تقرير

باقي زكي بطل العبور وصاحب فكرة تحطيم خط بارليف

كتبت: نور إبراهيم

رحل منذ ساعات قليلة عن عالمنا اللواء باقي زكي يوسف، رئيس فرع المركبات بالجيش الثالث الميداني أثناء حرب أكتوبر، وصاحب فكرة استخدام ضغط المياة لأحداث ثغرات في الساتر الترابي المعروف بخط برليف في سبتمبر عام 1969 والتي تم تنفيذها في حرب أكتوبر عام 1973.

 

يعد اللواء باقي من أكثر الرجال الذين كان لهم دور فعال في استرجاع سيناء، فيعتبر خط بارليف من أقوى خطوط التحصين الدفاعية في التاريخ العسكرى الحديث فهو يبدأ من قناة السويس وحتى عمق 12 كم داخل شبه جزيرة سيناء على امتداد الضفة الشرقية للقناة، صممه الجنرال حاييم بارليف رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي ليفصل سيناء عن مصر بشكل نهائى.

 

يتكون الخط من تجهيزات هندسية ومنصات للدبابات والمدفعية، كما يحتوي على احتياطيات من المدرعات ووحدات مدفعية ميكانيكية، وصل طوله إلى 170 كم بطول قناة السويس، وتم تحصينه بالكامل بالكتل الخرسانية وقضبان السكة الحديدية المأخوذة من سكك حديد سيناء بالإضافة لتغطيتها بأطنان من الصخور والرمال لإمتصاص كل أشكال القصف الجوى والأرضى مهما كان حجمه، بالإضافة إلى الأسلاك الشائكة ومناطق الألغام، وانابيب النابالم الحارق أسفل مياه القناة.

 

كان خط برليف يعلو يومًا بعد يومًا من الكثبان الرملية التي تكونت ناتج حفر قناة السويس حتى أصحبت درجة ميل الساتر الترابي مع قاع القناة 80 درجة واقترب أن يكون زاوية قائمة حتى يصعب الصعود عليه أو انهياره، وأصبح ارتفاعه ما يقرب من 20 متراً.

وبحسب دراسة خبراء العسكرية السوفيتية لبرليف بشكل دقيق، أكدوا أنه لا يمكن تحطيمه إلا بقنبلة نووية التي كان يصعب استخدامها في ذلك الوقت نظراً لتلاصق القوات المصرية والإسرائيلية.

 

وكانت من أكبر المشكلات لدى المصريين لعبور ناقلات الجنود والمدرعات والدبابات إلى سيناء، هي عملية اقتحام خط بارليف وكيفية فتح ثغرات في الرمال والأتربة التي لا تتأثر بالصواريخ.

 

إلى أن اقترح العبقري المصري اللواء أركان حرب المهندس باقي زكي يوسف الذى أحضر التفاصيل الهندسية لخط بارليف، وأقترح فتح ثغراته بإستخدام ضغط المياه في حرب أكتوبر 1937، وقام بعرض فكرته على قائد فرقته المرحوم لواء أركان حرب سعد زغلول عبد الكريم خلال إجتماع مع قائد الفرقة (19) في أكتوبر عام 1969بمنطقة عجرود من الضفة الغربية للقناة، لتحديد مهام الفرقة وتخطي عقبات العبور.

 

خطرت فى ذهنه الفكرة لأنه أثناء عمله بالسد العالى من عام 1964 وحتى 1967 كان يجرى إستخدام المياه المضغوطة لتجريف جبال الرمال ثم سحبها وشفطها فى أنابيب خاصة من خلال مضخات لإستغلال مخلوط الماء والرمال فى أعمال بناء جسم السد العالى، أما فى حالة الساتر الترابى شرق القناة فالمطلوب لفتح الثغرات به هو توجيه مدافع مياه مضغوطة إليه لتجرى رماله إلى قاع القناة وعن طريق هذه الثغرات يتم عبور المركبات والمدرعات إلى عمق سيناء.

 

وعليه فقد طلب قائد الفرقة من البطل العبقرى باقى زكى إعداد تقرير فنى وافى وصل فيما بعد إلى يد الرئيس جمال عبد الناصر أثناء أجتماعه الأسبوعى بقادة التشكيلات بمقر القيادة العامة  الذى إهتم بالفكرة المبتكرة ، وأمر بتجربتها وإستخدامها في حالة نجاحها وبالفعل نجحت وتم تطبيقها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى