تزامناً مع تطوير مفهوم القاهرة التاريخية وبالتحديد القاهرة الخديوية حيث عكفت الدولة المصرية على وضع طراز معماري أصيل وفريد يليق بتراث مصر الحضارى فتطوير مفهوم القاهرة التاريخية هو المحفز الرئيسى للحفاظ على التراث الثقافي الحضاري تجاه الهوية الوطنية المتأثرة بالتنمية الاقتصادية الخضراء فهى العاصمة الرئيسية حيث تتمتع بموقع جغرافي فريد وكنوز أثرية تعكس عمق وتميز حضارتها على مر العصور جعلها متحفاً مفتوحاً أمام الإستثمار الأجنبي.
فمن حيث القيمة الحضارية تعتبر القاهرة من أقدم العواصم فى العصر الحديث، كما أنها تضاهى أشهر المدن العالمية فى هذا الوقت، وكذلك العرفان بالجميل لكل الشخصيات السياسية والاجتماعية التى لعبت دورا فى تاريخ مصر بإطلاق أسمائهم على شوارع والميادين المنطقة.
أما عن القيمة المعمارية والعمرانية، فتتبلور حول كثرة المبانى المسجلة ذات القيمة المتميزة والتى تعد بداية ظهور الطراز الأوروبى فى مصر والتى تتميز بالواجهات الغنية بالزخارف الكلاسيكية والتى تتميز بالدقة فى التنفيذ وأيضا الميادين والفراغات العمرانية المميزة.
وبالنسبة للقيمة الاقتصادية، تأتى من وقوع المنطقة فى مركز العاصمة وسط البلد وقربها من شبكات المواصلات العامة وارتفاع قيم وأسعار العقارات والمحال التجارية بها.
حيث ينقلنا عمل إعلامى مميز فى إطار أحداث بطبعه كجوهر رئيسى مؤثر كقوة ناعمة يمثل الهوية الوطنية المصرية بشتى مظاهرها الراقية فهو يحاور العقول ويفتح رؤية واضحة لغرس الأفكار الزاهرة بحب الأخلاقيات والمبادئ المجتمعية بأصولها المتحضرة.
فهو يوضح التاريخ المصري بالملامح الأربيعينية الأصيلة فهومليء بالقصص والأحداث الملهمة، سواء قصصاً سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، وهذه الفترة تحديداً كانت مليئة بالأحداث المتنوعة.
حيث هذه الفترة شهدت العديد من الأحداث ومنها قامت القوات البريطانية بمحاصرة قصر عابدين، وأجبر السفير البريطاني في القاهرة السير مايلز لامبسون فاروق الأول ملك مصر على التوقيع على قرار باستدعاء زعيم حزب الوفد مصطفى النحاس لتشكيل الحكومة بمفرده أو أن يتنازل عن العرش.كانت تلك الحادثة قد حدثت أثناء الحرب العالمية الثانية، وكانت القوات الألمانية بقيادة إرفين رومل موجودة في العلمين، وكان الموقف العسكري مشحونًا بالاحتمالات الخطيرة على مصر ولأتباع التقليد الدستوري الخاص بتشكيل وزارة ترضى عنها غالبية الشعب وتستطيع إحكام قبضة الموقف الداخلي، فطلب السفير البريطاني منه تأليف وزارة تحرص علي الولاء لمعاهدة 1936 نصًا وروحًا قادرة علي تنفيذها وتحظي بتأييد غالبية الرأي العام، وأن يتم ذلك في موعد أقصاه 3 فبراير 1942، ولذلك قام الملك باستدعاء قادة الأحزاب السياسية في محاولة لتشكيل وزارة قومية أو ائتلافية، وكانوا جميعا عدا مصطفى النحاس مؤيدين لفكرة الوزارة الائتلافية برئاسته فهي تحول دون انفراد حزب الوفد بالحكم خصوصًا أن لهم أغلبية بالبرلمان، فطلبت المملكة المتحدة من سفيرها السير مايلز لامبسون أن يلوح باستخدام القوة أمام الملك، وفي صباح يوم 4 فبراير 1942 طلب السفير مقابلة رئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا وسلمه إنذارًا موجه للملك هدده فيه بأنه إذا لم يعلم قبل الساعة السادسة مساءً إنه قد تم تكليف مصطفى النحاس بتشكيل الحكومة فإنه يجب عليه أن يتحمل تبعات ما يحدث، وكان السفير جادًا في هذا الإنذار، وكان يعد من يحتل العرش مكانه، وهو ولي العهد الأمير محمد علي توفيق الذي ظل حلم اعتلائه للعرش يراوده لسنوات طويلة، كما إنه أكبر أفراد أسرة محمد علي سنًا، إلا أن زعيم حزب الوفد مصطفى النحاس رفض الإنذار. وعند مساء هذا اليوم 4 فبراير 1942 توجه السفير ومعه قائد القوات البريطانية في مصر «الجنرال ستون» ومعهما عدد من الضباط البريطانيين المسلحين بمحاصرة ساحة قصر عابدين بالدبابات والجنود البريطانيين ودخلا إلى مكتب الملك وكان معه رئيس الديوان أحمد حسنين باشا، ووضع أمامة وثيقة تنازله عن العرش، وقد كتب بالوثيقة:
حادثة قصر عابدين 1942 نحن فاروق الأول ملك مصر، تقديرًا منا لمصالح بلدنا فإننا هنا نتنازل عن العرش ونتخلى عن أي حق فيه لأنفسنا ولذريتنا، ونتنازل عن كل الحقوق والامتيازات والصلاحيات التي كانت عندنا بحكم الجلوس على العرش، ونحن هنا أيضًا نحل رعايانا من يمين الولاء لشخصنا.
صدر في قصر عابدين في هذا اليوم الرابع من فبراير 1942.
حادثة قصر عابدين 1942
ويقول السير لامبسون إنه عندما وضع وثيقة التنازل أمام الملك تردد لثوان، وإنه أحس للحظة إن الملك سوف يأخذ القلم ويوقع، لكن رئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا تدخل باللغة العربية وقال له شيءً ثم توقف الملك وطلب من «لامبسون» فرصة أخرى أخيرة ليستدعي مصطفى النحاس على الفور وفي وجوده إذا أراد وأن يكلفه على مسمع منه بتشكيل الوزارة، وسأله «لامبسون» إذا كان يفهم وبوضوح إنه يجب أن تكون الوزارة من اختيار النحاس وحده؟ فقال أنه يفهم، فقال له السير لامبسون إنه على استعداد لأن يعطيه فرصة أخيرة لأنه يريد أن يجنب مصر تعقيدات قد لا تكون سهلة في هذه الظروف، ولكن عليه أن يدرك أن تصرفه لا بد أن يكون فوريًا، فرد عليه مرة أخرى إنه يستوعب إن ضرورات محافظته على شرفه وعلى مصلحة بلاده تقتضي أن يستدعي النحاس فورًا.
ومؤتمر القاهرةأيضا، 22 نوفمبر – 26 نوفمبر، 1943 ، والذي عقد في القاهرة، مصر وتناولت موقف الحلفاء ضد اليابان خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها اتخذت قرارات حول آسيا. وحضر الاجتماع الرئيس فرانكلين روزفلت رئيس الولايات المتحدة وونستون تشرشل رئيس وزراء المملكة المتحدة، والقائد العام تشان كاي شيك من جمهورية الصين.
هذا العمل يوجد به أحداث رائعة برؤية ووجهة نظر سيناريست ومؤلف موسيقى ومخرج بعدسة متميزة تلقائي ومثقف قادر على إدارة الأدوار المناسبة للفنانين المؤديين بملامحهم المصرية فى هذه الفترة لهذه الأدوار الخاصة بنمط أحداث المسلسل .
لعب الكاتب مع الزمن بطريقة «متأرجحة»؛ صعوداً وهبوطاً، من هنا وهناك، كما أنه أخذ بعض ملامح من سينما ودراما الماضي، ليعيد تدويرها بمذاق هذه الأيام.
وهذه إحدى الأدوات المتميزة التي يلجأ إليها صناع الدراما المصرية وهى إحساس الحنين للماضي (نوستالجيا)، وهى التنقيب فى الذكريات الجميلة التي يشتاق إليها الجمهور بشكل عام من خلال أعمال زمن الفن الجميل الكلاسيكية من خلال النجوم والوجوه الشابة الصاعدة ومنهم النجم أحمد حاتم والنجمة أية سماحة والنجم الشاب الصاعد مصطفى أبو سريع حيث يعودوا بنا بذكريات الفن الجميل الكلاسيكى إلى أفلام الفنان الجميل شكرى سرحان فى فيلم البوسطجى وفيلم يوم من عمري للفنان الراحل الجميل عبد الحليم حافظ وبعض من أفلام الفنان الكبير الكوميدي نجيب الريحاني وغيرها من الأفلام أيضاً للفنان العظيم عمر الشريف فيلم إشاعة حب حيث تنقل لنا فترة الشباب والاحوال السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها من الأفكار السائدة التي كانت تشهدها البلاد فى تلك الفترة الأربيعينية والجمل العامية مثل حاجة ١٣خالص وتعنى شئ جميل جدا وإستطاع أن يستخدم أغنية الهضبة عمرو دياب يا قمر على إنها تليق بالمغازلة الرومانسية فى تلك الفترة.
وصار الفنان أحمد حاتم المعادل المحورى للمسلسل لكي يصبح «عمر أفندي»، في زمن مقاومة الاستعمار البريطاني، وصراع الأحزاب، وانتشار بيوت الدعارة، واقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية التي وجدت مصر نفسها طرفاً فيها، وانقسم الشعب ما بين مؤيد لبريطانيا (الحلفاء) ضد ألمانيا (المحور)، أو العكس
ونشاهد أيضاً الفنان مصطفى أبو سريع الذى يقوم بدوره (دياسطى )فى المسلسل بعامل البريد وهو يفتح الخطابات بنفس طريقة بخار الماء المنبعث من البراد التي كان يستخدمها شكري سرحان في فيلم البوسطجى من تأليف الرائد الرواقى الكبيريحيى حقي .
ويركز أيضاً المؤلف على أن يصبح دور الفنان مصطفى أبو سريع هام فى أحداث المسلسل حيث يجعله دائما يفكر فى المستقبل والعمل البطولى الفدائى النبيل تجاه حب الوطنية بالرغم من إنشغاله بمحبوبته التي إلتقى بها صدفة فى أحد الأحياء السكنية الشعبية بالقاهرة ولكن أبيها رفضه بسبب الظروف التى يمر بها.
ولكنه لم يفقد الأمل ومن هنا يدرك دياسطى أهمية أن العمل حياة طالما أن هذا العمل مشرف ونافع وقادر على أنه يغير الشعوب والبلاد ويرتقى بها أمام العالم حيث قال دياسطى أثناء حديثه مع عمر افندي قال عندما رأى الموت أمام عينيه أثناء معركته مع الإنجليز أدرك أن العمل حياة حيث أن العمل هام من أجل حياة كريمة وبناء الإنسان بشكل عام وهذه رسالة هامة للشباب بشكل عام لتغيير رؤيتهم تجاه الأمل والتفاؤل والعمل الجاد بإخلاص أيضاً فى هذه الفترة.