وطن بلا أمية هو حلم، يراود العديد من الشعوب والقادة عبر التاريخ، فهي ليست مجرد عائق، أمام تعلم القراءة والكتابة، بل حاجز يحرم الفرد من تحقيق كامل إمكاناته، وعبء يثقل كاهل المجتمع بأسره، لذلك أصبح القضاء على الأمية، هدف يسعى إليه، فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتحقيق خطة التنمية المستدامة 2030، طريق مصر نحو الرقي والازدهار.
وتعد خطة القضاء على الأمية، خلال عام واحد، خطوة جريئة وطموحة، تتطلب تضافر جهود كل فئات المجتمع، وفكرة تكليف كل خريج، بتعليم 10 أفراد في الفترة الصيفية، مبادرة مبتكرة لتحقيق الهدف بكفاءة عالية، بتحويل المدارس والجامعات، كمراكز لمحو الأمية بشكل منظم، خلال الإجازة الصيفية، استغلالًا مثاليًا للموارد والبنية التحتية التعليمية المتاحة.
احتياجات المتعلمين، في مختلف الفئات العمرية والثقافية، وإيجاد طرق تحفيزية تشجعهم على الاستمرار في التعلم.
وضرورة تعزيز الشراكة المجتمعية، بين القطاعين العام والخاص، تعتبر عاملًا رئيسيًا في نجاح هذه المبادرات، حيث يمكن للقطاع الخاص، تقديم الدعم من خلال التبرعات، وتوفير التكنولوجيا، والمشاركة في تصميم برامج تدريبية متخصصة، كما أن تفعيل دور المجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية، يسهم في توسيع نطاق الوصول، إلى الفئات الأكثر حاجة وتقديم الدعم المناسب لهم.
وضرورة التوعية المجتمعية، حول أهمية القضاء على الأمية، ودورها في التنمية المستدامة هو أمر ضروري، ويجب تنظيم حملات توعية، تستهدف جميع شرائح المجتمع، تسلط الضوء على الفوائد الاقتصادية والاجتماعية، لتعليم الكبار وتقضي على الأمية، والوعي بأهمية القراءة والكتابة، يفتح الأبواب أمام فرص جديدة للفرد والمجتمع، ويمكن أن يحدث تغييرًا إيجابيًا، في النظرة العامة نحو التعليم والتعلم المستمر.
في النهاية، القضاء على الأمية، وتحقيق التنمية المستدامة، يتطلب رؤية شاملة، تجمع بين الإصرار السياسي، الابتكار في استخدام التكنولوجيا، تعزيز الشراكات، ومشاركة المجتمع بأكمله، من خلال العمل المشترك، والتزام كل فرد بدوره، يدفع مصر أن تتجه نحو مستقبل خالٍ من الأمية، حيث يكون التعليم الجيد حقٌ للجميع، وركيزة أساسية لبناء وطن مزدهر ومتقدم يسير بثقة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.