عاجلفن

المخرج المغربي حسن بنجلون: السينما المصرية تعتبر مدرستنا الأولى والأم لعالم الفن السابع

أقيم، صباح اليوم، الأحد، المؤتمر الصحفي لتكريم المخرج حسن بنجلون، وذلك ضمن فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في دورتها الثالثة عشرة، بحضور السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان، والمخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان، وأدارت الحوار الإعلامية المغربية وفاء مراس.

في البداية قالت المخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان، “إن السينما المغربية تطورت بشكل كبير، والمكرم في هذه الدورة المخرج الكبير حسن بنجلون من رموز السينما في المغرب، وأحد كبار مخرجيها الذين حققوا نجاحات كبيرة بالتواجد في المظاهر السينمائية الدولية، وكذلك فإن مشاركته في المهرجان هذا العام ليست بالجديدة، إذ كنا سعداء أن شارك بأفلامه من قبل المهرجان.”

وأضافت “الحسيني”: “إن صناعة السينما أصبحت واحدة من أهم مصادر الدخل في المملكة المغربية، والمهرجانات السينمائية هناك من أهم الفعاليات التي تدعمها الدولة، إذ تخطى عدد المهرجانات الفنية هناك أكثر من 55 مهرجانا سنويا، وتعتبر تلك المهرجانات واحدة من أهم عوامل توفير العملة الصعبة هناك”.
وناشدت “الحسيني” الحكومة المصرية بأن يكون هناك اهتمام أكبر بالمهرجانات الفنية باعتبارها أحد مصادر إدخال العملة الصعبة للبلاد، وأن يتم الاستفادة من تجربة المهرجانات المغربية والتي ساهمت في تحسين الوضع الاقتصادي هناك، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.

من جانبه أعرب السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان، عن سعادته لمشاركة السينما المغربية في المهرجان، من خلال تكريم أحد كبار رموزها المخرج حسن بنجلون، ويتم الاحتفاء بها بعرض مجموعة من أفضل الأفلام التي أنتجت في السنوات الأخيرة ضمن “بانوراما السينما المغربية” التي تقام على هامش المهرجان، قائلا: “السينما المغربية تتطور عاما بعد عام، وأثبتت وجودها، لذلك نحن نكرم أحد رموزها وهو المخرج حسن بنجلون”.

فيما قالت الإعلامية المغربية وفاء مراس، “إن الدولة المغربية تقدم دعما كبيرا لصناعة السينما في الفترة الأخيرة، وهناك دعم غير محدود يقدم من حكومة المملكة وجلالة الملك للسينمائيين، فضلا عن جهود وكفاح المحبين لفن السينما، وذلك من أجل أن يثبتوا مكانتهم في الوطن العربي، وهو ما حدث بفضل رموز كبيرة في المغرب. والمكرم هذا العام من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية المخرج الكبير حسن بنجلون يعد من كبار السينمائيين المغاربة الذين استطاعوا أن يحلقوا بالسينما المغربية في سماء المهرجانات الدولية”.

وفي بداية حديثه عبر المخرج المغربي حسن بنجلون عن سعادته بوجوده في مصر وتكريمه في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، قائلا: “كنا بحاجة لخلق مهرجان إفريقي ليكون رابطا بين السينما الإفريقية والمصرية التي تعتبر مدرستنا الأولى والأم لعالم الفن السابع، لذلك أشكر القائمين على مهرجان الأقصر على ما بذلوه من أجل إقامة هذا الحدث واستمراره”. وتابع: “وأنا سعيد بوجودي وتكريمي في المهرجان هذا العام بين مجموعة من الأسماء المميزة مثل المخرج الكبير خيري بشارة”.

وأوضح المخرج حسن بنجلون عن أفكاره التي يعبر عنها من خلال أعماله: “حواسي وهمومي دائما مرتبطة بالواقع المغربي، ونحن كصناع سينما نحاول دائما أن نقدم أعمالا مفيدة تعبر عن مشاكل وخصوصيات المجتمع، وأردنا أن نكسر التابوهات، لذلك قدمت فيلما عن الحاصلين على شهادات ولا يجدون عملا، وحينما عُرض في مصر أحدث ضجة كبيرة في المغرب ومع الرقابة”.

واستطرد “بنجلون”: “تحدثت في الكثير من أفلامي عن الكثير من القضايا التي تخص الناس في المغرب، وعالجت في بعضها الكثير من أفكاري التي حاولت طرحها من خلال رؤيتي للمجتمع هناك، وأعتقد أننا نقدم سينما هادفة، ومن المهم أن نقيس تطور المجتمع.”

وتابع: “نحن محظوظون لأننا نمتلك سينما نعبر بها عما نريده ولدي تراكمات في الطفولة من القصص، وأحببت من خلالها القطب الصوفي جلال الدين الرومي، خصوصا أن أفكاره كانت تتماشى مع طبيعتي المحبة، لذلك قدمت فيلما عنه أحكي فيه عن الحب والحقيقة”.

وأكد صاحب “جلال الدين”: “أنا فخور أن السينما المغربية تتطور، والشباب المغاربة أصبح لديهم رؤية الآن، ويحبون أن يقدموا ما يخدم صناعة السينما ويساهم في تطوير وتنوير المجتمع، وكذلك تونس بها أفلام مهمة أحب مشاهدتها”. وأوضح: “نحن فهمنا أن الصورة تأتي بعد الخبز، والمغرب كان يصرف ملايين من أجل ذلك، وبعدها قرروا أن يعطوا الدعم للسينما وبالفعل حققوا ما يريدوه”.

وتابع “بن جلون”: “أنا أعيش للسينما وبها أصبحت شابا، فأنا أعرف أصدقاء في نفس عمري، لكنهم لا يتحركون الآن، بينما أنا فالسينما أعطتني الحياة، وجعلت لي بصمة وصنعت لي خلودا في هذا المجال، ولهذا أنا سعيد لأن السينما جعلتني أعبر عما بداخلي، وأنا فلاح ولدى علاقة مع الأرض، والحياة مفتوحة للجميع وأحاول أن أوزع السعادة على كل من حولي”.

وحول دور المهرجانات الفنية، ورأيه في العدد الكبير من المهرجانات الفنية التي تقام في المملكة المغربية بفضل الدعم الحكومي لإقامة مثل هذه التظاهرات الفنية، قال “بنجلون”: “كل مدينة في المغرب بها مهرجان، وأنا أرى أن تصوير أعمالا أجنبية في المغرب كان مهما لإثراء صناعة السينما في المملكة، والاثنان ساعدا في الترويج للمغرب وللسياحة بها، كذلك فإن الشباب المغاربة تأثروا بالمبدعين الأجانب الذين جاءوا إلى المغرب وتعلموا منهم وطوروا من أنفسهم”.

وعن السينمائيين الذين تأثر بهم في مصر، قال “بنجلون”: “أحببت يوسف شاهين وداود عبد السيد ورضوان الكاشف، وبشكل عام فقد تعلمنا في المغرب العربي من السينما المصرية الكثير، بل وتربينا عليها، مصر صنعت لنا الأرضية الفنية والثقافية والأدبية التي نشأنا عليها وسرنا من بعدها نطرق عوالم الإبداع، كما أن مصر ساعدت عدة دول في أن يكون لديها سينما”.

واختتم “بنجلون” حديثه بالإشارة إلى أن السينما المصرية مازالت تقدم أعمالا رائعة، وما زالت لها ريادتها الفنية في المنطقة، مشيرا إلى أنه شاهد أحدث أفلام النجمة منى زكي “رحلة 404″ والذي عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، ووجد فيه جرأة، مشددا على أن الجرأة ضرورة في العمل الفني، ومهمة لكي يتفاعل معه الجمهور”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى