“ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب لله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما” النساء:93
القصد الجنائي في جريمة القتل هو علم وإرادة لتحقق نتيجة أرادها الجاني وهو قتل المجني عليه ولا عبره بالباعث الا إذا قضى القانون بخلاف ذلك.
ان القصد الاحتمالي هو قصد غير مباشر يتكون من إرادة واستمرارية وقبول المخاطرة بالنتيجة المتوقعة وقبولها فيتوقع احتمال وفاة انسان كنتيجة أخرى لفعله الجرمي فلو الجاني دخل بيت المجني لقتله وتفاجأ بوجود شخص آخر فقتله كأثر ممكن لجريمته
النتيجة الجرمية التي أرادها الجاني وهي قتل المجني عليه
القصد الاحتمالي وحدود نطاقه والنتائج المترتبة عليه نجده واضحا عند الألمان الا أنه في قانون الجزاء الكويتي والفرنسي نجده قد اختلط مع القصد المتعدي وان تطلب القصد المباشر في القصد الاحتمالي وإذا انتفى القصد المباشر فأن الجاني يسأل عن جريمة غير عمدية.
والمشرع الكويتي انتبه لهذا المعضلة فمحكمة التمييز قضت بتطبيق أحكام القصد الاحتمالي متى توافرت عناصره فالقانون الكويتي يعاقب المشتركين بجريمة القتل المتفق عليها بذات العقوبة (القتل مع سبق الإصرار والترصد) وان كان دور أحدهم هو المراقبة ولم يقم بفعل القتل فعقوبته على أساس القصد الاحتمالي الذي أنزله المشرع الكويتي منزلة القصد المباشر بتشديده للعقوبة.
أما القصد المتعدي أو المتجاوز القصد في القتل العمد يتحقق إذا استهدف الجاني من فعله تحقيق نتيجة معينة وهي قتل شخص ولكن تجاوزت النتيجة حدود قصده الى فعل أشد جسامة بحيث قتل شخص آخر (خادم المجني عليه) والذي يظنه خارج المنزل.
ويتوافر القصد المتعدي لدى الجاني حتى وان امتنع عن الفعل ولكن حدثت نتيجة أخرى جراء امتناعه مثال أن يدخل بيت بنية قتل مالكه ولكن تراجع عن قتله لاي سبب كان بإرادته أو خارج ارادته ولكنه قتل خادمه الذي شاهده أو تعارك معه فقتله فالنتيجة المترتبة هي نتيجة لم يقصدها ولكنها متوقعة كذلك لو طعن متعمدا شخص وتم اسعافه من المارة بسيارة الإسعاف التي تعرضت لحادث مروري وتوفي المجني عليه ومثال آخر عندما يمتنع طبيب عن علاج مريض حالته حرجة وأدى امتناعه الى موت المريض فالطبيب الجاني لم تكن نيته موت المريض ولكنها نتيجة محتملة و متوقعه فقد خاطر بقبول النتيجة عن الامتناع بارتكاب فعل المساعدة والعلاج وبالتالي أفضى إحجامه الى نتيجة أخرى وهي موت المريض ويساءل اذا كان سبب الموت تدهور حالته لعدم اسعافه وعلاجه من الطبيب الذي كان بإمكانه اسعافه وامتنع بدون مبرر أو مسوغ معقول وبالطبع للطب الشرعي وعقيدة القاضي الكلمة والقرار بحسب حيثيات الواقعة المنظورة.
لو نجا المجني عليه فالمساءلة تكون على جريمة شروع في قتل ولما توفي فالمساءلة على جريمة قتل. تثور التساؤلات هل هو قصد احتمالي؟ هل هو جريمة متعدية الأصل؟ وأساس ذلك هو عناصر كل قصد أي توافر الجريمة العمدية وترتب عليها نتيجة أشد جسامة مما ابتغاها وأرادها الجاني والعلاقة السببية بين النتيجة المترتبة الأشد والجريمة العمدية.
وقضاء المحاكم الكويتية قد تأثر بالقضاء الفرنسي ونجده واضحا في التطبيق للتشريعات الجزائية العقابية بشأن القصد الاحتمالي واختلاطه بالقصد المتعدي فنجد الأقضية قد تشددت في كثير من أحكامها المبنية على المسؤولية الجنائية للجاني فأنزلتهما منزلة القصد المباشر بل وشددت في الكثير من أحكامها بعقوبة أشد من عقوبة القصد المباشر ولا سيما في الجرائم ذات النتيجة الأشد جسامة بوقوع عدد كبير من الضحايا وتعرضهم لأذى بليغ لجرائم الحريق وإغراق السفن والتفجير حيث أن المادة (245) من قانون الجزاء الكويتي أشد عقوبة من المادتين (243-244) وأن المادة (243) قد تشددت في العقوبة بشأن الحريق أكثر من المادة رقم (244) من قانون الجزاء الكويتي .
دمتم بود.