شهد مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، أول فعاليات الدورة الثالثة عشرة، حيث أقيم المؤتمر الصحفي لتكريم الممثلة البوركينابية آي كيتا يارا، بحضور السيناريست سيد فؤاد رئيس ومؤسس المهرجان، وأدارتها الإعلامية المغربية وفاء مراس.
وفي البداية قال السيناريست سيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، إنه تم تكريم الممثلة البوركينابية آي كيتا يارا لأنها تمثل دولة لها أهميتها في صناعة السينما الإفريقية وتعتبر رمزا من رموز القارة السمراء، والمهرجان سعيد بتكريمها وقبولها مشاركتنا في دورتنا الجديدة.
وتابع “فؤاد”، أن آي كيتا يارا ولدت في جمهورية مالي، لكن رحلتها كانت في بوركينا فاسو، ومنها انطلقت مسيرتها لتصبح فيما بعد واحدة من أهم الممثلات في تاريخ السينما الإفريقية.
وبعدها قام رئيس مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، بتوجيه سؤال لها عن بداية عملها مع المخرج “ميت هوندو” ورحلتها التي تصل إلى حوالي 36 عاما مع التمثيل، فكيف كانت البداية وكيف كانت رحلتها.
من جانبها قالت الممثلة البوركينابية آي كيتا يارا، إنها دخلت الوسط السينمائي بالصدفة، وذلك بعدما رآها المخرج “ميت هوندو” بالمصادفة في الشارع، إذ كانت تدافع عن نفسها على أثر وقوع مشاجرة معها في المنطقة التي تعيش فيها، وأعجبه تلقائيتها الشديدة، وهو ما شجعه على أن يذهب لزوجها ليطلب منه أن تدخل زوجته عالم التمثيل، وأن تعمل معه في المسرح، مشيرة إلى أن نجاحها في التمثيل اعتمد على تلقائيتها الشديدة في التعبير عن الناس.
وأضافت “يارا” أنها تدربت جيدا على ركوب الخيل قبل أن تعمل في أول فيلم لها، وكانت تتعرض لمواقف محرجة كثير لأن التدريب على أشياء جديدة كان صعبا، وهذا الفيلم حصل على جوائز عديدة.
وتابعت “يارا”، أن الممثلة الإفريقية بشكل عام تتعرض لمشاكل خاصة عندما تكون سيدة متزوجة لأن المجتمعات الإفريقية بطبيعتها مجتمعات محافظة، موضحة أنها عندما دخلت إلى مجال التمثيل واجه زوجها ضغوطات كبيرة من المجتمع، وطلب منه أشقاؤه أن يكون حازما معها ويتزوج عليها إن لم تترك التمثيل، مشيرة إلى أنها رغم أن زوجها توفى منذ شهرين إلا أنها مازالت تعاني خاصة من تدخل أشقاء زوجها الراحل، لافتة إلى أنها قبل تأتي إلى الأقصر للمشاركة في مهرجانها للسينما الإفريقية واجهت تحذيرا من شقيق زوجها الراحل حيث قال لها إنها لابد أن تكون ملتزمة وترتدي زيًا أزرق اللون – لون الحداد في العادات البوركينابية – طوال أيام المهرجان حفاظا على العادات المجتمعية هناك.
وأكدت “يارا” أن السينمائيين الأفارقة خاصة في دولتها الأم مالي أو الحالية بوركينا فاسو يعملون حاليا على تنفيذ أفكار سينمائية حول موضوع انتشار الجماعات الجهادية، وذلك أملًا في إيجاد حل من خلال السينما لمواجهة التشدد العقائدي، مشددة في الوقت ذاته على أنها كانت تفكر بشكل عميق في أن تقوم بتقديم عمل فني عن والدتها الراحلة، لكنها اصطدمت بأفكار والدها بعدما بدأت كتابة قصة والدتها التي تعذبت جدًا لأن والدها كان يحب امرأة أخرى لأنها كانت متسلطة وذكية.
واستطردت “آي كيتا يارا”، أنه رغم تصرفات والدها إلا أن والدتها كانت تحزن عندما تتشاجر مع زوجها وكانت تقول لها أن تتحمل ذلك.
وحول المشاكل التي تواجه صناعة السينما الإفريقية، أكدت آيا كيتا، أن المشاكل التي كانت تواجه صناعة الفيلم الافريقي، معظمها مشاكل تمويلية لأن إنتاج الأفلام مكلف للغاية، وهو ما جعل بعض الحكومات في إفريقيا بتبني نظام دعم لمساعدة السينمائيين لعمل أفلام قصيرة ووثائقية.
واختتمت “يارا” حديثها عن تكريمها في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، مشيرة إلى أنها عندما تلقت دعوة تكريم من مسؤولي المهرجان عرضت الأمر على عائلة زوجها ووافقوا على التكريم، مؤكدة أنه بالنسبة إليها يعتبر وجودها في مصر نوعا من أنواع العمل، قائلة: “انا ممتنة لرئيس المهرجان وكل فريق المهرجان، وأنا سعيدة لوجودي هنا ولا أشعر أن شيئا ينقصني وأنا في مصر”.