“الفلوس تغير النفوس”..سطوة المال هل تبدل الحال؟

 

كتبت: ياسمين علاء، إيمان علاء

الحقيقة أن هناك من يغيِّره المال، وهذا بالفعل يتواجد فيفقده توازنه أو صوابه، ويتصرف وكأنّه امتلك الدنيا وما عليها، وبالمقابل هناك أشخاص لم ولن يفرق معهم المال ولكن يفرق معهم حب الأشخاص والجماهير لهم.

وهناك العديد من المقولات الشائعة التي يردِّدها الناس منها “الفلوس تغيِّر النفوس”، “والمال يغيِّر الحال” لكن يصعب أحياناً الجزم بمدى صحتها إلا بعد المخاطرة بها والتجربة.

فقد أصبح المال هو المسيطر الأساسي حاليًا على كرة القدم وعقول اللاعبين، وذلك مع ظهور أصحاب الأموال بقوة سواء في الكرة العالمية أو العربية.

وفي الفترة الماضية ظهرت ظاهرة غريبة من لاعبي كرة القدم، تعجب منها الجميع وفقدت ثقة الجماهير التي كانت تضع اسمهم وسط الأساطير، فجعلوا الجميع يتبدل احواله ويفكرون لماذا فعلوا ذلك؟ هل بسبب المال؟.

فشهد المارد الأحمر استغناء العديد من لاعبي كرة القدم، له رغم احتياجه لهم ولكن دائما يبقى الأهلي لم ولن يقف على أحد، فجاء اليوم الذي قرر فيه مجلس إدارة الأهلي برئاسة محمود الخطيب الاستغناء عن عبد الله السعيد لاعب وسط الفريق الأول لكرة القدم، سواء عن طريق الإعارة أو البيع، سهلاً علي الجميع داخل القلعة الحمراء.

فهي في البداية كانت رغبة لاعب الأهلي في خوض تجربة الاحتراف، وكان عرض نادي أهلي جدة السعودي، إلا أن رفضت لجنة الكرة برئاسة محمود الخطيب ، ومنحه لزميله مؤمن زكريا، هو الأساس في اتخاذ اللاعب قرارا بعدم الاستمرار داخل القلعة الحمراء.

وظلت رغبة اللاعب مستمرة في الرحيل عن المارد الأحمر، بجلسة مع مسئولي الزمالك وتسريب خبر بالتوقيع، ثم التأكيد من جديد على عدم الاستمرار داخل القلعة الحمراء، وحضور تركي آل الشيخ وإنهاء كل شيء.

وقد جاءت الأحداث تتوالى وأعلن حارس مرمى الأهلي المصري، شريف إكرامي رحيله عن القلعة الحمراء، وكان ذلك طريق انفصال مع الماد الأحمر.

وقال إكرامي في رسالة وداع مؤثرة عبر تويتر: “بعد مشوار امتد اكثر من 23 عاما ناشئا ولاعبا بالفريق الأول ومع اقتراب نهاية تعاقدي الحالي، فقد استخرت الله في اتخاذ أحد أهم قراراتي وأصعبها داخل النادي الأهلي والتي بها أرفع الحرج عن مجلس الإدارة التي أكن لها كل احترام ولما استشعرته أيضا من حساسيه تجاه هذا الملف”.

وأضاف “23 عاما اعتدت فيهم علي تحمل المسئولية داخل الملعب فلا يوجد متعة في كرة القدم أكثر من متعة المباريات والمشاركة فيها حاملا شعار الأهلي، وظل هدفي خلال الفترة الماضية محاولة العودة من جديد للعرين بالجهد الشاق والصبر منتظرا فرصة حقيقية ولكن يوم تلو الأخر يصبح الواقع أكثر صعوبة”.

وأوضح “صراع معنوي شديد أجبرني علي ضرورة اتخاذ القرار الأصعب، فهو النادي الذي بداخلي ذكرى جميلة في كل ركن من أركانه والفريق الذي لم أتخيل ان أحمي عرينا آخر سواه، فالقرار كان عبئا نفسيا ثقيلا ولكن ترك مركزي بلا أزمات فنيه واستقرار الفريق وموقف الإدارة، كلها عوامل أعانتني على اتخاذ القرار”.

وأوضح “صراع معنوي شديد أجبرني علي ضرورة اتخاذ القرار الأصعب، فهو النادي الذي بداخلي ذكرى جميلة في كل ركن من أركانه والفريق الذي لم أتخيل ان أحمي عرينا آخر سواه، فالقرار كان عبئا نفسيا ثقيلا ولكن ترك مركزي بلا أزمات فنيه واستقرار الفريق وموقف الإدارة، كلها عوامل أعانتني على اتخاذ القرار”.

وأردف “لم أكن أنوي مطلقا اتخاذ قرار اللعب خارج النادي الأهلي، لكن في نفس الوقت حاولت جاهدا السيطرة علي رغبتي في التواجد داخل الملعب، فترة ليست بالقصيرة دامت أكثر من عامين شهد فيهم الجميع باحترافي والتزامي الكامل، مطبقا كل ما تعلمته من مبادئ ونظام و سلوك طوال مسيرتي داخل النادي”.

وتابع: “لم يكن هنالك أي خيار غير ضرورة البحث عن مكان اخر أتواجد فيه داخل الملعب، قرار يقبله و يدعمه العقل ويرفضه بشده القلب، فالنادي الأهلي و جمهوره هما الأساس الذي صنع اسم وعائلة إكرامي، لكن رغبتي الشديدة في المشاركة داخل الملعب قبل فوات الأوان حالت دون استمراري”.

وشدد “كل التفاصيل و ما يخص خطوتي المقبلة سوف أعلن عنها بوضوح حين الاستقرار عليها وفي التوقيت المناسب، كل تركيزي الآن مع فريقي لتحقيق موسم أخير ناجح يرضي طموحات جمهورنا الكبير والأداء بإخلاص حتي آخر يوم لي داخل القلعة الحمراء”.

واختتم حديثه: “بنهاية الموسم الحالي ينتهي دوري كلاعب داخل جدران بيتي، بإرادتي أرحل من الباب الكبير، مرفوع الرأس، فخورا بما حققته، باحثا عن تجربة وتحدي جديدين، وسأظل دائما ممتن لهذا الكيان وفخورا بانتمائي له ولجمهوره أصحاب الفضل بعد الله في كل شيء، وأعود إليه يوما ما مستقبلا إذا شاءت الأقدار”.

حيث مكث إكرامي صاحب ال36 عاما، داخل جدران الأهلي منذ أن كان من أبناء قطاع ناشئي الأهلي، ورحل عنه في 2005 إلى فينورد الهولندي، كما لعب معارا لأنقرة جوتشو التركي، إلى أن عاد إلى مصر في 2009 عبر بوابة الجونة، ثم عاد إلى القلعة الحمراء بعدها بعام.

حيث وصلت أيضا علاقة اللاعب حسام عاشور مع القلعة الحمراء إلى طريق مسدود، عندما خانته الألفاظ بعدما وصل إلى مكانة مميزة في قلوب الأهلاوية.

واختتم الإستغناء من النادي الأهلي المصري، بالجناح الدولي رمضان صبحي، المنتهية إعارته من هادرسفيلد الإنجليزي، حيث ابلغ رغبته بالانضمام الى نادي بيراميدز وعدم إكمال المشوار مع حامل لقب الدوري.

وقد نقل النادي في بيان لمدير التعاقدات أمير توفيق، أنه قد انطلقت مفاوضاته مع هادرسفيلد لشراء عقد اللاعب الذي انتهت إعارته في 30 يونيو الماضي “بعد موافقته وإبداء رغبته في الاستمرار.. ما لم يتلقَّ اللاعب عرضا أوروبيا يحقق طموحاته”.

وبالفعل انتقل اللاعب رمضان صبحي لفريق بيراميدز، وتم استغنائه عن المارد الأحمر بكامل ارادته.

ومن هنا بدأت جماهير الأهلي تتسأل لماذا يحدث كل ذلك، هل “الفلوس تغير النفوس”؟!، ولكن اتضح بالفعل ذلك وإن سطوة المال تغير الحال.

 

ولم يكن هؤلاء فقط من تركوا انتمائهم، بل جاء أيضا عصام الحضري حارس مرمى الوسط الكروي في مصر بالهروب من النادي الأهلي والانتقال لصفوف سيون السويسري خلال موسم 2008-2009.

بالرغم من أنه كان يلعب اساسيًا مع الفريق الأحمر رغم خلافاته مع المدرب مانويل جوزيه في ذلك الوقت، وقد كان يقدم أفضل مالديه من خدمات في مصر مع المنتخب وحصوله على كأس أمم أفريقيا للمرة الثانية على التوالي.

ولم يرفض الحضري تجديد عقده أو يطلب الانتقال أو يرفض الانضمام للأهلي، بل قام بفسخ عقده مع النادي من جانب واحد ووقع لسيون السويسري.

ويأتي أيضا حازم إمام حيث صرح عن عرض أهلاوي كبير كان مقُدم له خلال فترة لعبه مع الزمالك، لكنه رفضه حبًا في القميص الأبيض وإنتمائه.

أكد حازم إن كان هناك شخص مقرب جدًا من مجلس إدارة الأهلي ومن أكبر مشجعي النادي فاتحه في الانتقال للأحمر مقابل عرض مالي أكبر كثيرًا مما يحصل عليه في الأبيض، لكنه رفض الأمر رغم سعادته بهذا الطلب.

ونأتي للاعب صاحب الـ35 عامًا مجدي طلبة، فا في صيف 1998 رفض تجديد عقده مع الفريق الأحمر وانتقل إلى الإسماعيلي.

وقام المارد الأحمر بضم مجدي طلبة بعد رحلة احتراف في أوروبا عام 1995 وقد كان خلال 3 سنوات أحد أبرز نجومه وعناصره.

وقد عرض الأهلي تجديد العقد لموسم واحد بزيادة مالية قدرها 50 ألف جنيهًا مصريًا لكن اللاعب كان له رأي أخر وطلب 60 ألف وهنا رأت الإدارة وتحديدًا الراحل ثابت البطل أن هذا إملاء شروط على النادي ولم يقبل الأمر أبدًا.

وانتقل مجدي طلبة إلى الإسماعيلي ليلعب موسمًا واحدًا، طلب العودة للأهلي من جديد لكن الأبواب كانت مغلقة مما دعاه لاعتزال اللعب.

وتتوالى الأحداث فا في صيف 2007 أعلن الأهلي تعاقده مع محمود عبد الرازق شيكابالا لاعب باوك اليوناني، وقد وقع اللاعب على العقود والتقط الصور مع مسؤولي النادي ونشرت مجلة الأهلي الرسمية بعضًا من تلك الصور.

ومسرعًا تراجع اللاعب عن موقفه عقب تلقيه اتصالات من مسؤولي الزمالك يطلبون منه عودته للفريق ويتعهدون بحل مشكلته مع باوك، والتي كان الأهلي سيحلها.

ولكن لم تمانع إدارة الأهلي ولم تقف أمامه فقد تقبلت الأمر، وأعادت العقود لشيكابالا وانضم اللاعب للزمالك بالفعل.

وفي صيف 2007 أتم الأهلي الصفقة التي يحلم بها بالتعاقد مع حسني عبد ربه لاعب ستراسبورج الفرنسي، لكن هذه الخطوة أشعلت غضب جماهير الإسماعيلي في مصر، حيث كانوا العامل الأساسي في الضغط عليه.

جماهير الدراويش ضغطوا بكل قوة على حسني للتراجع عن اللعب للأهلي حتى أنهم حملوا “نعشًا” له في شوارع الإسماعيلية وبجوار منزله.

النهاية كانت بتراجع اللاعب ورفضه إتمام الصفقة مع الأهلي، وقد أعاد له النادي العقود وأغلق الملف تمامًا.

وقد أتم الأهلي صفقة مهمة في صيف 2003مع وائل القباني حين استغل نهاية عقد وائل القباني مع الزمالك وفشل مفاوضات تجديده بين الطرفين.

وحصل الفريق الأحمر على توقيع المدافع المصري بالفعل، لكن القباني تراجع عن تلك الخطوة بعدما رضخ مسؤولو الزمالك لطلباته المالية وتوصلوا معه لاتفاق حول تجديد العقد، وبالفعل أعاد الأهلي العقود للاعب دون أي مشاكل.

وبرر القباني تراجعه عن اللعب للأهلي بكشف تفاصيل الجلسة التي شهدت توقيعه على العقود رغم طلبه الحفاظ على سريتها حتى نهاية مسيرته مع الزمالك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى