“جائزة الكتاب العربي.. ندوة بالقاهرة لتعريف المثقفين”

تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو؛ وزير الثقافة، وبإشراف الدكتور أشرف العزازي؛ الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وبالتعاون مع جائزة الكتاب العربي بالدوحة، عقدت ندوة بعنوان “ندوة تعريفية حول جائزة الكتاب العربي”، وأدارها الدكتور عادل ضرغام؛ أستاذ الأدب العربي بكلية دار العلوم جامعة الفيوم.
وشارك بها:
الدكتورة حنان الفياض؛ المستشارة الإعلامية لجائزة الكتاب العربي والأستاذة بجامعة قطر.
والدكتورة امتنان الصمادي؛ المنسِّقة الإعلامية لجائزة الكتاب العربي والأستاذة بالجامعة الأردنية.
ومن الجدير بالذكر أن جائزة الكتاب العربي جائزة دولية، وقيمتها مليون دولار، ومقرها الدوحة، وتُمنح للمترشحين من العلماء وأصحاب الدراسات النقدية والشرعية والأدبية واللغوية عن مؤلفاتهم باللغة العربية في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والشرعية في السنوات الأربع الأخيرة من كل دورة.
افتتح اللقاء الدكتور عادل ضرغام، مثمِّنًا جائزة الكتاب العربي، وقائلًا: الجوائز العربية بشكل عام علامة صحة، فالجوائز تحركها مؤسسات مهمة يمكن أن تحرك الأدب في سياقات عالمية أكبر من مجرد السياق المحلي، فعلى سبيل المثال: في الأعوام العشرين الأخيرة صار هناك اتجاه إلى كتابة الرواية التاريخية، خاصة بعد رواية “رائحة الوردة”، لإمبرتو إيكو، وكتبت على غرارها رواية “عزازيل” ليوسف زيدان.
هناك جوائز في عالمنا العربي قائمة على توجه إبداعي ما، مثلما نسمع عن جوائز الكتابة الخاصة بالمدح، أو غيره، مثل جوائز مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم)، لأنها تريد الإبقاء على هذا النمط الكلاسيكي، وكذلك الحفاظ على نوع أدبي معين؛ مثل جائزة الملتقى، الخاصة بالقصة القصيرة.
فكأن هذا النوع من الجوائز يعيد إحياء نوع أدبي أو توجه أدبي بعينه، ومن هنا تنبع أهمية الجائزة، واليوم نحن نتحدث عن جائزة الدوحة للكتاب العربي.
تحدثت الدكتورة امتنان الصمادي معبرة عن امتنانها الشديد لإتاحة الفرصة لهذا اللقاء للتعريف بالجائزة في جمهورية مصر العربية، موضحة السبب الأساسي وراء تخصيص تلك الجائزة، قائلة: نعم.. الجوائز العربية تتنافس فيما بينها، أما أن يأتي وقت فتصبح هناك جائزة دولية في بعد قومي، علمًا أنها في نسختها الأولى سميت “جائزة الدوحة للكتاب العربي”، لكن صاحب السمو الأمير تميم أصر أن تكون “جائزة الكتاب العربي”.
كلنا نعرف أننا أمام جيل يتصارع مع التطور التقني، ويُصدَم الآن بالذكاء الاصطناعي، وفي حضرة هذا التهافت على هذا النوع من التقنيات، فإننا بالضرورة نخشى على الكتابة، وقد ورد في مقدساتنا أن الكتابة مادة مقروءة تمنح الإنسان القدرة على نقل أفكاره ومعتقداته من جيل إلى جيل، هذا الكتاب الذي يمنح الفرصة لتبادل الحضارات، والأجيال الجديدة تنصرف عن الكتابة وعن أي شكل من أشكال التعليم لأنهم ربما لا يثقون بها، ويؤمنون أن العصر يمنحهم أفضل منها.
وما نشهده من وسائط الاتصال الجديدة تدفع بالأجيال إلى أنها تشعر أنها لا تريد أن تمضي وقتًا وراء كتاب، وربما لو طلبنا منهم قراءة 100 صفحة لقالوا ليس لدينا وقت، في حين أنهم قد يقضون 3 ساعات أمام شاشات الهواتف على وسائل التواصل الاجتماعي.
ما الذي تفعله الجوائز حتى تهتم كل الدول بإطلاقها؟ وبماذا تتميز جائزة الكتاب العربي عن غيرها من الجوائز؟ أنها جاءت لتهتم بالشكل الشمولي أكثر، ومجالاتها أوسع.
يفترض أن تكون الجوائز حاضرة محليًّا ودوليًّا وعالميًّا، وتتسم بمنهجية واضحة، والقيمة المالية المفروضة لها، ومن المؤكد أن الجوائز ترفع نسبة القراءة للكتب الفائزة، وغربلة المنجز الفكري والثقافي والمعرفي، ويتحول الفائز من مفكر فرد إلى مفكر دولي، فالفوز يضاف إلى المنجز الدولي أكثر منه فائدة مالية للفائز.
الجوائز تسهم في تحرك المشهد العام العربي، المقروئية العالية، والتنوع الجغرافي.
هذه الجوائز هي الأقل جدلًا بعد تحقيق الفوز مقارنة مع جوائز الإبداع.
وتحدثت الدكتورة حنان الفياض حول التعريف بجائزة الكتاب العربي، قائلة إن تلك الجائزة انطلقت في العام 2023، تكرم المؤلفين والمؤسسات الفاعلة في صناعة الكتاب العربي، ولها عدد من الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، ومن أهمها تكريم المؤلف، والدفع بالمؤسسات بما فيها دور النشر لأن تكون شريكًا حقيقيًّا في الارتقاء بمستوى الكتاب العربي، وكذلك الاهتمام باللغة العربية والحفاظ عليها، وتعزيز الدبلوماسية الثقافية وتحقيق القوة الناعمة التي تطمح إليها دولة قطر.
وأشارت فياض إلى فئات الجائزة؛ وهي فئة الكتاب المفرد، وفئة الإنجاز، وتمنح لتكريم كاتب على مجموع نتاجه الفكري والثقافي، والقيمة المالية مليون دولار أمريكي تتوزع على الفئتين ومجالاتهما.
كما تحدثت عن مجالات منح الجائزة والتخصصات الفرعية تتنوع كل عام، كما تحدثت عن شروط الترشح، وعلى رأسها أن يكون الكتاب مكتوبًا باللغة العربية، وألا يكون قد مضى على تأليف الكتاب أكثر من أربع سنوات، كما تحدثت عن مواعيد الترشح للجائزة، وآليات الترشح.