2000 من الشباب الإفريقى يزورون بكين و50 ألف منحة دراسة الثمار الأولى لمنتدى التعاون “الصين – أفريقيا”

تقرير – محمد عيد:
“الصين – أفريقيا”، بداية الانفتاح الاقتصادي مع العالم، وتدافع الاستفادة والنفع المتبادل، وسط منافضة لرفض فكرة الاقتصاد الأحادي، وسعيًا نحو تنمية العالم النامي، لإقامة مجتمع ذات مصير مشترك للبشرية كلها، هكذا كانت كلمة الصين، على لسان رئيسها شي جين بينج، في فعاليات منتدى التعاون “فوكاك”، ف فى قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة الصينية (بكين)، وذلك بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى وعدد كبير من القادة الأفارقة والسكرتير العام للأمم المتحدة ورئيس المفوضية الأفريقية و27 منظمة دولية وأفريقية.
وأوضح الرئيس الصينى إن الصين حريصة على إقامة مشاريع مشتركة بين الصين وافريقيا وعمل حوار وعمل متبادل بينهما بما يصون المصلحة المشتركة بينهما، لافتا إلى حرص الصين على العمل على إقامة مجتمع مشترك مع أفريقيا لتنمية الطرفين لتحقيق التوأمة والتنمية المشتركة، والاستراتيجيات التنموية لكلا الطرفين.
وأكد الرئيس الصينى، إن بكين تعمل على تعزيز التعاون فى المجالات الاقتصادية الجديدة، وإقامة مجتمع مشترك لتحقيق رفاهية الشعب عبر تطوير العلاقات الصينية الإفريقية، كما تعمل الصين أيضا على مكافحة الفقر فى الدول الأفريقية، بجانب العمل على الازدهار الثقافى بين الحضارات الصينية والأفريقية، وتوفير قوى مستنيرة لتحقيق النهضة فى الثقافة والفن والرياضة والمرأة والشباب.
وأشار شي جين بينج، إلى حرص الصين على تعزيز السلام ودعم الدول الأفريقية، عبر إقامة مجتمع مشترك لتحقيق السلام والأمن المشترك، وكذلك العمل سويا على إقامة مجتمع متعايش يعيش فى بيئة نظيفة لجميع الشعوب.
من جانبه دعا الرئيس الرواندى، بول كاجامه، لزيادة استثمارات القطاع الخاص فى دول القارة، معربا عن أمله فى مشاركة بالدول الإفريقية بالمبادرات الدولية فى هذا الصدد.
وأشاد رئيس رواندا خلال كلمته، بفعاليات منتدى “الصين – إفريقيا”،بالإصلاحات الاقتصادية لدول القارة، مشددا على أن دول القارة ليست بدائية، كما يعتقد البعض، منوهًا للتوسع الكبير للاستثمارات الصينية بدول القارة، مضيفًا: ” هناك مكاسب يتمتع بها جميع الأطراف من خلال المشاريع الاستثمارية فى القارة وستكون ذات فائدة للجميع”.
وأعرب رئيس رواندا، عن امله فى قواعد ترسخ العلاقات الصينية الإفريقية من أجل تحقيق مستقبل مشرق للجميع الأطراف، مشددا على أن الصين أثبتت بما لا يدعو مجالا للشك على أنها تريد تحقيق شراكة تحقق مصلحة جميع الأطراف كونها صديقا مخلصًا لكل دول القارة.
وكشف الرئيس الصينى شي جين بينج، عن دعوة 2000 من الشباب الإفريقى لزيارة الصين، وتدريب ألف نخبة أفريقية، وتقديم 50 ألف منحة دراسة للأفارقة فى الصين، وتقديم 50 ألف رحلة دراسية حكومية، و50 ألف فرصة للمشاركة فى الدورات الدراسية والندوات.
وأكد الرئيس الصينى على توفير تسهيلات للدول الإفريقية والمؤسسات المالية الإفريقية لإصدار سندات فى الصين، كما تعهد بزيادة البضائع الإفريقية ومشاركة دول القارة فى معرض الصين الدولى وإعفاء الدول الأقل نموا من رسوم المشاركة، وتنفيذ حملة لبناء القدرات الشبابية فى القارة.
وقال الرئيس الصينى، إن الصندوق الصينى الإفريقى يعمل على تنمية البنية التحتية لدول القارة، مؤكدا إقامة معارض إفريقية فى الصين وتشجيع الشركات الصينية على التوسع فى استثماراتها بالقارة الافريقية، ومساعدة دول القارة فى تحقيق الأمن الغذائيى بحلول 2030 والعمل مع إفريقيا على تنفيذ 50 مشروعا فى إطار المساعدات الزراعية وتقديم مساعدات غذائية إنسانية عاجلة بقيمة مليار يوان، مع إرسال 50 خبيرا زراعيا إلى إفريقيا.
وأكد “بينج” إن بكين تعمل على تنفيذ حملة السلم والأمن وحفظ السلام والاستقرار فى أفريقيا، عبر تقديم المساعدات العسكرية بدون مقابل، وإقامة المنتدى الصينى الأفريقيى للسلم والأمن لتوفير منبر لتعزيزه.
وأوضح الرئيس الصينى إنه تم توفير 50 مشروعا فى مجال السلم والأمن ومكافحة القرصنة والإرهاب فى أفريقيا وكذلك توفير دعم 60 مليار دولار عن طريق المساعدات الحكومية وإقامة شركات لتحقيقة التنمية الإقتصادية.
وفند الرئيس الصينى الـ60 مليار دولار المقدمة للدول الأفريقية، وقال إنها كالتالى، توفير 15 مليار دولار مساعدات وقروض بلا فوائد و20 مليار دولار كصناديق استثمارية و10 مليار دولار لتنمية المشروعات و5 مليارات دولار لدعم الاستيراد من أفريقيا ودفع الشركات الصينية لاستثمار 10 مليار دولار خلال السنوات الثلاثة القادمة فى أفريقيا.
وتعهد الرئيس الصينى بمنح الدول الأفريقية النامية والفقيرة من القروض الحكومية الصينية بدون فوائد حتى نهاية العام الجارى ، كما تعهد أن يكون الشباب موضع الأمل ويتصدر أولويات العلاقات الصينية الأفريقية عبر توفير وظائف لهم للعمل الفترة القادمة.
وأكد الرئيس الصينى أن التعاون مع أفريقيا أمامه أفاق رحبة وعلاقات شراكة وتعاون استراتيجى شامل بينهما تستشرف مستقبلا مشرقا .
وقال بينج – فى كلمته فى افتتاح فعاليات قمة بكين لمنتدى التعاون الصينى الأفريقى لعام 2018 – إنه “من دواعى سرورى أن أرى التئام أصدقائى القدماء والجدد فى أسرة الصداقة الصينية والأفريقية الكبيرة مرة أخرى بمناسبة قمة بكين لمنتدى التعاون الصينى الأفريقى لعام 2018”.
وتابع “قبل شهر ونصف، زرت أفريقيا للمرة الرابعة كرئيس صينى، كما تعد زيارتى التاسعة لقارة أفريقيا”، لافتا “وخلال زيارتى رأيت أراضى أفريقيا الخصبة وشعوبها الساعية وراء حياة السعادة، الأمر الذى يرسخ إيمانى بأن التنمية فى أفريقيا لا حدود لها ومستقبل أفريقيا مقبل على أمال عريضة”.
وأضاف بينج أن “الصين وأفريقيا لما لديهما من معاناة متشابهة ومهمة مشتركة تتضامنان وتتآزران فى الماضى، وتشقان الطريق بالتعاون والكسب المشترك، حيث ظلت الصين تلتزم بالصدق، والنتائج الحقيقية والصداقة، وحسن النية، والسعى وراء الخير الأعظم، والمصلحة المشتركة، وتتضامنان مع الدول الأفريقية بروح فريق واحد لتحقيق التقدم المستمر”.
وأوضح أن “الصين تلتزم بالصدق والمساواة فى التعاون، حيث ظل شعب الصين، البالغ عدده 1.3 مليار نسمة يربطه مصير بالشعوب الأفريقية البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة، يحترم أفريقيا ويدعمها ولا يتدخل فى جهود الدول الأفريقية، لاستكشاف طرق تنموية تتناسب مع ظروفها الوطنية، كما لا نتدخل فى الشؤون الأفريقية الداخلية، ولا تفرض الصين إرادتها على الآخرين ، ولا تربط أى شرط سياسى بمساعدات إلى أفريقيا ، ولا تسعى إلى كسب مصلحة سياسية لنفسها خلال الاستثمار والتمويل فى أفريقيا .
وأشار بينج بشكل خاص إلى إعطاء الدول الثلاث الجديدة التى انضمت إلى منتدى التعاون الصينى الأفريقى منذ قمة جوهانسبرج وهى جامبيا وساوتومى وبرنسيب وبوركينا فاسو ترحيبا خاصا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى