السامري وعبادة العجل بين القرآن وتحريف الكتاب العبري المقدس
السامري وعبادة العجل بين القرآن وتحريف الكتاب العبري المقدس
كتبت : ميار ترك
السامرى رجل من أعجب المنافقين فى التاريخ وأوسعهم حيلة ،وكان بارعاً فى التأثير على الناس وأقناعهم ،وكان بارعاً أيضاً فى صناعة التماثيل وكان دائماً ما يبالغ فى تقدير نفسه، وهو الذى أفتن قوم موسى من بني إسرائيل بعد خروجهم من مصر من بطش فرعون موسى بمعجزة آلهيه عندما ضرب موسى العصى فنشق البحر مثل الجبال ليعبر أهل بنى إسرائيل من بينها بسلام .
صنع السامري عجل من الحلى والذهب الذى قد أمر موسى من قبل التخلص منه لأنه كان فتنة وأثار خلاف بين القوم فى توزيعه عندما لجأوا إليه للحكم فى أمر هذا الذهب ،والذى هو فى الاصل كان ملكاً للمصريات كانت تعمل لديهن زوجات رجال بنى إسرائيل قبل الفرار من مصر .
فأستغل السامري فرصة ذهاب موسي إلى لقاء ربه فوق الجبل ٣٠ ليلة وتركهم فى المكان الذى ضرب بعصاه فيها الارض بأمر ربه ففجرت عيون يشربون منها بنى إسرائيل لكى لا يموتوا من العطش وقد أستقر بهم نبى الله موسى فى مكان كان يوجد به بعض البشر يعبدون الأصنام فأستغل السامري هذا أيضاً ، وأستغل أن بعضاً من قوم بنى إسرائيل ذو العقلية البدائية المتأثرة بالوثانية الذى كانوا عليه من قبل ، وأشتياقهم لعبادة آله يرى بالعين ويلمس بالحواس .
استغل السامري كل هذه الظروف وأحضر الذهب وأضاف إليه آثر الملك جِبْرِيل الذى خبئه فى جيبه عند الإنشقاق العظيم عندما لاحظه بذكائه عن غيره .
والأثر الذى تركه ،أضافه علي ذهب العجل وهو يصنعه فأصدر منه صوت خوار، وأفتن به القوم بهدف أن يكون له من القرابين نصيب ،بإدعائه أن هذا اله موسي ويدعي أنه وسيطاً للاله ،وليقدم القوم القرابين من ذبائح بحجة التقرب من الاله ولكن السامري وسيط الاله كان فى الخفي يأكلها …
وكان موسي قد ترك أخيه هارون عندما ذهب الى تكليم الله، ولما علم حاول معهم هارون لكنه لم ينجح فانتظر حتى يعود أخيه ليتصرف لأنه قد خاف من أن الفتنة تتزايد بينهم ، لأن القوم يقولون أنهم فى إنتظار موسي ، وعندما أخبر الله موسي عن فتنة قومه من السامري بالعجل عاد موسي من لقاء ربه غاضباً، فأعترف السامري.
فحُكم عليه كما قال موسي: إن لك في الحياة أن لا تمس أحداً ولا يمسك أحد، وإن جزائك عند ربك، وأنظر إلى ألهك الذي عبدت الناس إياه، فصهر موسى العجل ، ثم نفره في البحر. ومات السامري منبوذ وحيدا.
وهذه ما ذكره القرآن فى سورة طه من الايه ٨٠:٩٧
ويقول الكتاب العبري المقدس المحرف أن من صنعه هو سيدنا النبي هارون أخو سيدنا موسي فى سفر الخروج من الايه ٤:٣٢ .