تربية الخيول في مصر تصطدم بقيود التصدير وقصور الرعاية
تربية الخيول في مصر تصطدم بقيود التصدير وقصور الرعاية
مشكله تواجه معظم المقبلين على تربية الخيول للأسف لا يوجد ترابط بين مربي وعشاق الخيول العربية… فكل مربي يجتهد في معرفة الأنساب والسلالات والمواصفات المطلوبه ويكتسب المعرفة بنفسه عن طريق التجارب دون الرجوع إلى ذوي الخبرات من المربيين وذوي الخبره من المربيين القدامى لا يقدمون على نشر العلم والمعرفه بدون الطلب والمُحايله وللأسف الشديد فإن مربي الخيول ومدربيها وأطبائها وحتى سُياس الخيول لا يفكرون في نشر العلم والمعرفه في هذا المجال بدون أي شكل من أشكال اﻹستفاده إلا من رحم ربي.
ولكي يحدث هذا الترابط آلفكري وتبادل المعرفة والمنفعة يجب إيجاد طريقة للتجمع والإجتماع ومعرفة المربين بعضهم لبعض عن طريق عمل لقائات غير المهرجانات والمزادات فلماذا لا نُكَوِن رابطة او نقابة فعالة للمربين والعاملين في هذا المجال من سائس ومدرب ومدير المربط من خلالها انشاء جريدة او مجلة تصدر كل اسبوع او شهر يكتب فيها جميع المعلومات ومن خلالها ايضا ترويج للخيول العربية المصرية الاصيلة ّ….حتي ولو كانت إلكترونيه تحدثت في هذا الشأن مع مجلس إدارة صوت العرب نيوز فوجدت منهم الترحيب وتقديم يد العون والمساعدة ولذلك فأنا بالأصالة عن نفسي ونيابةً عن كل من يوافقني الرأي أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى مجلس إدارة صوت العرب نيوز وكل الساده القائمين عليها والعاملين فيها .
فكما قيل أن المعرفة الناضجة هي وليدة تراكم معارف وعلوم عبر التاريخ البشري؛ وهذه المقولة تكشف لنا عن القصور الكبير الذي يعتري المعرفة (العربية) المعاصرة بالخيل العربية، فمن يستطيع أن يذكر لي مربياً عربياً واحداً قيد لنا تجربته الإنتاجية التي أمضى فيها ٤٠ أو ٣٠ أو ٢٠ سنة أو أقل من ذلك أو أكثر؟! أليست هذه السُّنون على كثرة المربين والمنتجين العرب، حافلة برصيد هائل من التجارب والأفكار والملاحظات؟! لماذا بقيت هذه التجارب حبيسة المرابط والمجالس الخاصة؟! لماذا لم تُذَاع على الملأ يقرأها الشرقي والغربي، والصغير والكبير؟! لماذا يشعر الباحث العربي بالفقر المعرفي إذا نقّب عن هذه التجارب ليقتبس منها علماً أو يبني عليها معرفة؟! إن الجواب على هذه التساؤلات يكمن في الثقافة العربية نفسها؛ الثقافة التي لم تصنع ثقافة الكتابة عند المربي العربي كما صنعتها عند المربي الغربي، الثقافة التي لم تُعلّم المربي العربي أن كتابة تجاربه وتأملاته وأفكاره تُعدُّ مشاركة مهمة في بناء صرح علم الخيل العربية.
فكم هي الفائدة الكبيرة التي قدمها المستشرقون الغربيون عندما قيدوا لنا رحلاتهم في جزيرة العرب وفي الشام والعراق؟! لنتخيل معاً أن هؤلاء الرحالة لم يكتبوا هذه الملاحظات والمشاهدات عن الخيل العربية، هل كان بإمكاننا بإستثناء بعض الشعر النبطي الذي لم يصل إلينا أكثره أن نتعرف على كثير من صفات الخيل العربية في القرن التاسع عشر وما بعده عند قبائل عنزة وشمر وما جاورها؟! لنتخيل ولو للحظه أن عباس باشا لم يكلف لجنة رسمية لتقييد نسب الخيل التي جمعها من جزيرة العرب، هل كنا اليوم سنتمتع بأفضل ثروة (خيلية) عربية تصلنا بتاريخنا القديم؟! إنها الكتابة والكتابة فحسب، (أقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم). إن انعدام كتابة التجارب الإنتاجية العربية عند المربين العرب ظاهرة يجب أن نتجاوزها في السنوات القادمة، لننتقل بتجاوزها من دائرة الإنتاج الفردي الذي تحكمه الرؤية الخاصة والنظرة الضيقه إلى دائرة الإنتاج الجماعي المدروس الذي تحكمه التجارب المتلاقحة والمتراكمة المبنية على البحث العلمي والفحص الدقيق، ومهما تكن قدرة المربي العربي وعمق تجاربه الخاصة فأنها تبقى محدودة، وتحتاج أن تتلاقح مع رؤى الآخرين وتجاربهم، وبقدر انفتاح المربي بتجاربه وأفكاره الخاصة على الآخرين يكون نضجه المعرفي أقرب إلى الصحة.
ويكتشف المناطق المعتمة في تجاربه وأفكاره، ودون هذا الإنفتاح والتقارب سيبقى المربي العربي سنين عدداً أسيراً لأخطائه لأنه لم يرَ وجهه يوما في المرآة، ولم يعرِّض نفسه لأشعة الشمس. إن كتابة التجارب الإنتاجية الخاصة ونشرها على الملأ مهما كان حجمها هي الضمانة الوحيدة لتلاقحها مع تجارب الآخرين، وهي الطريق الأمثل لتخصيبها من لدن الباحثين والمحللين، أما إذا بقيت هذه التجارب والرؤى حبيسة عند أصحابها، فإن الخاسر هي الخيل العربية ومعرفتها وعشاقها، حيث سيبقى هذا العلم يعثر في ثوب الجهل، وسنفوّت على أنفسنا فرصة تطوير الخيل العربية والإرتقاء بها، فهل يسمع مربوا الخيل العربية وعشاقها هذا النداء؟! أرجو ذلك وأتمناه.