الصحة

أهم طرق الحفاظ على صحة عينيك

زينب حسن

تتعرض العيون للكثير من الإرهاق والمؤثرات المختلفة على مدار اليوم، ويعاني الكثير من الأشخاص من مشاكل في النظر، خاصة في ظل التقدم التكنولوجي الكبير والجلوس فترات طويلة أمام شاشات الفضائيات والتابلت أو الكمبيوتر أو التليفونات.
ومن الظواهر المقلقة في هذا الشأن ارتداء عدد كبير من الأطفال للنظارات الطبية، ما يدل على أن الأجيال الناشئة لديها مشكلة حقيقية في حاسة النظر ويجب الالتفات إليها باهتمام بالغ.

توجد العديد من السلوكيات والعادات المضرة أيضاً على النظر، ولا بد من التعرف إلى طرق الحفاظ على البصر، وكذلك السعي المستمر لتقويته ووقاية العين من أي ضعف.
الإهمال وعدم الاعتناء بصحة العين من أسباب المشاكل أيضاً التي يمكن أن تلحق بالنظر أضرارا أكثر مما نتصور، وغالبية ما يحدث للعين من سلبيات تعود إلى نمط الحياة والتقدم في العمر.
العين من الأعضاء التي لا غنى عنها، وتتوقف الحياة تماماً في حالة فقدان حاسة البصر، وفي هذا الموضوع سوف نقدم طرق وأساليب الحفاظ على النظر، وكذلك نطرح بعض النصائح والإرشادات لتقويته باستمرار من خلال بعض التمارين والأطعمة وغيرها من السلوكيات البسيطة التي تكون في استطاعة الجميع.
الفيتامينات والأحماض الدهنية

تحتل العين وحاسة النظر مرتبة رفيعة للغاية، فهي دليل الإنسان في الحياة فمنها يشاهد من حوله، ويحدد الأماكن والمواقع والأشياء، والحياة بدونها مظلمة وكئيبة.
يقدم لنا المختصون الكثير من الوسائل لحماية العيون من الأضرار والحفاظ على قوة النظر، ومن أهم الأساليب البسيطة والضرورية الغذاء، فمثلاً الطعام الذي يحتوي على الأحماض الدهنية مثل أوميجا3، وهو من الأحماض الهامة لصحة العين، ويساهم في وقايتها من مشكلات صحية مختلفة متعددة، ويوفر الحفاظ على العين رطبة ولينة، ويحمي من مضاعفات حالات جفاف العيون.
ويقلل الأوميجا3 فرص الإصابة بمرض الجلوكوما، من خلال تدفق السوائل في مجرى العين بصورة سليمة، كما يعد أوميجا3 مضادا طبيعيا للالتهاب أيضا، يمكن الحصول عليه من الأسماك البحرية الطازجة ومنها السالمون والتونة والماكريل والمحار، وكذلك المكسرات وبذور الكتان للحصول على ما يكفي الجسم من هذا العنصر.
ويساهم فيتامين «إي» وفيتامين «سي» وفيتامين «أ» وكذلك الزنك في انخفاض المشاكل المتعلقة بالإبصار، ومنها إعتام عدسة العين والضمور البقعي، وكذلك البيض والبقوليات مثل الفول والفاصوليا والبروتين النباتي.
وكذلك الإكثار من الخضراوات والملفوف والقرنبيط والبروكلي، هذه الأطعمة في نفس الوقت تعمل على ضبط معدلات السكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بداء السكري، وبذلك تصبح الاستفادة متضاعفة في تقليل الأضرار التي يسببها مرض السكري على العين.
ويصنف مرض السكري على أنه أحد المسببات الرئيسية لضرر العين، ويؤدي إلى الإصابة بالعمى في كثير من الحالات، ويوجد فيتامين «سي» في الموالح والفواكه الحمضية مثل البرتقال واليوسفي والليمون والجريب فروت والفلفل الحلو، حيث تحتوي على مضادات أكسدة قوية، ما يحمي الخلايا البصرية من التلف ويقلل من حدوث إعتام لعدسة العين.
ويوجد فيتامين «أ» في السبانخ والطماطم والجزر والمانجو والبرقوق، وهذا الفيتامين ضروري لحماية الرؤية بصورة رائعة ولصحة العين عموما، وبه بعض المواد المضادة للأكسدة أيضا التي تقي من تأثير الجذور الحرة على العين.
أما فيتامين «إي» فيوجد في اللحوم الحمراء والخس والزبادي والمحار، ويساعد على حماية أنسجة العين من التلف وكذلك يمنع إصابة العين بالإعتام.

نظارات الشمس والحماية

تمثل النظارات الشمسية حماية جيدة من أشعة الشمس الضارة مثل الأشعة فوق البنفسجية، وتشير الأبحاث إلى أن استمرار التعرض لهذه الأشعة يزيد من فرص الإصابة بمشكلة إعتام عدسة العين والضمور البقعي، فالنظارة الشمسية ليست ترفاً كما يعتقد البعض ولكن دورها جيد في الحفاظ على صحة العين، ويفضل اختيار العدسات الجيدة في منع نفاذ هذه الأشعة بنسبة كبيرة للغاية، كما أن هناك بعض العدسات اللاصقة تقوم بهذه المهمة، ولكن الأحسن النظارة الشمسية لأنها ليست لها أضرار جانبية مثل العدسات اللاصقة، كما أنها حماية كاملة من وصول الأشعة الضارة للعين.
توجد أنواع من نظارات السلامة مثل التي يريدها الأشخاص العاملون في مجال اللحام بالحديد، فهي تحمي من اللهب ومن الأجسام المتطايرة ومن الإصابة بالدخان الذي يؤدي إلى التهاب كبير في العين
وهذه النظارات أيضا ضرورية في رياضات العنف والأعمال التي بها أشياء تتطاير مثل تكسير الحوائط وتركيب الكهرباء، فهي من النظارات الواقية من الأضرار والتعرض للمواد والأجسام المتطايرة.
هناك أساليب كثيرة لحماية العين في الأعمال الخطيرة ووقايتها من الأتربة والغبار والرمال والحصوات والجسيمات الدقيقة والأدخنة، وينصح المختصون بعدم الإهمال في ترك نظارات الحماية كما يفعل الكثير من العمال.

شاشات الكمبيوتر والمحمول

تعود الكثير من الأشخاص على البقاء ساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر والتليفزيون والتابلت والمحمول، وهذه السلوكيات من العادات السيئة التي تضر العين أبلغ الضرر.
ومن النصائح الهامة في الحفاظ على صحة النظر الابتعاد عن هذه الشاشة قدر الإمكان كما يجب تقليل الوقت المخصص للمشاهدة أو الجلوس أمام هذه الشاشات.
ومن الملاحظ أن أجيالا كثيرة تجلس بالساعات أمام هذه الشاشات، فينتقل من شاشة التليفزيون إلى شاشة النت، ثم إلى التليفون فيقضي ساعات طويلة أمام هذه الشاشات على مدار اليوم، وهو ما يسبب مشاكل وضعفاً للرؤية والنظر على المدى المتوسط والبعيد، ومنها الإجهاد الشديد للعين وحدوث مشكلة الرؤية المشوشة، والتركيز القوي في حالة المشاهدة من مسافة بعيدة، ما يزيد من جهد العين والإصابة بالصداع.
وتسبب هذه العادة السيئة جفاف العين بعد فترة بسيطة، وهذه الحالة أصابت عدداً كبيراً من الأطفال نتيجة إهمال الآباء وتركهم بالساعات مع أجهزة المحمول واللعب في برامج تتطلب تركيزا متواصلا يسبب الإصابة بجفاف العين في هذه السن.
فالكثير من الأطفال أصبح يرتدي نظارة طبية ويستخدم علاج الجفاف المزمن مدى الحياة، بالإضافة إلى أضرار الجلوس الطويل والإصابة بألم في الكتف والرقبة والظهر.
ومن الضروري وضع شاشة الكمبيوتر في أماكن مرتفعة في مستوى أعلى من العين قليلاً، من أجل السماح للنظر بالتحرك وعدم التركيز المستمر.
وفي حالة إحساس الشخص بجفاف في العين بعد التركيز الشديد، يسارع في تحريك العين والطرف بسرعة ولمدة دقيقة، ولا بد من توفير وقت لاستراحة العين بعد مرور كل 15 دقيقة أمام الأجهزة التي لها شاشات.
ويفضل النظر في أماكن بعيدة لمدة 30 ثانية قبل العودة إلى استئناف العمل أو المتابعة على أجهزة الكمبيوتر أو شاشات التابلت والتليفون.

نصائح

يؤدي التدخين إلى زيادة فرص الإصابة بأمراض العيون ومنها إعتام عدسة العين وتلف العصب البصري والضمور البقعي، فيجب على الشخص اتخاذ القرار والتوقف عن التدخين.
كما أن ممارسة الرياضة تساعد على صحة العين، فالتمارين الرياضية تساهم في تنشيط الدورة الدموية ووصول كميات الدم المغذية إلى العين، وينصح المختصون بإعطاء العين فترة كافية من الراحة، وعدم إجهادها بصورة مستمرة وتجنب الإرهاق الزائد.
وأيضا ينصح الأطباء بالتوقف عن عادة السهر طوال الليل وعدم النوم، لأن العين تأخذ راحتها وتتجدد خلاياها في هذا الوقت من الليل، وتجب المتابعة المستمرة لدى الطبيب المختص، وذلك عند الإحساس بزغللة في العين وهياج والتهابات وأيضا احمرار، وينبغي عدم الإهمال في هذه الحالات للوقاية من مشاكل أكبر.
كما يجب توفير الإضاءة الكافية والمناسبة للمكان، فلا ينبغي أن تكون ضعيفة ترهق الرؤية ولا قوية تتعب العين.

الغذاء المناسب

تشير دراسة حديثة إلى أن المواظبة على تناول الأغذية الصحية والمتوازنة له دور كبير في الحفاظ على صحة العين، وشرط تحقق ذلك لابد من تحقيق التوازن المطلوب في وجبات الطعام، كان هدف هذه الدراسة هو التعرف إلى الأمراض والمشاكل التي تهاجم العين والمرتبطة بالتقدم في العمر.
وبينت نتائج الدراسة أن الأشخاص المتقدمين في العمر ترتفع لديهم فرص الإصابة بالمخاطر والمشاكل في العين والمرتبطة بتقدم السن، وتوصلت الدراسة إلى أن المداومة على تناول جرعات منتظمة من مكملات الزنك مع فيتامين «هـ» وفيتامين «ج» ومادة بيتا كاروتين، تؤدي إلى انخفاض فرص الإصابة بهذه المشاكل والأمراض.
وطالبت الدراسة الأشخاص من بداية عمر 50 عاماً وما فوق بالجلوس مع طبيب العيون المختص، لوضع قائمة من الغذاء والوجبات المطلوبة، لتضمينها العناصر الملائمة لكل شخص، مع تجنب بعض الأغذية والمشروبات التي لها تأثيرات سلبية في صحة وسلامة العين.
وأوضحت دراسة أخرى أن النظام الغذائي المناسب لصحة العين، لابد أن يحتوي على كمية من الخضروات ذات الأوراق الداكنة، ومنها السبانخ المفيدة للغاية في الوقاية من الإصابة بمشاكل العيون، كما يفيد النظام الغذائي الصحي المدروس في تحييد تأثيرات بعض الأمراض المزمنة على العين.

– See more at: http://www.alkhaleej.ae/supplements/page/f43a428a-909a-4c47-8365-365796d0d4bc#sthash.sXJSpXzD.dpuf

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى