“الزمالك” من الألقاب العالمية إلى الهاوية

تقرير- زبيدة عاطف:

بدأ العد التنازلي على ذكرى مرور مئة و عشرة عاما على إنشاء نادي الزمالك، المختلط سابقا، حيث بتم الاحتفال في يوم الخامس من يناير كل عام، وبرغم حرارة الذكريات التي تحييها تلك الذكرى عند جماهير القلعة البيضاء، إلا أن هناك حالة من الحزن تسيطر على كلٍ من لاعبي النادي ومشجعيه، فبعد خسارة النادي في الدقائق الأخيرة أمام نظيره “الأهلي” في نهائي دوري أبطال أفريقيا، أصبحت هناك هالة من القلق الشديد تحيط بكل محبي “الفانلة البيضاء” من عودة النادي الى سنوات الإخفاق والإحباط التى عانى منها منذ ٢٠٠٥ الى ٢٠١٥ تقريبا، خاصة بعد قرار وزارة الشباب والرياضة رقم ٥٢٠ لعام ٢٠٢٠ بتجميد مجلس إدارة نادي الزمالك الصادر مؤخرا.

جاء ذلك القرار في ضوء نتائج أعمال لجنة الفحص والتفتيش المالية والإدارية المشكّلة بقرار وزير الشباب والرياضة وتضمن الآتي: فيما يتعلق بنادي الزمالك يتم إحالة المخالفات المالية الواردة بالتقرير وما تضمنته من مخالفات للنيابة العامة، بالإضافة إلى وقف واستبعاد مجلس إدارة النادي والمدير التنفيذي والمدير المالي بصفة مؤقتة حتى انتهاء تحقيقات النيابة العامة، هذا علاوة على صدور قرار منذ عدة أيام بإحالة محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة الطعن المقدم من رئيس النادي مرتضى منصور، والذي يطالب به وقف القرار الصادر من اللجنة الأولمبية المصرية، بعزله لمدة أربع سنوات، وإلزام إدارة النادي بالدعوة لجمعية عمومية لانتخاب رئيس جديد للنادي. لا يخفى على أحد اليوم أن هذا الجيل من لاعبي القلعة البيضاء يعد من أفضل الأجيال التي مرت عليه، فهو يشمل العديد من الأسماء اللامعة، وليس على مستوى الجمهورية فحسب، بل على مستوى القارة السمراء بأسرها، ومع ذلك نبعت تلك المخاوف من العودة لفترة ركود النادي والتي استمرت لقرابة العقد حتى استطاع النادي استعادة رونقه ودوره في كتابة التاريخ الكروي في مصر، ففي الفترة من عام ٢٠٠٠ الى ٢٠٠٣ لمع نجم نادي الزمالك وسط القارة الأفريقية والآسيوية، ولم يقتصر أداء جيل تلك الفترة على إحراز الالقاب المحلية بل شملت القارية والعالمية، وتعد تلك المرحلة “الذهبية” التي صنعها النادي بمثابة قمة الهرم، قبل أن تسحبه دوامة من الإحباطات في السنين التالية. لم تتوقف إنجازات الزمالك خلال 110 عاما على حصد البطولات فحسب، فبعدما كان أول نادٍ مصري ينال شرف احتلال صدارة التصنيف الشهري الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم الـ”IFFHS”  عن شهر فبراير 2003 على مستوى العالم، ونجاحه في الاحتفاظ بكأس بطولة دوري أبطال أفريقيا بعد فوزه بالكأس للمرة الثالثة في تاريخه سنة 1993، فبخلاف تلك الأحداث الاستثنائية التي شهدها المارد الابيض موسم 2002/2003 وحصده 7 بطولات ليصبح متفوقا عالميا على جميع الأندية الأخرى، ويليه نادي برشلونة بـ 6 بطولات في موسم واحد عام 2009، إلا أن بسبب سوء إدارة النادي و تصدير نظيره على أنه “نادي الدولة”من خلال بعض الأجهزة الإعلامية وغيرها، شهدت القلعة البيضاء فترة ركود و هدم، ولم تنكسر تلك الدائرة سوى بعدها بسنوات عديدة بعدما فقد الكثيرين الأمل في عودته مرة أخرى يتصدر صفحات التاريخ. مر قرابة ١٨ عاما منذ آخر مرة فاز بها النادي بكأس دوري أبطال أفريقيا، ولم يكن ذلك السبب الوحيد الذي أصاب جميع عشاق الفانلة البيضاء بالحزن، فقد أدى النادي مباراة تبقيه مرفوع الرأس وسط جمهوره والجمهور المناظر أيضا، ولكن شتى ما يثير قلق الجمهور هو الأحداث التي تلت تلك المباراة من حل مجلس إدارة النادي، لاسيما أنه لم يفق بعد من قرار تغيير رئيس النادي، الذي اتفق أو اختلف معه الكثير لا ينكر أحد انجازاته في النادي و كونه سببا في استقراره في الآونة الأخيرة و مساعدته في الوصول لبطولات أفريقيا، وظهرت ملامح ذلك الإحباط جيدا أمس في مبارة الزمالك ضد نادي طلائع الجيش في نصف نهائي كأس مصر، وشهدت المباراة عزوف بعض نجوم النادي عن ادائها على سبيل المثال وليس الحصر “فرجاني ساسي” و “بن شرقي” والسبب الذي شاع هو إصابتهما بحالة من الإحباط العام، وانتهت المباراة بنتيجة ٣-١ لصالح نادي طلائع الجيش. والجدير بالذكر أن مشجعي النادي والذي ظل شعارها على مدار سنوات طويلة “سنظل أوفياء” لا يبحثون سوى عما يُطمئن قلوبهم وأن شكوكهم وقلقهم لا محل لها، وأن هناك من سيأخذ بيد المارد الأبيض الى بر الأمام وسط هذه الفوضى المُثارة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى