منوعات

تجارب علمية تثبت أن “الضحك معدياً”

كتبت : ميار ترك

 

 

هل لاحظت في يوم أنه عندما تبتسم لشخصاً ما ، فبشكل لا أرادي يرد علي أبتسامتك بمثلها حتي لو كانت تلك الإبتسامات مصطنعة. خلال أكثر من ثلاثين عاماً من دراسة عمليات البيع والتفاوض ، وجد المتخصصين أن الإبتسام في الوقت المناسب ، علي سبيل المثال في المراحل الأولي في التفاوض حيث يكون فيها الطرفين يقدر كلاً منهما الآخر ، فهذا يجعل هناك استجابة إيجابية عند كلا الجانبين ، وهذا يؤدي إلي نتائج أكثر نجاحاً ونسب مبيعات أعلي. وفي هذا السياق قد أجري البروفيسور “ألف ديمبرج” من جامعة Uppsala بالسويد ، تجربة أظهرت أن العقل الباطن يتحكم بشكل مباشر في عضلات الوجه ، وقد قام بتجربة بإستخدام جهاز يلتقط الإشارات الكهربائية من أنسجة العضلات ، وقام بقياس نشاط عضلات الوجه لدي 120 متطوعاً عند مشاهدتهم صوراً لوجوه سعيدة وغاضبة.

 

 

 

وكان يخبرهم أن يعبسوا أو يبتسموا أو يجعلوا وجوههم بدون تعبير أثناء مشاهدة هذه الصور ، وأحياناً كان التعبير الذي يطلبه منهم أن يفعلوه يكون عكس التعبير الذي يشاهدونه في الصورة ، فإذا مر عليهم صورة لوجه يضحك يعبسوا ، وإذا مر عليهم وجه عابس يضحكوا . وأظهرت النتائج أنه لم يكن للمتطوعين تحكم كامل في عضلات الوجه ، فبينما كان من السهل التجهم عند مشاهدة صورة رجل غاضب ، كان الإبتسام أصعب بكثير. وعلي الرغم من أن المتطوعين كانوا يحاولون عمداً (في الوعي) التحكم في ردود أفعالهم الطبيبعية ، كانت أرتعاشات عضلات وجوههم تقول شيئاً آخر ، فكانوا يعكسون كالموآة التعبيرات التي يرونها ، حتي عندما كانوا يحاولون عدم فعل ذلك. ويعتقد البروفيسور “راث كامبل” ، من يونيفرستي كولدج University College London ، أن هناك ” خلية عصبية عاكسة في المخ تثير الجزء المسئول عن التعرف علي الوجوه والتعبيرات ، وتسبب رد فعل فورياً مماثلاً ، بمعني آخر سواء كنا ندرك ذلك أم لا ، نحن نقلد أو نحاكي تلقائياً التعبيرات الوجهية التي نراها. ولهذا تعتبر الإبتسامة المستمرة شيئاً مهماً كجزء من ذخيرة لغة الجسد لديك ، حتي عندما لا تشعر أنك ترغب في الإبتسام ، لأن التبسم يؤثر مباشرة علي مواقف الآخرين ، وعلي طريقة استجابتهم لك وتفاعلهم معك. الضجك يشفي الأمراض ويعمل كمسكن للألم : وفي بحثاً آخر قد قدمته مسبقاً ، أثبتت فيه البحوث العلمية أن الضحك يحفز مسكنات الألم الطبيعية بالجسم ،ومحسنات المزاج ، وهو المعروف بإسم الإندورفينات Endorphins ، وهذا بدوره يساعد علي تخفيف الضغط العصبي وشفاء الجسم. كما أجريت الكثير من الأبحاث العلمية حول مفعول الضحك علي صحة الإنسان ، وحدث الأمر عندما تم تشخيص حالة شخص يدعي ” نورمان كزنز” بأنه مصاب بمرض تصلب المفاصل ، وهو مرض يقوم بدوره بإضعاف الجسم بشكل كبير ، وأخبره الأطباء وحينها بأنهم لا يمكنهم مساعدته وأنه ومع الأسف سيعيش طوال حياته بألماً شديد حتي وفاته.

 

 

فقام نورمان بالإقامة في إحدي الفنادق ، واشتري كل فيلم مضحك كان يجده في طريقة ، فشاهدهم ، كما أنه أعاد مشاهدة هذه الأفلام مرات ومرات مع التكرار ، وكان كلما شاهد تلك الأعمال كان يضحك بشدة من قلبه بصوت مرتفع مسموع ، وبعد ستة أشهر ذهب إلي الأطباء الذين كانوا يتابعون حالته ، فأصابهم الإندهاش بشدة عندما وجدوا أنه بالفعل قد شفي تماماً من المرض الذي كان يعاني منه ، بالفعل قد ترك المرض جسده ! وهذه النتيجة الرائعة كانت سبباً لنشر كتاب “كزنز” بعنوان Anatomy of an Illness ، وكانت بداية لإجراء أبحاث عديدة لوظيفة الإندورفينات. والإندورفينات عبارة عن : مواد كميائية يفرزها المخ عند الضحك ، وتكويتها الكيميائي يشبه المورفين والهيروين ، كما أنها لها تأثير مهدئ علي الجسم ، وبناء وتقوية جهاز المناعة في ذات الوقت. وهو الأمر الذي يوضح حقيقة لماذا نادراً ما يصاب الأشخاص السعداء بالمرض ، علي عكس هؤلاء الذين دائماً في حالة تذمر فيصابون في الأغلب بالمرض أو يبدون كالمرضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى