احتفالا بمرور مائة عام.. السفارة الأمريكية بالقاهرة تؤكد على أهمية العلاقات الدبلوماسية مع مصر

كتبت- لوجين محمد

احتفلت السفارة الأمريكية بالقاهرة مؤخرًا بمرور 246 عامًا على استقلال الولايات المتحدة و100 عام من العلاقات الدبلوماسية مع  مصر، وأهمية الشراكة بين الولايات المتحدة ومصر.

وقالت القائمة بأعمال السفير الأمريكي بالقاهرة نيكول شامبين، إنه منذ مئتين وستة وأربعين عامًا، وضع آباؤنا المؤسسون الريش والحبر على الورق للتعبير عن القيم الأساسية لأمريكا، الحقوق – غير القابلة للتصرف – في الحياة، والحرية، والسعي لتحقيق السعادة.

وأضافت بعد عامين صعبين منعنا خلالها كوفيد من تجمعات مثل هذا التجمع، يسعدنا أن نرحب مرة أخرى بأصدقائنا وشركائنا في سفارة الولايات المتحدة للاحتفال بعيد استقلال أمريكا!

وتابعت: في كل عام منذ توقيع إعلان الاستقلال في عام ١٧٧٦، اجتمع الأمريكيون معًا للاحتفال باستقلالنا والحقوق والقيم التي تأسست عليها بلادنا. كما قال توماس جيفرسون، “بالنسبة لنا، فلتكن عودتنا لهذا اليوم كل عام تذكيراً دائماً لنا بهذه الحقوق وإخلاصنا الدائم لها”.

وأشارت إلى أنه في حين أن هذه الليلة هي مناسبة سعيدة للاحتفال مع الأصدقاء، فهي أيضًا فرصة للتفكير في التحديات الهائلة التي نواجهها معًا كمجتمع عالمي.

وتابعت: عمل الكثيرون منا معًا في المعركة العالمية ضد كوفيد. في وقت مبكر، ساعدت مصر الشعب الأمريكي بالتبرع بمستلزمات الوقاية. وخلال فترة الوباء، طوّرت الولايات المتحدة وتبرعت بـ ٢٥ مليون جرعة لقاح كوفيد-١٩ لمصر وساهمت بأكثر من ٥٥ مليون دولار لدعم جهود مصر لمكافحة الفيروس من خلال تدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية؛ وتحسين القدرات على تتبع الفيروس والوقاية منه وتشخيصه وعلاجه؛ وتوزيع اللقاحات في جميع أنحاء مصر.

بعد ذلك، وفي الوقت الذي اعتقدنا فيه أننا على وشك أن نطوي صفحة أسوء معاناة بسبب الوباء، وصل حدث عالمي آخر إلى شواطئنا. إنه الغزو الروسي غير المبرر وغير المعقول لأوكرانيا، الدولة المستقلة ذات السيادة التي لم تشكل أي تهديد لروسيا. من خلال غزو أوكرانيا وإرهاب سكانها، تسعى روسيا إلى تجريد الشعب الأوكراني من استقلاله وسيادته الإقليمية.

فبينما نجتمع معًا للاحتفال بالكفاح من أجل الاستقلال الأمريكي في القرن الثامن عشر، يقاتل الأوكرانيون لحماية بلادهم من حاكم أجنبي قارن جهوده في الغزو بجهود القيصر الروسي في القرن الثامن عشر.

عندما اتحد المجتمع الدولي في القرن العشرين لتبني ميثاق الأمم المتحدة، أكدنا التزامنا أن نضع مثل هذه الحروب للغزو الإقليمي وراء ظهورنا. ونعلم جميعًا أن ميثاق الأمم المتحدة يصبح بلا معنى إذا لم نحافظ على هذا المبدأ التأسيسي ونحميه.

في خضم الأحاديث والتعليقات حول هذه الحرب ضاعت القصص المأساوية للشعب الأوكراني الذي يعاني أكثر من غيره. قصص مثل تلك التي رواها المزارع الأوكراني بافلو سيرهينكو، والذي فقد والده بسبب كوفيد-١٩، ليشهد مزرعة قمح عائلته تتعرض للقصف وإشعال النيران بقذائف الهاون الروسية. جزء كبير من أرضه، التي كانت ملكاً لعائلته منذ ثلاثة أجيال، أصبح استصلاحها الآن خطراً للغاية، مما يسهم بشكل مباشر في نقص الغذاء العالمي وارتفاع الأسعار.

أو قصص مثل قصص الناس العاديين في فينيتسا، الذين كانوا يعيشون حياتهم بسلام حتى تم قصفهم بالصواريخ الروسية. استهدف الهجوم المركز المدني بالمدينة، بما في ذلك المركز الثقافي، مما أدى إلى مقتل العشرات. وفقًا لمنظمة Save the Children، تم تدمير ما لا يقل عن ١٨٠٠ مدرسة في أوكرانيا تدميراً كاملاً أو جزئياً منذ بداية الغزو الروسي.

هنا في مصر، تقف الولايات المتحدة متضامنة مع مصر وهي تواجه الآلام الاقتصادية التي سببتها الحرب الروسية. بناءً على أكثر من أربعة عقود من الشراكة مع مصر، ساهمت خلالها الولايات المتحدة بمليار دولار لدعم القطاع الزراعي في مصر، تعمل الحكومة الأمريكية حاليًا مع الآلاف من صغار المزارعين المصريين لتمكينهم من تحقيق أقصى استفادة من محاصيلهم من القمح من خلال التكنولوجيا، ومعالجة الآفات، والنقل الآمن للحصاد، وتحسين قدرات التخزين.

ونحن لا نعمل عن كثب مع مصر في أوقات الأزمات فقط. لأكثر من ٤٠ عامًا، عززت الولايات المتحدة ومصر معًا الأمن الإقليمي والازدهار والتنمية. التقى الرئيس بايدن، السبت الماضي، بالرئيس السيسي.  كما زار مستشار الأمن القومي الأمريكي سوليفان القاهرة مرتين منذ سبتمبر، كما أن وزير الخارجية بلينكين ووزير الخارجية شكري على اتصال بشكل منتظم للبناء على زخم الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر الذي انعقد في نوفمبر الماضي.

تعاوننا الأمني ​​يساعد مصر في مكافحة الإرهاب والدفاع عن حدودها وحماية البحر الأحمر وقناة السويس. كما تسعى جهودنا المشتركة في الدبلوماسية الإقليمية إلى تعزيز الحلول السلمية في ليبيا واليمن.

وتأتي مساهمات غرفة التجارة الأمريكية في الابتكار والمسؤولية الاجتماعية للشركات في مصر كأمثلة شاهدة على شراكتنا التجارية. وبينما تستعد مصر لاستضافة قمة المناخ COP-27، نعمل معًا لتطوير مبادرات مناخية هادفة وتشجيع الشركات الأمريكية على تقديم حلول التقنيات الخضراء في مصر.

واختتمت: يعمل الزملاء في سفارتنا كل يوم عن كثب مع شركائنا المصريين لمواجهة التحديات المشتركة وتعزيز الأهداف المشتركة. إننا نثّمن علاقاتنا معكم ومع الهيئات والمؤسسات التي تمثلونها. الولايات المتحدة، منذ نشأتها، دولة تتطلع إلى المستقبل. وبينما نتطلع إلى المستقبل، نعلم أنه سواء كانت جهودنا تسعى للنهوض بالتمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة، أو تحفيز النمو الاقتصادي، أو تقوية الأمن وتعزيز السلام الإقليمي، أو تعزيز قيم الحياة والحرية والسعي لتحقيق السعادة، فإنا عالمنا سيكون مكانًا أفضل حينما نواصل العمل معًا، ونبني على ما يقرب من نصف قرن من الشراكة الوثيقة بين الولايات المتحدة ومصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى