صوت العرب

الدكتور عايض القحطاني: الاقتصاد الإبداعي في السعودية يشهد نموًا مستدامًا ويتوقع أن يصل إلى 5% من الناتج المحلي بحلول 2030

كتب- محمد السيد

قال الدكتور عايض بن علي القحطاني، خبير المسؤولية الاجتماعية والاستدامة، إن الاقتصاد الإبداعي يُعدّ واحدًا من أبرز القطاعات المؤثرة في التنمية المستدامة، ليس فقط لدوره في تحفيز النمو الاقتصادي، بل أيضًا في تعزيز الهوية الوطنية وحماية التراث الثقافي.

وأضاف القحطاني أن العديد من الدول، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، تعمل على تطوير هذا القطاع كجزء من استراتيجياتها الوطنية، نظرًا لما يقدمه من فرص اقتصادية وإمكانات لتعزيز الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية.

يُعرف الاقتصاد الإبداعي بأنه الاقتصاد القائم على المعرفة والإبداع، والذي يشمل قطاعات مثل الفنون، التصميم، الإعلام، البرمجة، الترفيه، والصناعات الثقافية.

وفقًا لتقرير الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD, 2022)، فإن الاقتصاد الإبداعي يمثل 6.1% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ويحقق معدل نمو يبلغ 9% سنويًا، متجاوزًا العديد من القطاعات التقليدية.

أما في المملكة العربية السعودية، فقد شهد الاقتصاد الإبداعي نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث تسهم الصناعات الثقافية والإبداعية بنسبة 3% من الناتج المحلي الإجمالي، مع توقعات بارتفاعها إلى 5% بحلول 2030 وفق رؤية المملكة.

كما يوفر القطاع أكثر من 100.000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مما يعكس دوره المحوري في الاقتصاد الوطني.

لا يقتصر الاقتصاد الإبداعي على الجانب الاقتصادي فحسب، بل يمتد ليكون أداة للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية.

من أبرز مظاهر ذلك: الحفاظ على التراث الثقافي وترويجه عالميًا، ودعم ريادة الأعمال الثقافية وتعزيز الاقتصاد المحلي، والإعلام وصناعة المحتوى كمنصة لنشر الثقافة السعودية.

على الرغم من الفوائد الكبيرة للاقتصاد الإبداعي، إلا أنه يواجه تحديات عدة مثل نقص التمويل، وصعوبة حماية حقوق الملكية الفكرية، والحاجة إلى بنية تحتية تدعم الإبداع والابتكار.

لذلك، فإن تعزيز الاقتصاد الإبداعي يتطلب سياسات داعمة واستثمارات مستدامة في التعليم والتدريب والبنية التحتية.

تضع رؤية السعودية 2030 الثقافة والاقتصاد الإبداعي ضمن أولوياتها، حيث تم إطلاق العديد من المبادرات لتعزيز هذا القطاع، مثل صندوق دعم الصناعات الثقافية، وبرنامج الابتعاث الثقافي، ومشروع “الدرعية” و”العلا” كمراكز ثقافية عالمية.

ختامًا، يمثل الاقتصاد الإبداعي جسرًا بين التنمية الاقتصادية وتعزيز الهوية الوطنية، حيث يسهم في نمو الاقتصاد، خلق فرص عمل، ونقل التراث السعودي إلى العالمية. ومع استمرار الدعم الحكومي والتطور التكنولوجي، يمكن لهذا القطاع أن يكون محركًا رئيسيًا لتحقيق رؤية المملكة 2030، وترسيخ مكانة المملكة كواحدة من أبرز مراكز الإبداع والثقافة في العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى