صوت العرب
توزيع القوى في البرلمان اللبناني الجديد الذي تختلط فيه الموالاة بالمعارضة والأكثرية بالأقلية!
أفرزت انتخابات لبنان مجلسا نيابيا متحررًا من الولاءات لقوى 8 و14 آذار، تختلط فيه الموالاة بالمعارضة والأقلية بالأكثرية و”الحابل بالنابل”، وهذا ما قد يصعّب عملية تشكيل حكومة جديدة.
التحالفات التي خيضت على أساسها الانتخابات النيابية كانت أبعد ما تكون عن المبدئية، فحلفاء الأمس التقوا في دائرة انتخابية وتفرقوا في أخرى، وكذلك الخصوم. المصالح طغت على المبادئ، لذلك فإن أول ما يميز البرلمان اللبناني الجديد هو لا أكثرية ولا أقلّية واضحة، بل “مشاريع” متعدّدة لمعارضات غير موحّدة بوجه “كتلة موالاة” متحولة وغير معروفة العدد واللون.
تحت قبة البرلمان اللبناني الجديد ستتشكل كتل طائفية وسياسية متقاربة ومتنافرة في آن واحد، وستجد ألف سبب وسبب لاختلاق الخلافات والصراعات والدوران في حلقات مفرغة، بسبب غياب الرؤية السياسية المحددة والأيديولوجيات الجامعة والمبادئ الواضحة.
برلمان 2018 في لبنان لا يشبه سابقيه. 62 نائبا جديدا يدخلون الندوة البرلمانية ليمثلوا أحزابا وتيارات وسياسات قديمة. والأنكى من ذلك أن غالبيتهم من رجال الأعمال وليس من القانونيين والمشرعين، لذلك سيتحول البرلمان من مجلس للتشريع إلى مجلس لـ”التشريح” فقط.
الواضح على نحو جلي حتى الآن هو أنّ الثنائي الشيعي المشكل من حركة “أمل” و”حزب الله” الذي حصل على 26 مقعدا (12 لحزب الله و14 لحركة أمل) هو من أكبر الرابحين في الانتخابات النيابية، بعدما ظفر بكل المقاعد الشيعية في مجلس النواب، باستثناء مقعد واحد في جبيل، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الحلفاء الفائزين الذين سيتمكنوا من تغيير وجهة البرلمان الجديد واتجاهه، مثل عبد الرحيم مراد، أسامة سعد، عدنان طرابلسي، جهاد الصمد، وفيصل كرامي.