قال د. محمد عباس ناجي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات، إن الجولة الأولى من الانتخابات الإيرانية طرحت مجموعة من الدلالات الرئيسية، أهمها أن هناك فشلًا للتيارين الرئيسيين في الداخل الإيراني اللذين كانا يتنافسان في هذه الانتخابات، التيار الإصلاحي الذي كان يرمز له مسعود بزشكيان رغم أنه جاء في المرتبة الأولى، ومع ذلك كان هناك عدم نجاح في دفع المواطنين للنزول للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، لأن وصول معدل المشاركة لـ40% يعد فشلًا للإصلاحيين.
وأضاف ناجي، اليوم السبت، خلال مداخلة هاتفية، عبر قناة “القاهرة الاخبارية”، أن زيادة نسبة المشاركة كان من الممكن أن يساعد بزشكيان على حسم الانتخابات من الجولة الأولى، أما بالنسبة للإصلاحيين الأصوليين فإن هناك فشلًا نظرًا، لأنهم لم يتكتلوا خلف مرشح واحد، وبالتالي حرم المرشح الثاني سعيد جليلي من الفوز بالجولة الأولى للانتخابات لو كان المرشح الوحيد لتيار الأصوليين كان من الممكن أن ينجح في الفوز من الجولة الأولى.
وأوضح أن حسابات الجولة الثانية ستختلف بناءً على هذه النتائج، والتنافس أصبحت ثنائيًا بين بزشكيان مرشح الإصلاحيين وسعيد جليلي مرشح الأصوليين، مشيرًا إلى أن جليلي لم يحسم الجولة الأولى، لأنه لم يكن هناك مرشح أصولي ذو ثقل كبير، كان من الممكن أن يضغط هذا الثقل على المرشحين الآخرين بالانسحاب لصالحه.
وأكد أن حالة من الندية في هذه الانتخابات بين سعيد جليلي ومحمد باقر قاليباف، وبالتالي هذه الندية منعت الطرفين من الانسحاب لصالح الطرف الآخر وأصروا على الاستمرار في التنافس، وبالتالي حُرم جليلي من أن تضاف إليه أصوات التي أيدت قاليباف، حيث حصل جاليلي على 38%، وقاليباف حصل على نحو 13%، مشيرًا إلى أن هناك مفاجآت في جولة الإعادة المزمع إجراؤها الجمعة القادمة.