يعد سرطان الثدي من أكثر الأمراض التي تثير القلق والذعر لدى العديد من الأسر، حيث يصيب ركيزة الأسرة الأساسية – المرأة. في عام 2022، بلغ عدد النساء المصابات بسرطان الثدي 2.3 مليون حول العالم، كما تسبب في وفاة 670 ألف امرأة. ويعتبر هذا المرض الأكثر شيوعًا بين النساء في 157 دولة، مع نسبة إصابة تتراوح بين 0.5% و1% بين الرجال.
في مصر، على سبيل المثال، يتم تشخيص أكثر من 45% من حالات سرطان الثدي في مراحل متأخرة، مما يعرض حياة المريضات للخطر. ولهذا، يعد الكشف المبكر السلاح الأكثر فعالية في مواجهة هذا المرض وعلاجه قبل تطوره.
ورغم ما تبدو عليه هذه الأرقام من رهبة، إلا أن سرطان الثدي ليس مرضًا جديدًا؛ بل يمتد تاريخه إلى آلاف السنين. يعود أقدم توثيق له إلى الأسرة الفرعونية السادسة، حيث أظهرت دراسة أجريت على مومياء لسيدة من مقبرة “قبة الهوا” آثار تدميرية مميزة ناتجة عن المرض. كما تضمنت بردية “إدوين سميث” وصفًا لأورام الثدي التي كانت تُعالج بطرق بدائية كالحرق (الكي). ولعدة قرون، لم يكن هناك علاج فعال للمرض، وكانت النساء في مراحل متقدمة منه تموتن صغيرات، حتى تطورت تقنيات العلاج الحديثة في الولايات المتحدة وأوروبا، مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي وعمليات نقل النخاع، مما أدى إلى زيادة نسب الشفاء بشكل كبير.
ونحن في شهر أكتوبر، الذي يعد شهر التوعية العالمي بسرطان الثدي، تتجدد الدعوة إلى أهمية نشر الوعي وتقديم الدعم للنساء المصابات أو المهددات بالإصابة. وهنا أود أن أحيي المملكة العربية السعودية على جهودها البارزة في هذا المجال، خاصةً من خلال جولف السعودية التي أطلقت مبادرة متميزة للتوعية بسرطان الثدي خلال جولة أرامكو للفرق في مدينة شينزين الصينية.
تم تزيين الحفرة رقم 16 في البطولة باللون الوردي كرمز للتوعية، وذلك ضمن مبادرة “الأحد الوردي” التي نظمتها جولف السعودية. وقد جاءت هذه المبادرة ضمن التزام الشركة المجتمعي وكجزء من حملة “شاهد الأثر”، التي تسعى إلى دعم القضايا الاجتماعية والاقتصادية والبيئية عالميًا. تم التبرع بعشر فحوصات للكشف المبكر عن كل “بيردي” و25 فحصًا عن كل “إيجل”، حيث ستتاح هذه الفحوصات للنساء في مركز Vista-SK الدولي الطبي في شينزين، ما يتيح لهن الفرصة للاستفادة من أحدث تقنيات الفحص الوقائي.
وكما نجحت مصر في دعم صحة المرأة من خلال مبادراتها المختلفة للكشف المبكر عن المرض وتقديم الرعاية اللازمة، أدعو المؤسسات الرياضية المصرية ذات الطابع العالمي إلى الاقتداء بمبادرة جولف السعودية وإطلاق حملات توعوية مماثلة لدعم كل امرأة، بما يعزز من فعالية وإنتاجية المجتمعات.