يخصص ملتقى ريميني، في نسخته الجديدة لعام 2024، والمزمع عقدها في الفترة من 20 لـ25 أغسطس، مساحة واسعة لثقافة وتقاليد البلدان الناطقة بالعربية والشرق الأوسط، مع التركيز على أهمية الحوار بين الثقافات والأديان، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.
ومن خلال الاجتماعات والمعارض، سيوفر الاجتماع منصة لاستكشاف التفاعلات التاريخية والمعاصرة بين العالم العربي والغرب. وخلال الحدث الافتتاحي يوم الثلاثاء المقبل، والموافق 20 أغسطس، سيستضيف الملتقى بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس اللاتيني، الذي قدمه رئيس اللقاء برنارد شولتز، في سياق تاريخي يشهد تصاعداً في الصراعات والحروب. واستضافة بطريرك القدس كانت ستبدو أمراً لا يمكن تصوره حتى سنوات قليلة مضت.
التعليم من أجل المصالحة
إحدى فعاليات الملتقى المركزية، يوم الخميس 23 أغسطس، ستكون جلسة “التعليم من أجل المصالحة”، والتي من المقرر أن تشهد مشاركة محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، والكاردينال ماتيو ماريا زوبي، رئيس المؤتمر الأسقفي الإيطالي. وستسلط المناقشات الضوء على الدور الرئيسي للتعليم في تعزيز السلام والتفاهم المتبادل.
جسر ثقافي وإنساني
وقال البروفيسور وائل فاروق، الذي سيشرف أيضًا على معرض “الهروب.. في مصر عاش ابني” في إشارة إلى رحلة العائلة المقدسة في مصر، إن “في نسخة 2024 من ملتقى ريميني، سوف يتم التأكيد كذلك على لقاء الصداقة بين الشعوب باعتباره جسرًا ثقافيًا وإنسانيًا يوحد أوروبا والعالم العربي. ويُعد اللقاء فرصة ويمنح مساحة كبيرة تتيح للعالم العربي أن يقدم نفسه ويسرد قصصه وثقافته وجماله، للحوار مع العالم أجمع والذهاب مع كل ثقافات العالم بحثا عن الجوهري والإنساني كما يقول عنوان نسخة 2024”.
ويسلط هذا المعرض الضوء على الأهمية التاريخية والروحية للأماكن التي تأثرت بالتقاليد المسيحية، والتي لا تزال تحظى بالتبجيل والاحترام حتى اليوم من قبل مختلف الطوائف الدينية.
وخلال الملتقى، سيقوم فاروق بتنسيق فريق من المتطوعين لصنع محتوى باللغة العربية خلال الحدث ومن بينها الأخبار وترجمات المؤتمرات والمشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا سيما إكس (تويتر سابقا) وتدشين وكالة بالتعاون مع وكالة نوفا، استنادًا إلى تجربة نسخة 2023، حيث تم، بفضل هذه الشراكة، نشر ما يصل إلى 300 مقال حول الاجتماع في البلدان الناطقة بالعربية.
وفي يوم السبت 24 أغسطس، سيكون موضوع التعايش بين الأديان المختلفة في قلب اللقاء “الأراضي العربية.. صحراء مليئة بالحياة”، بمشاركة ألدو بيراردي وباولو مارتينيلي، النائبين الرسوليين لشمال وجنوب شبه الجزيرة العربية. وسيتبادل المتحدثان تجاربهما الحياتية في المجتمعات المسيحية في شبه الجزيرة العربية، مع تسليط الضوء على إمكانية التعايش السلمي والأخوي. وفي نفس اليوم، يروي لوكا فالزوني، المهندس الذي عاش في الرياض لمدة عقد من الزمن، شهادته.
النور والظلام
ولتتويج الاهتمام بالتراث الثقافي للشرق الأوسط، يقام معرض “النور والظلام.. حراسة الأماكن المقدسة ودرب اللقاء”، الذي سيحتفل بالذكرى المئوية لبطريركية جبل طابور في فلسطين، والتي تجلى عليها السيد المسيح (عليه السلام). وسيعكس المعرض الالتزام بالحفاظ على هذه الأماكن المقدسة، رمز الأمل والحوار بين الثقافات.