عيد القوات الجوية المصرية

كتب –  حسام حويدق:

تحتفل مصر والقوات المسلحة في 14 أكتوبر بانتصار القوات الجوية التى خاضت معركة المنصورة ضمن حرب 6أكتوبر المجيدة حيث تعد تلك المعركة أضخم معركة جوية في التاريخ الحديث من حيث العدد “60 مقاتل مصري مقابل 120 مقاتل إسرائيلي”.

وأظهر فيها طيارونا مهارات عالية في القتال الجوي واستمرت المعركة أكثر من 50 دقيقة وتم اسقاط 18 طائرة للعدو ومن هنا تم اختيار هذا اليوم عيد القوات الجوية باعتباره من أهم المعارك الجوية خلال حرب 1973.

وأصبح هذا اليوم عيد للقوات الجوية بحيث ما قدمته بالعديد من البطولات منها الضربة الجوية الأولى التى أفقدت العدو توازنه فى بداية الحرب.

معركة المنصورة في الحقيقة لم تنل النصيب الأكبر من الاهتمام الاعلامى والفنى وابرازها كواحدة من البطولات الأسطورية للمقاتل المصرى وقدرته على اذلال العدو وسحقه حتى لو كان في السماء واسقاط اسطورته الجوية التي تفاخر وتباهى بها واعتبرها انها الذراع الطولى في المنطقة فجاء الرد والردع القوى والساحق الماحق من الطيران المصرى والدفاع الجوى الذى جعل إسرائيل بلا أذرعة ولا ارجل حتى.

يأتي يوم القوات الجوية في مناسبة عظيمة ومجيدة.. مناسبة معركة جوية لا مثيل لها فى تاريخ الحروب العالمية منذ إنشاء سلاح الطيران، وهى معركة المنصورة التى استمرت فوق الأجواء المصرية لمدة 53 دقيقة، لتسجل أطول معارك الجو فى التاريخ، وشهدت أول، وربما آخر مواجهات مباشرة بين سلاح الطيران فى قتال مباشر بين طائرة وأخرى.

ظن العدو الاسرائيلى على أنه مازال قادرا على الوصول الى العمق المصرى في الدلتا وطالبت رئيسة وزراء الهزيمة والخيبة جولدا مائير من وزير الحرب والعدوان موشيه ديان أن يفعل شيئا حفاظا على ما تبقى من سمعة إسرائيل التي هوت تحت أقدام جنود مصر ظهيرة يوم السادس من أكتوبر. ديان المهزوم حاول يائسا القيام بأكبر هجوم جوى لتدمير مطارات وسط الدلتا في المنصورة وطنطا والبحيرة
راهن العدو المهزوم على اختراق الأجواء المصرية فوق دلتا مصر فى معركة انتحارية كان الغرض منها تدمير المطارات المصرية، وأنظمة الدفاع الجوى، مثلما حدث فى 5 يونيو67، وهاجم العدو بـ 120 طائرة مقاتلة فى وقت واحد، ودارت أشرس معركة جوية، ولقن سلاح الجوى المصرى العدو درسًا لن ينساه، ورغم التفوق العددى للطائرات الصهيونية، فإن نسور الجو، خاصة قاعدة مطارات المنصورة واجهوا العدو بحوالى 62 طائرة مقاتلة مصرية فقط، واستطاعوا ببسالة وشجاعة فائقة ومنقطعة النظير هزيمة العدو، وإسقاط 18 طائرة له، مما اضطر باقى طائراته للفرار.

خاضت اسرائيل هذه المعركة بطائرات حديثة، ومن طرازات مختلفة، مثل الفانتوم، والميراج، والسكاى هوك، وكنا نقاتل بطائرات الميج، لكن الفارق كان فى عبقرية الطيار المصرى وابداعه وبسالته وصموده، واستطاعت 7 طائرات ميج مصرية أن تسقط للعدو 17 طائرة حديثة.

هذه المعركة الأسطورية التي أصبحت عيدا للقوات الجوية وعيدا لمصر كلها مازالت تدرس فى أكبر المعاهد العسكرية فى العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى