وزارة الثقافة ..تحتفي بمخرج رائعة المومياء
يوم شادي عبد السلام.. مسيرة إبداع ..بالأعلي للثقافة
برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة ، وأمانة الدكتور أشرف العزازي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة احتفت وزارة الثقافة بإسم الفنان الراحل شادي عبد السلام ،حيث نظمت الوزارة بمقر المجلس الأعلى يومًا حافلاً بعدد من الفاعليات المتنوعة عن الراحل العظيم شادي عبد السلام، والتي تضمنت عددًا من الفاعليات ومعرضًا فنيًا
وذلك بالتعاون بين المجلس الأعلى والمعهد العالي للفنون التطبيقية بالسادس من أكتوبر ،
في سياق متصل أقيمت ندوة بعنوان شادي عبد السلام بين التشكيل الروائي والسينمائي والتي بدأت بكلمة وزير الثقافة
واصفًا فيها الراحل بأنه مبدع مختلف بكل المقاييس ، فهو المعماري الذي استطاع أن يترك بصمتة الفريدة في مجاله كتلك التي تركها للسينما بروائع فريدة خلدتها ذاكرة السينما كجيوش الشمس وشكاوي الفلاح الفصيح وغيرها من العلامات المتميزة
وعن فيلم المومياء قال إنه عمل شديد الخصوصية، نال العديد من الجوائز غير العادية لتعدد الكادرات وتقنيات تنفيذه المدهشة ، معلنًا عرض الفيلم خلال الندوة ، وطالب شباب الحاضرين بالانتباه الجيد والمشاهدة العميقة في محاولة لإدراك عظمة هذا الفنان ،
وعن الثقافه قال إن أهم ما يميزها هو التنوع ، كذلك عدم المحدودية فالثقافة ليس لها سقف أو نهاية، وأضاف أنه من الضروري علينا جميعًا ألا يمر من عمرنا يوم دون أن نتثقف في كل الأمور أو ما تيسر من كافة أشكال المعرفة حتى لو وصل الأمر أن نتعرف على معلومة واحدة في كل يوم
ثم تحدثت الدكتورة دليلة الكرداني أستاذة العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وسردت بداية الراحل ككاتب ومخرج ومهندس ديكور ومصمم ملابس ، كذلك عشقه للسينما وفرصته الأولى في فيلم “الفتوة” وقبوله أن يكون عمله هو كتابة بيان بوقت تصوير اللقطات الخاصة بالفيلم وكانت تلك هي البداية،
وأضافت أن أفلامه تعددت بعد ذلك ومنها الفلاح الفصيح و المأخوذ من إحدى البرديات الفرعونية القديمة كذلك فيلم جيوش الشمس وفجر الإسلام وغيرها ، ورغم قلة أعمال الراحل إلا أنها ستظل علامات فارقة في اهتمامه بالتراث المصري والفرعوني القديم وهو ما ظهر جليًا في فيلمه العظيم المومياء والذي تحدث فيه عن سرقة الآثار في عمل بانورامي ساحر تكاملت عناصره كافة بما فيها الديكور والإضاءة في نسيج متفرد بديع ليكتب شهادته كأحد المخرجين المتميزين في ذلك الوقت
وفي ذات السياق تحدث الناقد محمود عبد الشكور قائلاً إن شادي عبد السلام كان صاحب مشروع البحث عن الهوية المصرية والتعمق في التاريخ المصري القديم ، وتابع إن فيلم المومياء يعد من أهم أفلام القرن العشرين من وجهة نظره كذلك كان لديه مشروع آخر بل عدد من المشاريع ولكنه رحل مبكرًا قبل إتمامها.
وخلال كلمته عن فيلم المومياء صرح المعماري الدكتور هابي حسني بأن المومياء يعد من نوعية الأفلام الوثائقية والذي يحمل في تفاصيله أسرارًا كثيرة عن الفراعنة ثم حلل تكوين الفيلم من الناحية المعمارية مشيرًا إلى أن شادي استخدم خمس مواقع لتأكيد أهداف الفيلم ما بين المتحف المصري واجتماع العلماء والمتخصصين فيه ثم انتقاله إلى القرية بمقابرها الأثرية يليها الموقع الخاص بالمقابر عندما ذهب الجميع لدفن الأب ، كذلك كان هناك مشهد الانتقال بالكادر إلى المنزل وساحته والتي كان يقبل فيها العزاء وقال إن شادي كان موفقًا جدًا في اختيار تلك التكوينات من الناحية المعمارية
تلا ذلك عرض لأفلام الفنان شادي عبد السلام موجهة لذوي الهمم مصحوبة بالترجمة للغة الإشارة
إلى جانب معرض فني بعنوان “شادي بعيون الحاضر” وهي أمسية لغير الناطقين بالعربية أعقبها عرض نسخة عالية الجودة من فيلم المومياء مصحوبة بالترجمة للإنجليزية.
تأتي تلك الاحتفالية لتؤكد على مكانة هذا المبدع العبقري في قلب هذا الوطن وبصمته التي لن تغيب.