لاشك أن التعليم الفنى أضحى قاطره المستقبل لاسيما ومع استراتيجيه مصر ٢٠/٣٠ للتنمية المستدامه ولتحقيق تلك الاستراتيجيه يجب الاهتمام بمنظومه التعليم الفنى بكافة صوره من منهج ومعلم ومدرسه لتحقيق بيئه متكامله لتحسين مخرجاته ونستعرض فى مقالنا هذا عدد من تجارب التعليم الفنى والتى يجب التوقف عندها لدراستها والاستفادة من تطبيقاتها كمؤشر لانجاح ونجاح تجربه التعليم الفنى
فى مصر ومن واقع المسئولية وعملى سابقا كنائب لوزير التربية والتعليم للتعليم الفنى
عندنا تجربة فريدة من نوعها اسمها مدارس المياة و الشرب في التعليم الفني .. و هي مثال مهم جدا لما يعرف بنظم التعليم المبنية علي الطلب و ليس العرض Demand-driven-system. حكايتها ايه؟؟
شوف يا سيدي .. هذه المدارس تخضع لما بات يعرف بالتعليم في بيئة العمل Work-Based-Learning .. يعني ايه؟؟
يعني ان هذه المدارس انشأتها شركة المياه و الشرب بعدد ٥ مدارس في اقاليم الدولة وربما وصل العدد الي ٦ الان داخل الشركة ذاتها و تديرها بنفسها و طبعا الوزارة تعتمد المؤهل.
طيب كيف تقوم هذه المدارس علي الطلب و ليس العرض؟
الفكرة هنا ان كل مدرسة تخدم مثلا ٣ محافظات و لتكن المنوفية و الغربية و الشرقية .. فكيف يتم تحديد الاعداد المقبولة كل سنة للالتحاق بالمدرسة و كيف يتم توزيع الاعداد علي المحافظات الثلاث؟؟
هنا تكمن الفكرة التي تربط بين اعداد الطلاب الملتحقين بالمدرسة و بين فرص العمل بعد التخرج عن طريق الحصر المستمر سنويا لاحتياجات شركة المياه و الشرب في المحافظات الثلاثة من الايدي العاملة الفنية المدربة في التخصصات المختلفة داخل الشركة في الاعوام القادمة .. و من ثم يتم تحديد الاعداد المقبولة في المدرسة من كل محافظة وفق احتياجات الشركة المستقبلية فيها .. مثلا العدد الكلي المطلوب هو ١٠٠ طالب موزعة كالاتي:
٣٠ فني في المنوفية بعد ٣ سنوات
٤٠ فني في الشرقية بعد ٣ سنوات
٣٠ فني في الغربية بعد ٣ سنوات
——————————
١٠٠ المجموع
بعد ٣ سنوات يتم تخرج الدفعة المقبولة هذا العام فيتم توظيفها في شركة المياه و الشرب وفق الاعداد اعلاه في الوظائف المختلفة.
هذا بالضبط ما هو مطلوب تخطيطه في كل برامج التعليم وفق احتياجات الوظائف ووفق الطلب الحقيقي لسوق العمل.
