منذ العلاقة بين حتشبسوت وظفار: مصر وعُمان.. الحيوية الإستراتيجية

كتبت : صباح فتحي

نقلاً عن
العلاقات المصرية – العُمانية.. نموذج عربى وعالمى خاص فــــى العمق والمتانة

الرئيس السيسي يعرب عن تمنياته بالتوفيق لاستكمال مسيرة التنمية والنجاح فى تحقيق رؤية «عُمان 2024»
سلطان عُمان: مصر تمثل عمقًا إستراتيجيا وثقافيا للأمة العربية وعنصراً أساسياً  فى الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

رؤية  الرئيس عبد الفتاح السيسي وجلالة السلطان هيثم بن طارق تشكل «رافعة سياسية» قوية للسلام والاستقرار الإقليمى والدولى.

السلطان قابوس زار مصر بعد أسابيع من حرب أكتوبر.. ورفض قطع العلاقات مع مصر بسبب اتفاقية كامب ديفيد

العلاقات المصرية – العُمانية نموذج للعلاقات العربية – العربية التى تتسم بالثبات والعمق والمناعة ضد المتغيرات الإقليمية والدولية
التاريخ المشترك ومعالم الشراكة الحالية يؤشران لمستقبل واعد للعلاقة المصرية – العمانية
عمرو بن العاص اصطحب معه عددا من القبائل العُمانية إلى مصر وسلطنة عُمان هى الدولة الوحيدة التى اتخذت موقفا ضد احتلال نابليون بونابرت لمصر.

وقد صرح المستشار أحمد فهمى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس رحب خلال المباحثات بشقيقه السلطان هيثم بن طارق، ضيفاً مكرماً على مصر، معرباً عن أطيب التمنيات بالتوفيق لاستكمال مسيرة التنمية الشاملة، والنجاح فى تحقيق رؤية “عُمان 2040″، ومشيداً فى هذا الإطار بالعلاقات الودية التاريخية التى تربط بين مصر وسلطنة عُمان، والتى تشكلت عبر عقود ممتدة من التضامن والتكاتف، والوقوف صفاً واحداً فى الأزمات والتحديات، مع تأكيد حرص مصر على الارتقاء بتلك العلاقات المتميزة، بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين والأمة العربية بأسرها.

من جانبه، أشاد السلطان هيثم بن طارق بتميز العلاقات المصرية – العُمانية، وأواصر المودة والأخوة التى تجمع بين الشعبين الشقيقين عبر التاريخ، مؤكداً حرص عُمان على تعزيز أطر التعاون القائمة بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائى بينهما فى جميع المجالات، خلال الفترة المقبلة، وذلك للبناء على النتائج الإيجابية التى تحققت فى هذا الصدد خلال زيارة الرئيس السيسى إلى مسقط فى يونيو 2022، فضلاً عن مواصلة التشاور والتنسيق بين الجانبين حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خصوصا فى ضوء ما تمثله مصر من عمق إستراتيجى وثقافى للأمة العربية، وبوصفها عنصراً أساسياً فى الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

كما أعرب الزعيمان، عن الارتياح للارتفاع المستمر فى معدلات النمو التجارى، مع تأكيد تعزيز الجهود فى هذا الشأن بين الجهات المعنية فى الدولتين. كما تباحث الجانبان بخصوص سبل تبادل الخبرات والتجارب فى تحقيق التطوير المؤسسى، وتحديث الأجهزة الإدارية بالدولتين، وآليات عملها على نحو يتسم بالحوكمة والرقمنة.

وأضاف المتحدث الرسمى، أن المباحثات شهدت تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية، فى إطار التنسيق والتشاور الدائمين بين الدولتين، وسعيهما لتحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين، لاسيما فى ظل التهديدات الكبيرة التى تواجه المنطقة والعديد من الدول العربية، حيث تطابقت رؤى الجانبين حول ضرورة تكثيف الجهود لتسوية الأزمات القائمة، على النحو الذى يحمى المصالح العليا للشعوب العربية ويصون مقدراتها ومكتسباتها.
3500 عام من العلاقات
تتميز العلاقات المصرية – العُمانية بالخصوصية، والتفرد،  والثبات، والعمق على مدار تاريخها الممتد لنحو 3500 عام، منذ أيام الملكة حتشبسوت  وظفار، حتى يومنا هذا، وهناك أسباب كثيرة لهذه الخصوصية، أبرزها تبنى الشعبين وقيادة البلدين رؤية واحدة، تجاه تثبيت أركان الاستقرار والسلام فى المنطقة والعالم، كما تتمتع العلاقات المصرية – العُمانية «بالحيوية الإستراتيجية»، الأمر الذى منحها “المناعة والحصانة ” فى مواجهة أى متغيرات إقليمية أو دولية، لهذا تعد هذه العلاقات نموذجا للعلاقات العربية – العربية القائمة على الدعم المتبادل، والمصالح المشتركة، والبحث عن حلول سياسية وسلمية لمختلف القضايا الإقلمية والدولية، بدعم كامل من الرئيس عبد الفتاح السيسى، وجلالة السلطان المعظم هيثم بن طارق.

وتؤكد صفحات التاريخ، ومسارات الحاضر،  وآفاق المستقبل، أن الشراكة التى جمعت الشعبين – المصرى والعُمانى – لم تقتصر فقط على التنسيق السياسى، والتبادل التجارى والثقافى، بل كانت فى القيم والمعانى وبناء الحضارة الإنسانية، وأن العلاقات المصرية – العُمانية ظلت على مدار  التاريخ هى «الرافعة الأقوى»، نحو صياغة مفهوم عالمى يعلى من قيم السلام والاستقرار والازدهار والرفاهية، لكل أبناء المجتمع الدولى، ليس فقط لبناء إقليم عربى وشرق أوسط، بل عالم خال من كل أنواع النزاعات ، حيث تنظر القاهرة ومسقط دائماً إلى الحلول السياسية والدبلوماسية، باعتبارها الوسيلة الوحيدة لحل أى صراع ينشأ فى أى منطقة من أقاليم العالم .

هذه المعانى والقيم هى التى أسس عليها جلالة السلطان قابوس بن سعيد ” طيب الله ثراه”، سلطنة عُمان المعاصرة، وهى ذات المعانى التى يحرص عليها كل يوم الرئيس مع شقيقه السلطان هيثم بن طارق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى