مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائى: مصر من أوائل البلدان التى تبنت مفهوم التنمية البشرية

كتبت – بسملة علاء :

قال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائى أخيم اشتاينر، إن مصر من أوائل البلدان التى تبنت مفهوم التنمية البشرية والذى يتجاوز مفهوم الحدود لثراء الاقتصاد الذى يعيش فيه البشر، وهو نهج يركز على الناس وتوسيع نطاق الفرص والاختيارات المتاحة أمامهم.

جاء ذلك ضمن كلمة للسيد أخيم اشتاينر لدى فاعليات إطلاق تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية فى مصر للعام الحالى 2021، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، ورندا أبو الحسن الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى، والدكتور هالة السعيد وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى بحضور العديد من المسئولين المعنيين على المستوى المحلى والأممى.

وأشار مدير البرنامج الأمم الإنمائى إلى أن التقرير الذى يتم إطلاقه اليوم معنى بفترة زمنية تميزت بتحولات اجتماعية واقتصادية كبرى، ويرصد الانجازات الكبيرة التى حققتها مصر فى مجالات الصحة والتعليم والإسكان.

وطرح اشتاينر مثالًا على التنمية التى حققتها مصر حيث بات الأطفال فى مصر يستفيدون بأربع سنوات إضافية فى المدرسة أكثر مما كان عليه الوضع منذ ثلاثة عقود.

أشار إلى أن التحديات والفرص التى يواجهها المجتمع الدولى فى منعطف مهم من التاريخ، حيث ارتفعت معدلات الفقر فى جميع أنحاء العالم وزادت أوجه المساواة جراء فيروس كورونا وهو ما أدى إلى تراجع التنمية البشرية عالميًا لأول مرة منذ عام 1990.

وفى ذات الشأن أكد مدير البرنامج الأممى للتنمية الإنمائية أنه رغم التحديات القاسية التى واجهتها مصر مثلها مثل بقية دول العالم إلا أنها استطاعت الحفاظ على نمو اقتصادى ايجابى بسبب تبنيها لإصلاحات اقتصادية جريئة.

وثمن اشتاينر استجابة مصرعلى نحو استباقى للأزمة التى التى يواجهها العالم فى مجالات المناخ والبيئة الطبيعية.

أشار إلى إنشاء مصر فى عام 2019 المجلس الوطنى لتغير المناخ، ليدفع قدمًا جهود المقاومة الوطنية الحاسمة لأزمة المناخ، معربًا عن فخر برنامج الأمم المتحدة الإنمائى بدعم تلك الجهود والمواجهة الحاسمة من خلال دعم تطوير استراتيجية وطنية جديدة بشأن تغير المناخ.

لفت مدير البرنامج الأممى إلى أن خطة الاستراتيجية الجديدة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى، تقوم على ضوء ثلاثة عناصر رئيسية للتمكين من شأنها تسريع عملية التنمية البشرية فى مصر.

وأوضح اشتاينر فى إطار توضيح تلك العناصر أن البرنامج سوف يدعم جهودًا جديدة “لتعزيز الابتكار الاستراتيجى الذى توليه القواعد الشعبية التى تعد مصدرًا مهمًا للعديد من الحلول التى يحتاجها العالم اليوم، مشيرًا إلى مختبر تسريع الأثر الإنمائى التابع للأمم المتحدة الإنمائى فى مصر والذى يقود إلى تطوير مجموعة من الحلول التنموية المحلية.

أما العنصر الثانى أضاف أن االبرنامج سيواصل دعمه لمواجهة التحول الرقمى الذى بدأت فى إطار الاستجابات التى استلزمتها مواجهة جائحة كورونا.

تابع: ويشمل ذلك البناء على ما تحقق من زخم مجتمعى عالمى وعلى توسيع نطاق التحول الرقمى وتعزيز القدرات الوطنية للتعامل مع الأزمات.

وتعهد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائى باعتماد إجراءات جديدة فيما يتعلق بالانفاق العام والاستثمارات الخاصة لتكون أكثر نحو العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بما يعزز المجهودات الرامية إلى حماية التنوع البيولوجى والنظم الإيكولوجية الثمينة للكوكب.

أشار إلى ترقب البرنامج الأممى لانتهاء دراسة تقسيم التمويل الإنمائى فى مصر التى تدعمها الأمم المتحدة لتضع الأساس لتطوير الإطار الوطنى المتكامل لتمويل التنمية فى مصر، والذى سيساعدعلى زيادة الاستثمارات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وأهداف استراتيجية التنمية المستدامة فى رؤية مصر 2030 والتى تشمل مجالات التنمية الرئيسية فى مصر مثل التعليم والصحة وغيرها.

أضاف اشتاينر أنه:”على مدار 68 عامًا عملت الأمم المتحدة مع مصر لدفع عجلة التنمية والتنمية المستدامة قدمًا وقامت شراكتنا خلالها على مبادىء التشارك فى ابتكار حلول للتحديات التنموية والاستثمار المشترك، وكانت شراكة متكافئة أساسها تحقيق المصلحة، إذ نعمل معًا من أجل تحقيق خطة عمل 2030 للتنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، وستواصل منظومة الأمم المتحدة العمل مع مصر لمواجهة الضغوط التى قد تنشأ وتؤثر على صحة الكوكب”.

ختامًا أكد اشتاينر أن هذا هو الحد الفارق المقبل لمفهوم التنمية البشرية الذى من شأنه أن يمكننا من البناء نحو الأفضل ما بعد جائحة كروورنا نحو مستقبل أكثر شمولًا وأكثر خضرة وفى نهاية المطاف أكثر استدامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى