في حالة وقوع مكروه بعد الزواج.. هل يصح أن تتشائم عائلة العريس من الزوجة؟

كتبت: منار محمد

في المجتمعات الشرقية، خاصة المصرية منها، تفحص عائلة الرجل الفتاة التي اختارها أن تكون زوجته المستقبلية، الأمر الذي ينطبق على أسرة الفتاة التي تتفحص كل ما يتعلق بأسرة الشاب المتقدم لخطبة أبنتهم، وبعد أن يطمئن الطرفين لبعضهم البعض، تبدأ التفاصيل المعتادة من خطبة وزفاف.

لكن يظل هناك هاجس يدور في عقول كلا الطرفين عن الأحداث التي ستجري بعد الزواج، ففي حالة وقوع شيئًا سيئًا لعائلة الزوج، يتم اتهام الزوجة الجديدة بأنها نذير شؤم على العائلة، وعقبت دار الإفتاء المصرية على هذا الاعتقاد، قائلة أن التطير والتشاؤم من عادات الجاهلية التي جاء الإسلام بهدمها والتحذير منها.

واستشهدت الإفتاء بقول عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ»، قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: «كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ» متفق عليه، وعن قبيصة بن المخارق قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «الْعِيَافَةُ وَالطِّيَرَةُ وَالطَّرْقُ مِنَ الْجِبْتِ» رواه أبو داود بإسناد حسن، وعن بريدة رضي الله عنه: “أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ لَا يَتَطَيَّرُ” رواه أبو داود بسند صحيح.

وعن عروة بن عامر رضي الله عنه قال: ذُكِرَت الطِّيَرَةُ عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «أَحْسَنُهَا الْفَأْلُ وَلَا تَرُدُّ مُسْلِمًا فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ لَا يَأْتِى بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا أَنْتَ وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلَّا أَنْتَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ» رواه أبو داود بسند صحيح.

وأوضحت الإفتاء أنه إذا اعتقد شيئًا مما تشاءم منه موجب لما ظنه ولم يضف التدبير إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن التشاؤم سوء ظن بالله سبحانه وتعالى، وربما وقع به ذلك المكروه الذي اعتقده بعينه عقوبة له على اعتقاده الفاسد، ولا تنافي بين هذا وبين حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ، إِنَّمَا الشُّؤْمُ فِى ثَلاَثٍ: فِى الْفَرَسِ وَالْمَرْأَةِ وَالدَّارِ» متفق عليه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يشير في هذا الحديث ونحوه إلى تخصيص الشؤم بمن تحصل منه العداوة والفتنة، لا كما يفهم بعض الناس خطأً من التشاؤم بهذه الأشياء أو أن لها تأثيرًا.

وأكدت الإتاء أنه بنا على ما سبق بيانه يُعلم أن التشاؤم بالزوجة منهيٌّ عنه شرعًا؛ لأن الأمور تجري بأسبابها بقدرة الله تعالى، ولا تأثير للزوجة فيما ينال الإنسان من خير أو شر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى