في أجواء مفعمة بالتكريم والاعتزاز بالرموز الوطنية، شهدت مدينة تارودانت انطلاق النسخة الأولى من “ملتقى الرياضة والرياضيين” يوم الثلاثاء 1 أكتوبر 2024. الحدث، الذي حمل اسم الراحل محمد بن لحسن العفاني التونسي، المعروف بلقب “الأب جيكو”، استحضرت فيه المدينة روح العطاء الرياضي الذي أسهم به هذا الرمز في تطوير كرة القدم المغربية، وذلك في حفل غير مسبوق جمع بين الرياضة والفن، ما أضفى على الفعالية طابعا استثنائيا.
تخللت الأمسية التي نظمتها “جمعية جسور تارودانت للثقافة والإبداع” فقرات متنوعة، أبرزها معرض للجمعيات الرياضية المحلية، الذي احتضن مختلف الفئات العمرية من ذكور وإناث، ومختلف الرياضات التي تشمل كرة القدم، كرة السلة، ألعاب القوى، وفنون الدفاع. المشاركون في المعرض لم يكتفوا بعرض صور الميداليات والبطولات، بل جلبوا زوار المعرض إلى قلب الإنجازات، عبر تقديم معروضات شهدت على أمجاد الرياضة في تارودانت، من تاريخها وحتى الحاضر.
على أنغام فن “الدقة الرودانية” التقليدي، افتتح المعرض في “الممر الموازي لبناية المعرض الدائم للمنتوجات المجالية”، في حين أبهرت الأكشاك الزوار بعروضها التي عكست تفاني الأندية والجمعيات الرياضية في تطوير المواهب المحلية. امتدت الأنشطة الرياضية لتشمل عروضاً ميدانية متنوعة في “ساحة باب لحجر”، حيث قدمت الجمعيات الرياضية عروضا مميزة للتفاعل مع الجمهور وتعريفه بمختلف الرياضات التي تزدهر في المدينة.
من بين أبرز الفقرات التي شهدها الملتقى كان ندوة حول الأب جيكو، التي تخللتها كلمات مؤثرة من قريبه مصطفى رفيق واللاعب الحسين رضوان، اللذين تحدثا عن عطاءات الراحل الرياضية ودعمه الكبير لفريق اتحاد تارودانت لكرة القدم. كما أضاف الصحافي عبد العزيز القبا بصوته أن كرة القدم المغربية تدين بالكثير للأب جيكو، مؤكدا أنه كان أحد العلامات البارزة التي وضعت بصماتها على تاريخ الرياضة الوطنية.
وللإشارة، حضر الملتقى عدد من نجوم منتخب المكسيك 1986، إلى جانب رئيس الرجاء البيضاوي، وعدد من قدماء لاعبي الرجاء والوداد، من بينهم الرئيس السابق عبد السلام حنات. كما شهد الحدث حضور البطل عبد الحق عشيق، الذي فاز بالميدالية النحاسية في الألعاب الأولمبية بسيول، مما أضاف بريقاً خاصاً لهذه الفعالية.
الملتقى الرياضي الذي نظمته “جمعية جسور تارودانت”، والذي استمر حتى 6 أكتوبر 2024، يحمل في طياته رسائل عديدة، أولها التأكيد على الدور المحوري الذي تلعبه الرياضة في بناء المجتمعات، وثانيها الحفاظ على إرث الرموز الوطنية، كالأب جيكو، الذي ترك بصمة خالدة في سجل الرياضة المغربية.
في ختام الملتقى، تم تكريم شخصية الأب جيكو رسميا، في حفل أقيم يوم السبت 5 أكتوبر 2024، بحضور نخبة من الرياضيين والمثقفين الذين جمعهم مرة أخرى حب الرياضة والاعتراف بالجميل لرجل صنع مجدا لا يُنسى.