عرب وعالم

لماذا صعد اليمين المتطرف فى انتخابات البرلمان الأوروبى؟

كتبت : صباح فتحى

شهدت انتخابات البرلمان الاوروبي الأخيرة تحقيق الأحزاب المنتمية لليمين المتطرف مكاسب تاريخية في دول رئيسية بالقارة العجوز، ما أثار تساؤلات  بشأن أسباب صعودها وتداعيات ذلك على التوجهات السياسية للاتحاد الأوروبي.

وتشير التوقعات إلى استمرار سيطرة أحزاب الوسط والأحزاب الليبرالية على غالبية المقاعد في المؤسسة التشريعية الأوروبية، لكن التقدم الذي حققته أحزاب اليمين ينذر بتحولات كبيرة في تكتل أوروبا، وسينعكس على عديد الملفات

وقال المحلل السياسي الأردني- الألماني ميار شحادة، إن النسبة الأكثر مشاركة في هذه الانتخابات كانت فئة شبابية يئست من السياسيين التقليديين وكلامهم البيروقراطي، واليمين بطبيعة الحال يستخدم لغة شعبية قريبة من تفكير هذه الفئة، لدرجة أن هناك عربا وأجانب أصبحوا يتوافقون مع جزء من أفكار اليمين الشعبوي.

وأضاف “شحادة” لـ”الدستور”، أن صعود اليمين مؤقت، فهو مؤشر على أن العامة أصابتهم حالة ملل من البيروقراطية، وبالتالي هو بمثابة إنذار صغير على ضرورة الانتباه إلى ما يريده الشارع.

الخروج عن سياق الإجماع

وتابع : بكون اليمين حقق أرقاما مرتفعة، إلا أن الكتلة الوسطية ما زالت أكثرية، بمعنى أن اليمين لن يستطيع تعطيل القرارات، ولكنه قد يكون عاملا في تعطيلها لبعض الوقت، وهم يعلمون بأنهم لا يمكنهم الخروج عن سياق الإجماع، خصوصا فيما يتعلق بقوانين الاتحاد الأوروبي، وحتى تتغير تحتاج أغلبية ضخمة.

وأشار إلى أن اليمين المتطرف (تحديدا) منقسم بشدة، حتى أقصى اليمين الفرنسي مثلا وهو الوجه الأبرز لليمين الأوروبي، لا يريد التحالف مع اليمين الألماني الأكثر تشددا.

وواصل: لن نستطيع سماع رأي مباشر حول حرب أوكرانيا؛ لأن هناك إجماعا على مساعدة الأوكرانيين، وخوفا على أصوات ناخبيهم سيصوتون لمساعدة الأوكرانيين في القرارات الرسمية، ولكن لا يمنع هذا من سماع أصوات ناقدة لطبيعة الدعم.

وحول الحرب في غزة، قال شحادة، هناك إجماع يميني أوروبي على دعم إسرائيل، وهذا ما تنتظره تل أبيب أساسا، فالبنسبة لحرب غزة هناك إجماع وستكون عامل ضغط من اليسار للعودة، لكن القرارات الحاسمة اتخذت وسيتم البناء عليها.

واستطاعت الأحزاب المنتمية لليمين المتطرف تحقيق مكاسب في انتخابات البرلمان الأوروبي، يوم الأحد، ما وجه ضربة قوية إلى كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون،  والمستشار الألماني، أولاف شولتس .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى