بأنه “ثلاثة في شخص واحد: الإنسان، والأكاديمي، وصاحب الرسالة”، مؤكدًا أنه لم يكن أستاذًا تقليديًا، بل كان صاحب فكر ورؤية، وتميّز باستلهامه روح الفكر الاستشراقي في دراساته.
واختتم الندوة الدكتور محمد الوزير، أستاذ بكلية الألسن، بالإشارة إلى الإسهامات الواسعة للدكتور عوني عبدالرءوف، لا سيما إشرافه على عدد كبير من رسائل الماجستير والدكتوراه، ودوره المحوري في تأسيس عدد من الأقسام العلمية بكلية الألسن، من بينها قسم اللغات السامية، مؤكدًا أن أثره باقٍ في نفوس وعقول طلابه وزملائه.