الولايات المتحدة ترفض الهجوم على إدلب السورية وتؤكد “خطأ إنساني فادح”

تقرير – محمد عيد:
الهجوم على إدلب، “خطأ إنسانيًا فادًحا”، هكذا ترى الولايات المتحدة الأمريكية، على لسان رئيسها دونالد ترامب، الهجوم على إدلب السورية، الذي يتسبب في مقتل المئات من المدنيين.
ترامب، الذي أعلن مؤخرًا عن غضب الولايات، من القصف الجوي الذي تشهده سماء إدلب، في شمال غرب سوريا، قال في لقائه أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إنه بخصوص إعداد السلطات السورية هجومًا واسعًا على المسلحين في إدلب، فهذا الوضع محزن للغاية… إن العالم سيشعر بغضب كبير في حال حدوث مجزرة هناك، والولايات المتحدة أيضا ستكون غاضبة جدًا.
وحذر الرئيس الأمريكي كلا من سوريا وروسيا وإيران مما وصفه بـ”الخطأ الإنساني الفادح” المتمثل في شن هجوم واسع على المسلحين في إدلب، فيما تعهدت الولايات المتحدة بالرد سريعا وبالطريقة المناسبة حال استخدام الرئيس السوري، بشار الأسد، أسلحة كيميائية خلال العملية العسكرية في المحافظة.
وتشكل إدلب المحاذية لتركيا والتي تسيطر على أكثر من 70 بالمئة من أراضيها فصائل مسلحة على رأسها “هيئة تحرير الشام” جبهة النصرة، خلال السنوات الأخيرة، وجهة لعشرات الآلاف من المسلحين والمدنيين الذين تم إجلاؤهم من مناطق عدة كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة أبرزها مدينة حلب والغوطة الشرقية لدمشق.
وفي وقت سابق أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن 4 مقاتلات تابعة لها شنت ضربات عالية الدقة لمواقع تابعة لتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي في إدلب بعيدا عن القرى والمدن.
بدورها، أكدت السلطات السورية مرارا في الفترة الأخيرة، بما في ذلك على لسان رئيس البلاد، أن تحرير محافظة إدلب سيمثل أولوية بالنسبة للجيش السوري في عملياته المقبلة.
من جانبها، تحذر منظمات دولية وبالدرجة الأولى الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في حال شن هجوم عسكري على إدلب التي تؤوي وفق المعلومات الأممية 2.5 مليون شخص نصفهم من النازحين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الجيش السوري قصف آخر معقل للمعارضة ضد الرئيس بشار الأسد في الوقت الذي فجر فيه مسلحون جسرًا آخر في ظل تكهنات تتعلق بشن هجوم كبير من جانب قوات الحكومة السورية وبدعم روسي، أسفر عن مقتل أكثر ن 18 مدنيًا من بينهم أطفال.
وتشن دمشق، بدعم من حليفتيها روسيا وإيران، هجوم يهدف إلى استعادة السيطرة على إدلب والمناطق المجاورة في شمال غربي البلاد، بعد أن استؤنفت الضربات الجوية العنيفة يوم الثلاثاء بعد أسابيع من الهدوء.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس إن بلاده لم تصل إلى “أي دليل” يشير إلى أن جماعات المعارضة في محافظة إدلب السورية يمكنها أن تستخدم أسلحة كيمياوية، على الرغم من مزاعم روسية مخالفة.
ورفض “ماتيس” ما تردد بشأن احتمال أن تسهل الولايات المتحدة شن هجوم كيمياوي، وأنحى بالمسؤولية على روسيا والنظام السوري واستخدامهما ذلك كذريعة لشن ضربات جوية.
وكانت الولايات المتحدة قد شنت مرتين بالفعل ضربات جوية استهدفت نظام الرئيس السوري بشار الأسد في أعقاب مزاعم أشارت إلى شن هجمات بأسلحة كيمياوية، وكانت أحدث هذه الضربات الجوية في منتصف أبريل/نيسان الماضي بمساعدة فرنسية وبريطانية.
وقال ماتيس :”لا توجد لدينا أي معلومات استخباراتية تظهر أن المعارضة تمتلك أي قدرات كيمياوية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى