نتنياهو يتنفقد مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية عقب تفجيرات تل أبيب

قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجولة ميدانية في مخيم طولكرم للاجئين شمال الضفة الغربية المحتلة.
وخلال الزيارة، تلقى نتنياهو مراجعة أمنية من قائد فرقة الضفة الغربية، حيث تم استعراض الوضع الأمني في المنطقة.
في وقت لاحق من اليوم نفسه، اقتحم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس منزلاً فلسطينياً في المخيم، حيث أُخذت صور له محاطاً بعدد من الجنود، مع تثبيت علم إسرائيل على أحد جدران المنزل.
أعلن كاتس عن تكثيف الأنشطة العسكرية في الضفة الغربية، قائلاً: “أصدرت تعليماتي لقوات الجيش الإسرائيلي بتكثيف أنشطتها في الضفة الغربية”.
وتأتي هذه التحركات في وقت حساس، حيث شهدت المنطقة تصعيداً في العمليات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك هدم 14 منزلاً في مخيم طولكرم في 18 فبراير 2025، بذريعة شق شارع وسط المخيم.
ويشهد الوضع في الضفة الغربية تصعيدًا في ظل تزايد الهجمات والتفجيرات التي قد تُعتبر جزءًا من استراتيجية مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. في الآونة الأخيرة، كان هناك عدد من الحوادث الأمنية التي دفعت جيش الاحتلال إلى تعزيز عملياته في الضفة الغربية.
كما أن التفجيرات الي وقعت أمس في مدن إسرائيلية أدت إلى ردود فعل عسكرية من قبل الجيش الإسرائيلي، وهو ما يساهم في تصعيد الأوضاع في المنطقة. في مثل هذه الحالات، عادة ما يكون هناك تكثيف للحملات العسكرية، مع مداهمات للمنازل، اعتقالات، وتفتيشات، في محاولة للحد من النشاطات العسكرية أو العمليات الهجومية التي تستهدف الجنود أو المدنيين الإسرائيليين.
ويساهم هذا الوضع في استمرار الدورة المستمرة من العنف في الأراضي الفلسطينية، مما يعرقل جهود السلام ويزيد من معاناة المدنيين في المنطقة.
وفي هذا الوضع أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة أنه سوف يخوض بحرب شرسة في الضفة الغربية، وأغلق بعض المناطق فيها، وذلك ردا علي تفجيرات الأمس.
وأشار جيش الاحتلال أنه يعمل مع جهازي الشاباك والشرطة الإسرائيلية للتحقيق في تفجير الحافلات بتل أبيب.
وأكد جيش الاحتلال في بيان أنه سيصل إلى المتورطين في عملية تفجير الحافلات بتل أبيب.
يسعي الاحتلال الإسرائيلي إلى الحد من وجود حماس العسكري داخل غزة لأسباب تتعلق بالأمن والسيطرة. في هذا السياق.
وتُعتبر حماس أحد الفصائل المسلحة الرئيسية في قطاع غزة، وهي تسيطر على المنطقة منذ عام 2007. الاحتلال يرى أن وجود حماس يشكل تهديدًا أمنيًا مباشرًا من خلال الصواريخ والهجمات المسلحة الأخرى التي تنطلق من غزة.
وبالنسبة لحماس، فهي تعتبر نفسها الحركة التي تدافع عن حقوق الفلسطينيين وتواجه الاحتلال. وعليه، هذا الصراع المعقد والمتعدد الأبعاد يتضمن أبعادًا سياسية، عسكرية، وإنسانية تجعل الوضع في غزة حساسًا للغاية.
قال محمد دحلة، خبير الشؤون الإسرائيلية، إن الداخل الإسرائيلي يريد استمرار اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة والانتقال إلى المرحلة الثانية، لأن الشارع الإسرائيلي يريد إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين الموجودين بأيدي حماس.
وأضاف «دحلة»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»: « غالبية الشارع الإسرائيلي بدأت تفهم التلميحات والرموز التي تصدر من رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته بأن الحكومة الإسرائيلية معنية بالاستمرار في المعارك في قطاع غزة وأنها لم تنهي حسابتها مع حركة حماس».
ولفت إلى أن الداخل الإسرائيلي يعتقد أنه لا يوجد انتصار حقيقي بدون إعادة كافة الأسرى من قطاع غزة.
وتابع: « اليمين المتطرف الإسرائيلي لا يريد أي وجود عسكري أو سياسي لحماس داخل قطاع غزة وهذا بعد مظاهر الحشد الكبير لحركة حماس في قطاع غزة خلال جولات تبادل الأسرى التي أثبتت أن حركة حماس لازالت تقف على رجليها ولن تنهار».
وفي سياق متصل قال اللواء حابس الشروف، الخبير العسكري، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو صعد الأمور بالضفة الغربية أمس بعد انفجارات تل ابيب، مشيرًا إلى أن هذه التفجيرات لها أسباب سياسية إسرائيلية لأن نتنياهو يريد التخلص من بعض قادة الشاباك الإسرائيلي.
وأضاف «الشروف»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن حكومة الاحتلال تحاول التصوير للداخل الإسرائيلي أن الخطر الفلسطيني مازال قائم على المستوطنين الإسرائيليين، مشيرًا إلى أن نتنياهو يحاول إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة التخلص من سلاح حركة حماس، لأن عدم نزع السلاح من قطاع غزة يشكل تهديد على إسرائيل.
وتابع: « حتى الآن لم تعلن المقاومة الفلسطينية مسؤوليتها عن تفجيرات تل ابيب وفي العادة عندما يقومون الفلسطينيون بأي عملية في تل ابيب وهذا يطرح علامات استفهام بمن يقف خلف هذه العملية وهل هي مدبرة من الداخل الإسرائيلي»، مشددًا على أن نتنياهو سيستخدم انفجارات تل ابيب كذريعة له لاستمرار العدوان على الضفة الغربية.