الليرة التركية تتهاوى بعد العقوبات الأمريكية

كتبت – نورا عبد الستار:
على إثر قرار الرئيس ترامب بمضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم الوارد من تركيا، تهاوت الليرة التركية إلي حد غير مسبوق بنسبة 19% في يوم واحد مقابل الدولار ، حيث أتي القرار على أهم السلع التركية المرتبطة بالليرة التركية، فيما يعاني الإقتصاد التركي من التضخم وانخفاض سعر العملة.
فتدهورت التوقعات الاقتصادية لتركيا لدرجة أن المصرفيين والمتداولين بدأوا يتحدثون عن “الاحتمال” الذي كان خارج الحسابات، وهو الحاجة لتدخل صندوق النقد الدولي، لا سيما على خلفية النزيف المستمر في قيمة العملة المحلية والتي شهدت هبوطًا حادًا دفعها إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.
وكان ترامب أعلن ، في وقت سابق اليوم الجمعة، أنه أصدر أمراً بمضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم الواردين إلى بلادها من تركيا.
وقال ترامب، في تغريدة على “تويتر”، “أصدرت للتو أمراً بمضاعفة رسوم الصلب والألومنيوم فيما يتعلق بتركيا في الوقت الذي تتراجع فيه عملتهم، الليرة التركية، تراجعاً سريعاً أمام دولارنا القوي جدا!” ، كما وأكد أن “رسوم الألومنيوم ستصبح 20 بالمئة والصلب 50 بالمئة. علاقاتنا مع تركيا ليست جيدة حاليا!”
هذا وقد تم التداول بالعملة الوطنية التركية في مستوى 6,6115 ليرة للدولار الواحد في الساعة 13,35 ت غ، بعدما وصلت إلى 6,87 ليرة للدولار إثر إعلان ترامب.
وقبل ذلك في وقت سابق اليوم، سجلت الليرة المزيد من التراجع بعد دعوة الرئيس رجب طيب إردوغان، الأتراك إلى تحويل أموالهم بالعملات الأجنبية إلى عملتهم الوطنية.
وواصلت الليرة هبوطها، خلال كلمة إردوغان، لتتخطى عتبة 6 ليرات وتم التداول بها بحوالى 6,1 ليرة مقابل الدولار في الساعة 10,20 ت غ بتراجع يقارب 10%. وقال إردوغان، في كلمة ألقاها في بايبورت (شمال شرق)، مخاطباً الأتراك “إن كان لديكم أموال بالدولار أو اليورو أو ذهب تدخرونه، اذهبوا إلى المصارف لتحويلها إلى الليرة التركية، إنه كفاح وطني”.
وأضاف “سيكون هذا رد أمّتي على الذين أعلنوا حربا اقتصادية ضدنا”، لكنه أكد “لن نخسر الحرب الاقتصادية”، معلقا للمرة الأولى على تراجع الليرة.
وجدير بالذكر أنه منذ الاثنين الماضي بدأ تراجع الليرة التركية مقابل الدولار، لتتضرر مرة أخرى من قلق المستثمرين بشأن قدرة البنك المركزي على كبح معدل التضخم، فيما أظهرت البيانات عجزا في ميزان المعاملات الجارية أكبر من المتوقع في مارس.
وفقدت الليرة التركية 30 في المئة من قيمتها منذ مطلع 2018، وتدهورت الخميس إلى مستوى قياسي جديد إذ بلغت 5.43 مقابل الدولار، بانخفاض قدره 2.5 في المئة عن أرقام الإغلاق، الأربعاء.
وكانت وزارة المالية التركية أعلنت الخميس الماضي، أنها ستكشف عن ما وصفته بـ “نموذج اقتصادي جديد”، في وقت تواصل العملة المحلية تسجيل مزيد من التدهور.
ويشار إلي أن العملة التركية بدأت تسجل هبوطا كبيرا في الآونة الأخيرة من جرّاء اندلاع أزمة دبلوماسية بين واشنطن وأنقرة إثر تشبث أنقرة باعتقال القس الأميركي أندرو برانسون، الذي أدي اعتقاله إلى فرض واشنطن لعقوبات عقابية على وزيرين في الحكومة التركية، محذرة من اتخاذ تدابير إضافية محتملة.
وساهم في تفاقم خسائر الليرة المخاوف من إحكام أردوغان سيطرته على السياسة النقدية، إلى جانب الخلاف المتصاعد بين أنقرة وواشنطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى