فاجأ حسام حسن، المدير الفنى للمنتخب الوطنى الأول لكرة القدم، جميع متابعى الكرة المصرية بالعودة إلى طريقة «٣-٥-٢»، خلال مباراة «الفراعنة» أمام بوركينا فاسو، التى أقيمت مساء أمس الأول على ملعب استاد القاهرة، وانتهت بفوز منتخبنا بنتيجة ٢-١، ضمن الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم ٢٠٢٦.
وأعاد استخدام حسام حسن هذه الطريقة القديمة إلى الأذهان استخدامها من قبل الجنرال الراحل محمود الجوهرى، منذ آخر ظهور له مع «الفراعنة»، فى التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم ٢٠٠٢.
وأثارت هذه الطريقة جدلًا واسعًا منذ إعلان حسام حسن تشكيل منتخب مصر أمام بوركينا فاسو، وسط تساؤلات حول سبب لجوئه إليها، بعد غيابها فترة طويلة عن الملاعب المصرية، وهو ما دفعه للدفاع عن قراره، بل وتأكيد عزمه الاعتماد على نفس الطريقة من جديد فى بعض المباريات المقبلة.
ونسب حسام حسن استخدامه لطريقة «٣-٥-٢» إلى رغبته فى الاستفادة من جميع اللاعبين الموجودين فى صفوف «الفراعنة» خلال الفترة الحالية، إلى جانب الاستفادة القصوى من قدرات محمد صلاح، وتهيئة الأجواء أمامه لتقديم أفضل ما لديه، دون أن يكون ملتزمًا بأى واجب دفاعى يعوقه عن أداء مهمته الأساسية، وهى تهديد مرمى المنافسين وتسجيل أو صناعة الأهداف طوال الـ٩٠ دقيقة.
وظهر «صلاح» طوال مباراة بوركينا فاسو دون أى التزامات دفاعية، ما سهل مهمته فى الضغط على دفاعات المنافس، خاصة فى الشوط الأول، مع تخصيص أكثر من مدافع بوركينى لمقابلته.
وسهل هذا مهمة محمود حسن «تريزيجيه» ومصطفى محمد فى الاختراق، ما أسهم فى تسجيل هدفين فى أول ١٠ دقائق من المباراة، بجانب السيطرة على الشوط الأول كاملًا، وجزء من الشوط الثانى، قبل أن يسكن مرمى محمد الشناوى هدف مباغت، كان سببًا فى استعادة لاعبى بوركينا فاسو الثقة فى أنفسهم، ومواصلة الضغط على منتخب مصر، ما دفع حسام حسن لتغيير الطريقة آنذاك.
وبدا بشكل واضح منذ بداية المباراة رغبة حسام حسن فى إرضاء «صلاح»، ومنحه الأفضلية فى تشكيل «الفراعنة»، والاعتماد عليه كلاعب حر يتحرك كيفما يشاء، دون أى التزام دفاعى، كما هو حاله فى فريقه ليفربول، حيث كان يورجن كلوب يعفيه من الواجبات الدفاعية، بهدف تحقيق أقصى استفادة منه فى الشق الهجومى.
وأكد حسام حسن أن العودة إلى الطريقة القديمة التى كان يعتمد عليها «الجنرال» محمود الجوهرى لم تكن بسبب عدم وجود ظهير أيسر فى قائمة «الفراعنة» لمباراة بوركينا فاسو، بعد إصابة أحمد فتوح، وإيقاف محمد حمدى، مضيفًا أنه كان ينوى اللعب بطريقة «٣-٥-٢» منذ بداية معسكر منتخب مصر، بهدف خلق مرونة تكتيكية وتعدد خططى لدى «الفراعنة»، مشيرًا إلى أنه عاد إلى طريقة «٤-٣-٣» فى الشوط الثانى، عبر الدفع بالظهير عمر كمال عبدالواحد، بعدما شعر بخطورة على مرمى محمد الشناوى، على عكس الشوط الأول.
وشدد «حسام» على عدم وجود إصرار لديه لتطبيق طريقة بعينها، ولكن هو تعدد خططى ومرونة تكتيكية، وحلول لبعض المباريات التى تحتاج مثل هذه الطريقة، لافتًا إلى أن العقبة الوحيدة التى واجهته كانت تخوفه من عدم استجابة اللاعبين لتعليماته بشأن الطريقة، لكن ما حدث فى الشوط الأول كان تنفيذًا حرفيًا لكل كلمة قالها، ما أسفر عن تسجيل هدفين، كان بالإمكان زيادتهما من خلال عدة فرص لاحت أمام مرمى المنافس.
وأسهمت فكرة بداية معسكر منتخب مصر يوم ٢٨ مايو الماضى، قبل موعد المباراة بـ٩ أيام كاملة، فى تحفيظ اللاعبين هذه الطريقة بشكل جيد، خاصة أن جميعهم لم يلعبها من قبل، سواء مع الأندية أو المنتخب. وأيقن حسام حسن أن سبب تراجع مستوى منتخب مصر فى بطولة أمم إفريقيا الأخيرة بكوت ديفوار كان غياب الدور الحقيقى للاعبى الوسط، وعدم تجهيزهم بالشكل الكافى للمساعدة فى تحسين الأداء والنتائج.
دفع هذا مدرب المنتخب لزيادة عدد لاعبى الوسط، وخلق نوع من الانسجام وتكامل الأدوار بينهم، وإحياء فكرة الـ«هاف اليمين»، الذى كان يؤدى دوره أحمد سيد «زيزو» فى مباراة بوركينا فاسو، والـ«هاف الشمال»، الذى كان يلعبه إمام عاشور، من أجل تعظيم دور خط الوسط.
وربما الفوز على بوركينا فاسو يجنب المدير الفنى للمنتخب سهام النقد، التى كانت بانتظاره حال التعادل أو الخسارة. لكن تظل هذه المباراة ليست كافية للحكم على طريقته المفاجئة، التى يرى البعض أنها لم تعد تناسب العصر الحالى لكرة القدم.