
يظل اسم عماد سمير أحد تلك الأسماء التي صنعت حضورها بهدوء وثبات، لاعبًا أساسيًا في صفوف نادي المقاولون العرب قبل أن تمتد رحلته الكروية إلى أندية كبيرة ذات تاريخ مثل الإسماعيلي والمصري البورسعيدي ثم شارك لاعب اساسي مع منتخب مصر للشباب.

رحلة طويلة داخل الملاعب المصرية صقلت موهبته ومنحته رؤية فنية واضحة، قبل أن يعود إلى بيته الأول — المقاولون — بدور مختلف تمامًا:
مدربًا وصانعًا للمواهب في قطاع البراعم.
حاليًا، يتولى عماد سمير قيادة براعم 2017 بنادي المقاولون العرب، في منصب مستمر فيه حتى اليوم، ويُعد من أكثر المدربين تأثيرًا داخل القطاع. يصفه العاملون في النادي بأنه “المعلّم الهادئ” و“العين التي تلتقط الموهبة قبل ظهورها”، بينما يصفه أولياء الأمور بأنه “المدرب اللي يربّي قبل ما يدرّب”.
ورغم شخصيته الصارمة داخل الملعب، إلا أن علاقته باللاعبين تحمل جانبًا إنسانيًا لافتًا. كثير من أمهات اللاعبين تقول إن “العيال بتترعب منه… بس بيحبّوه جدًا”، في شهادة تلخص شخصيته بدقة: حزم ينشئ الانضباط، وقرب يفتح القلوب.

فهو من النوع الذي قد يرفع صوته ليصحّح خطأ، ثم ينحني بعدها ليربط حذاء لاعب صغير أو يربّت على كتفه ليطمئنه.
وفي تدريباته، لا يكتفي بالجانب الفني، بل يُؤمن أن بناء اللاعب يبدأ من بناء الشخصية. يزرع في اللاعبين الصغار قيم الالتزام، والتركيز، واحترام الفريق. ويكرر دائمًا عبارته الشهيرة:

“الموهبة مجرد بداية… التطوير هو اللي بيكمّل المشوار” .
لقد منحته رحلته كلاعب في المقاولون والإسماعيلي والمصري خبرة ميدانية ضخمة، جعلته يفهم الضغوط التي يمر بها اللاعب، ويقرأ شخصيته من أول دقيقة. هذه الخلفية انعكست في عمله التدريبي، حيث يعتمد على الصبر والتكرار وعدم الاستسلام أمام أي لاعب مهما كان مستواه.

وتشير شهادات من داخل قطاع الناشئين إلى التطور الكبير الذي يشهده فريق مواليد 2017 تحت قيادته، سواء في الانضباط التكتيكي أو القدرة على تنفيذ التعليمات. ويرى كثيرون أن عماد سمير لا يكتفي بصناعة لاعب جيد، بل يضع أول لبنة في طريق لاعب يمكنه الوصول بعيدًا.
ويؤكد دائمًا أن العمل مع الأطفال ليس تدريبًا فقط، بل مسؤولية في تشكيل مستقبلهم الكروي والشخصي. وهو يعتبر كل طفل يدخل ملعب المقاولون مشروعًا كاملًا يحتاج إلى رعاية وصبر وفهم، ويقول دائمًا: “إحنا مش بنشتغل موسم… إحنا بنبني جيل.”.

الحرص على التطوير المستمر… مدرب لا يتوقف عن التعلّم
وإلى جانب خبرته كلاعب ومدرب، يحرص عماد سمير على تطوير نفسه بشكل مستمر، إذ يُعد من أكثر مدربي قطاع الناشئين حصولًا على الدورات التدريبية والرخص المعتمدة، سواء داخل مصر أو خارجها. لا يفوّت فرصة لحضور ورشة عمل، أو برنامج متخصص، أو دورة تحليل أداء، إيمانًا منه بأن المدرب الذي يتوقف عن التعلّم يتوقف عن العطاء.
ويؤكد دائمًا أن الجيل الحالي من اللاعبين الصغار يحتاج إلى مدرب مُطّلع على أحدث المدارس الكروية، وأساليب التدريب الحديثة، وطريقة بناء اللاعب من الناحية الذهنية والبدنية والفنية، وهذا ما يدفعه لامتلاك رخص وشهادات متعددة تُثقل خبرته وتدعّم مشروعه في صناعة لاعب مكتمل منذ أول خطوة.
وفي النهاية، يبقى عماد سمير نموذجًا للاعب السابق الذي عاد إلى جذوره، وللمدرب الذي يدرك أن نجاحه الحقيقي لا يُقاس بعدد البطولات، بل بعدد اللاعبين الذين يخرجون من تحت يديه أقوى، أهدى، وأكثر ثقة.




