مراحل نمو ومنظومة التخطيط للمدن

مهندس هاني زاهد مخطط ومصمم عمراني يكتب:

تَعَدٍّ المدن عصب الحياة في الدول، وهى أفضل بيئة للعيش من حيث الخدمات والمرافق والرفاهية وجودة الحياة, ونتج عنها الزيادة السكانية التي شهدتها المدن تغير في أنماط الحياة داخل المدن وظهور نظريات عدة لتخطيط المدن سواء في شكل المدن أو طبيعتها او اقتصاداتها مما جعل هناك تباين في تعريف المدينة ، فهناك من عرفها من الناحية السكانية وأخرين من الناحية الاقتصادية ، وغيرهم من الناحية الاجتماعية والسياسية …الخ ،و يرئ الكل المدينة من وجهات نظر مختلفة ، ولكن في بشكل وسياق عام توصلت الى:
تعريف المدينة على إنها ” مساحة من الأرض يسكن فيها سكان ذو نشاط إقتصادي مختلف ولهم إنتماءات اجتماعية متعددة “.
و نجد المدن مرت وسوف تمرعلى مراحل نمو من حيث المساحة والشكل والوظيفة وهذه المراحل تعتمد على بعضها البعض ، كما أن هذه المراحل تتغير مع التطور الذي تمر فيها المدينة حيث أن المساحة تعتمد على الأنشطة الاقتصادية التي تعتمد عليها المدينة وتزايد عدد السكان في المدينة ، وتعدد الوظائف وفرص العمل تزيد من الهجرة السريعة للمدينة مما يغير في شكلها ومساحتها وطرق تصميمها، هنا يكون مشاكل المدن في حالة عدم وجود تخطيط مستقبلي متوقع للمدينة.
ومع تغير النظام الاقتصادي العالمي وسرعة التطور جعل المدن تتسع بشكل سريع مما ظهر عدة نظريات لشكل المدن منها (مدن الفدان الواسع لـ فرانك لويد – المدن الكوكبي لـ لويد بردوين – المدن الشريطية لـ سوريا متي – المدن الحدائقية ل ابنزار هوارد – المدن التوابع لـ ريموند يونين ……الخ) ومن هنا نجد أنفسنا يجب أن نعرف موقع المدينة من الناحية التخطيط ، لأن معرفة مستوي المدينة يساعد على فهم تخطيطها. وهنا نجد الهرم التخطيطي يوضح دور المدينة
في المستويات التخطيطية المتعددة التي تساعد
على فهم المنظومة التخطيطية ولا يخفي ان
هناك أنظمة كثيرة توثر على شكل
وتخطيط المدينة ومنها النظام الإداري
والأقتصادى والأجتماعي والتعليم
اعداد المهندس هاني زاهد
والمرور والجيولوجي…. الخ
ومن هنا كان يجب أوضح، للمخطط عند العمل في التخطيط يجب أن يحقق متطلبات جودة الحياة ومنها المسكن المناسب وتوفير الأنشطة لفرص العمل وتوفير الأنشطة الترفيهية وتخطيط شبكة الطرق تخدم السكان بأمان والخدمات العامة من (تعليم – صحة –دين– …الخ) ورفع جودة البنية التحتية من (كهرباء وماء واتصالات …الخ) وتحديد مواضع الأنشطة الاقتصادية والصناعية ومرمى النفايات …الخ. ولكي نعرف كيفية الوصول إلى تخطيط المدينة يجب معرفة المنظومة التخطيطية التي على أساسها يمكن عمل مخططات مدينة (مخطط هيكلي – مخطط محلي – مخطط ارشادي – مخطط عام ….. الخ).
و قد توصلت الى شكل توضيحي يساعد على فهم كيفية تركيب تخطيط المدينة

اعداد المهندس هاني زاهد

وهنا نوضح أن المدينة هي الحلقة الواصلة بين مستويات التخطيط )العلي والدنيا( ولكي نصل الى الأفضل يجب أن نفهم كيف تعمل هذه المنظومة التخطيطية
نجد ان هناك مستويين للتخطيط توثران على تخطيط المدينة: –
المستوي الأول: مستوي استراتيجي وهو المستوى الأعلى من المدينة ويعطي للمدن الاستراتيجيات واهداف (استراتيجية وطنية – استراتيجية إقليمية – استراتيجية خدمات وبنية تحتية والقواعد الأقتصادية للمدن -أهداف كل مدينة …الخ) وهذا يعطي التصور المستقبلي للمدن والخطط المستقبلة والقواعد الاقتصادية التي تقوم عليها المدينة وتعطي تصور لشكل المدينة العام
المستوي الثاني: الأحياء وما دونها )مخطط و بلوك وقطعة ارض و شارع … الخ ( وهو دائم يعطي البيانات والمعلومات العمرانية التي تساعد على معرفة أسلوب التنمية وإعادة الفكرة التصميمية للمدينة واحتياجاتها المستقبلية وتطور المدينة
ومن هذا المستويين يمكن عمل المخططات الخاصة بالمدينة سواء (هيكلي أو أرشادي أو محلي أو عام …الخ) وهذه المخططات تعطي المدينة الشكل العام والسياسات التنفيذية للمستوي الثاني وتعطي المعلومات والبيانات للمستوي الأول من التخطيط وتستمر المنظومة التخطيطية في دائرة مستمرة لا يستغني مستوى عن الأخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى