صوت العرب

المجلس الأعلى للجامعات.. والنقابات

بقلم ا.د فتحي الشرقاوي أستاذ علم النفس

جرت العادة كل عام عقب انتهاء امتحانات الثانوية العامة، وبدء التنسيق للالتحاق بالجامعات، أن يطالعنا رؤساء النقابات المختلفة( اطباء،صيادله
مهندسين،علاج طبيعي..الخ)بعقد اجتماعاتهم الطارئة للادلاء بارائهم بخصوص شروط الالتحاق بالكليات، البعض يرى ان تدخل النقابات في هذا الشأن، لا قيمة له لأنه حق اصيل للمجلس الأعلى للجامعات وقطاعاته المتعددة المنوط بها رسم السياسات وصياغة الاستراتيجيات الجامعية،بكل ماتتضمنه من مفردات ومعطيات العملية التعليمية، على حين يرى البعض الاخر مشروعية تدخل هذه النقابات لأنها المعنية في النهاية بمستوى الخريج العلمي والعملي ،الذي سيتم الضخ به في شرايين العمل المهني في المجتمعه، ومابين هذا الفريق المؤيد والاخر المعترض ،غالبا مانرى سجالات بينهما، قد تصل الى حد الصدام ،وعلى سبيل التوضيح وليس الحصر ، اعتراض نقابة المهندسين على الحد الادنى للالتحاق بالكليات الهندسية ( الجامعات الخاصة والاهلية) حيث عبّر طارق النبراوي نقيب المهندسين عن رفضه أن يكون مجموع الثانوية العامة المؤهِّل للقبول بالتعليم الهندسي 58%،، إيمانا من النقابة بأن هذا المستوى الهزيل من نتائج الثانوية العامه لا يرتقي بدوره الى مستوى الطالب الحاصل على المجموع الاعلى كالمعتاد ،هنا نكون إزاء بوادر اول اشكالية صدام بين النقابة والمجلس الأعلى، ماذا لو تم عدم الأخذ بالاعتبار أثناء التنسيق والتوزيع رأي النقابه،ثم قامت النقابة بعد ذلك بعدم قيد الطالب بعد تخرجه‼️ والاشكالية الثانية ماذا يحدث إذا طُلب من النقابة قيد حاصلي الدبلومات الفنية دون اختبارات المعادلة أو قيدالحاصلين على الثانوية العامة أدبي والاشكالية الثالثة المرتبطة بأهمية تطبيق نظام الجودة -الدستوري والقانوني-من وجهة نظر النقابة في كل الكليات والمعاهد الهندسية، هل يعني ذلك عدم السماح للطلاب بالالتحاق بالكليات والمعاهد الهندسية التي لم تجتاز معايير الجودة ،وفقا لاراي النقابة والاشكالية الرابعة ترى النقابة صعوبة التحاق الطلاب بالكليات الهندسية دون وجود البنية الأساسية المتكاملة في العديد من الكليات والمعاهد الهندسية، حتى لا يتخرج فيها مَن هم خارج المستوى المهني المطلوب.
لو استعرضنا الاشكاليات الاربع المطروحه،سنجد انفسنا امام عدة قضايا قابلة للمناقشه
القضية الاولى..التوافق بين المجلس الأعلى للجامعات والنقابات بشان الحد الادنى للقبول بالكليات
القضية الثانية ضرورة عمل المعادلات اللازمه بشان التحاق طلاب الدبلومات الهندسية
القضية الثالثة.عدم التحاق الطلاب في الكليات والمعاهد الهندسية التي لم تستوفي معايير الجودة
القضية الرابعة عدم التحاق الطلاب بالكليات الهندسية التي لم تصل بنيتها التحتيه إلى المستوى المطلوب
لو دقينا النظر في تلك المطالب الأربعه ( والتي لن تختلف بالقطع من حيث المضمون مع بقية النقابات العلمية الاخرى) لوجدناها حق اصيل للمجلس الأعلى للجامعات، ليظل السؤال الجوهرى مازال قائما، هل من توافق في وجهات النظر،ام سيظل الخلاف والاختلاف في الرؤى هو سيد الموقف، مما يزيد من أعباء وصعوبات ملف التعليم
مجردخاطره

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى