وزير التربية والتعليم: دمج قضايا التغيرات المناخية والتوعية بأهميتها في المناهج التعليمية

كتب:سعيدسعده

تنفيذًا لتوجيهات فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية بضرورة تكاتف جهود الدولة المصرية لمواجهة التغيرات المناخية، تستضيف مصر الدورة الـ 27 لمؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP 27، في الفترة من 6 حتى 18 نوفمبر الجاري.

 

وقال الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن هذا الحدث المهم بشأن واحدة من أهم القضايا التي تهم الإنسانية، وتؤثر على حاضر ومستقبل هذا الكوكب حيث المنشأ والحياة، وهي قضية “التغيرات المناخية”، مؤكدًا أننا نحاول معًا في إطار من التعاون المشترك، إيجاد سبل للنجاة نحو مستقبل أفضل للأجيال القادمة، لضمان مستويات أفضل من جودة الحياة في إطار بيئة صحية، وآمنة، وتنمية مستدامة خضراء.

 

وأضاف حجازي، أن الوزارة لديها خطة استراتيجية لرفع وعي الطلاب والمعلمين بأهمية قضايا التغيرات المناخية، ودمج عامل التغير المناخى والبعد البيئي فى جميع مشروعاتها ومناهجها، مشيرًا إلى أنه تم تنفيذ برنامج تدريبي وتوعوي خلال شهر أغسطس الماضي، حول مفاهيم قضايا التغيرات المناخية (ToT) لعدد (150) مدربًا، وذلك من خلال حقيبتين تدريبيتين إحداهما للمعلمين، والأخرى للمديرين، تحت عنوان: (دعم مهارات المعلمين والمديرين في تنمية الوعي الطلابي بالتغيرات المناخية، في ضوء متطلبات التنمية المستدامة).

 

وأوضح أن الحقيبة التدريبية تضمنت مناقشة مفاهيم البيئة، وقضايا المناخ الرئيسية، مثل (التغيرات المناخية، والتنوع البيولوجي، والاستدامة البيئية)، وما تتضمنه من معلومات، ومعارف فرعية، حيث تشمل هذه الحقيبة – إضافة إلى المعلومات المجردة – تطوير مهارات المعلمين والمديرين في بناء مجموعة من الأنشطة المصاحبة لموضوعات المناهج الدراسية التي يقومون بتدريسها أو الإشراف عليها؛ لإكساب الطلاب اتجاهات إيجابية نحو قضايا البيئة وحمايتها، واكتشاف طرق مبتكرة لتحقيق ذلك، تتفق مع مراحلهم الدراسية، وقدراتهم، ومهاراتهم، وأعمارهم، مع تطبيقها على أرض الواقع، ونشر التوعية بين الأقران، والأسرة، والمجتمع المحيط.

 

وأضاف، أن هناك فصلاً كاملاً في منهج اكتشف للصف الثالث الابتدائي عن آثار التغيرات البيئية من حيث وصف تلك التغيرات والمقارنة بين البيئات الطبيعية، وكذلك طرق تكيف الحيوانات في البيئات الطبيعية، وفي منهج الدراسات الاجتماعية هناك العديد من الدروس التي تتناول أهم المشكلات البيئية التي تواجه الموارد الطبيعية في مصر، مثل تلوث الهواء والتربة والماء وأسباب حدوثها والنتائج المترتبة عليها والتي تُعد التغيرات المناخية أحد نتائجها.

 

ولفت حجازي، إلى أن منهج اللغة العربية للصف الأول الابتدائي، يحث الطلاب على زراعة الأشجار، حيث أن تنمية وعي الأطفال لمواجهة التغيرات المناخية بتشجيع زراعة الأشجار للحفاظ على البيئة تحقيقًا لحملة “اتحضر للأخضر” نحو بيئة صحية مستدامة، وفي منهج اللغة العربية للصف الثالث الابتدائي هناك دروس خاصة بالتوعية بأهمية المحميات الطبيعية كنوع من الثروات البيئية النادرة والتي تستوجب حمايتها من التغيرات المناخية، فضًلا عن درس “إعادة التدوير” والتي تمثل إحدى التوصيات ذات الأهمية التي أصدرتها الأمم المتحدة لمواجهة التغير المناخي على الصعيدين المؤسسي والفردي.

 

وحول التوعية بأهمية الطاقة المتجددة، هناك موضوع كامل عن الطاقة المتجددة في منهج اللغة العربية للصف الرابع الابتدائي للتوعية بأهميتها وأبعادها وأهمية استخدامها وتأثيراتها الواسعة على تقليل الانبعاثات التي تمثل سببًا رئيسيًا في إحداث التغيرات المناخية، فضًلا عن التوعية بالآثار السلبية للتصحر والجفاف في منهج اللغة العربية للصف الخامس الابتدائي.

 

وتابع: “نظمت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مسابقة فنية للطلاب من مختلف محافظات مصر للتعبير عن القضايا المناخية عن طريق الأعمال الفنية، وتم تنفيذ تصفيات بين الطلاب واختيار أفضل المشروعات وتم تنفيذ معرض فني في المتحف القومي للحضارات المصرية بمشاركة وزيرة الثقافة ووزير البيئة، وجاء تحت عنوان “رسالة أطفال مصر للعالم”، وتم اختيار عدد من المشروعات وسيتم عرض مشروعاتهم على هامش مؤتمر COP 27 في مدينة شرم الشيخ”.

 

ولفت إلى أنه شارك في المرحلة النهائية ما يزيد عن 1000 طالب من كافة المحافظات في “المسابقة الفنية الوطنية للفنون حول تغير المناخ”، وقدموا أكثر من 1700 لوحة فنية، حيث يعد المعرض الفني لطلاب المدارس حول تغير المناخ، فرصة للأطفال للتعبير عن آرائهم ومخاوفهم بشأن قضايا المناخ والبيئة، وهو جزء من التعاون الاستراتيجي بين وزارة التربية والتعليم والتعليم والفني واليونيسف الذي يهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى 25 مليون طفل للعمل من أجل المحافظة على بيئتهم، وذلك من خلال تقديم دورات تدريبية حول تغير المناخ إلى 350000 معلم ومدير مدرسة داخل نطاق إدارتهم التعليمية.

 

كما بدأت الوزارة في تنفيذ مشروع مدارس مجتمع ذكية وصديقة للبيئة بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي بمحافظة مطروح، وتوصيل المياه العذبة للمدارس من خلال آبار تجميع مياه الأمطار، وتم تحويل هذه المدارس إلى الطاقة الشمسية عن طريق تركيب الألواح الشمسية على أسطحها مما يضمن إمدادًا منتظمًا بالكهرباء (400 كيلوواط/شهر/مدرسة)، كما تم تدريب الشباب من المجتمعات المستهدفة على صيانة الألوان وكذلك الأعمال التجارية الزراعية كفرصة للتوظيف، والاتصال بالإنترنت للتعلم عبر الإنترنت.

 

وأوضح أنه جاري تنفيذ مشروع المدارس الخضراء بالتعاون مع جمعية شجرة تمويل من برنامج الأغذية العالمي والذي يستهدف عدد 100 مدرسة بمحافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، والتعاون في إنشاء وتجهيز أسطح المدارس بزراعات بسيطة، وتجهيز فصل مفتوح فوق سطح المدرسة، فضًلا عن تنفيذ الطاقة المتجددة بالتعاون مع بنك التعمير الألماني وتمويل من الاتحاد الأوروبي والذي يستهدف عدد من طلاب التعليم الثانوي الفني والتعليم العام (مرحلة التعلم الابتدائي والأساسي) في 8 محافظات (البحيرة – قنا- الفيوم- بني سويف- المنيا – أسيوط – سوهاج – الشرقية)، وتنفيذ مشروع الطاقة الشمسية لعدد 116 مدرسة.

 

وافتتحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أول نماذج مشروع مدارس مصر المتميزة بالسويس، والتي توفر بيئة استثنائية في المدارس بأفضل جودة للطلاب حيث تحتوى المدارس على ملاعب وصالات رياضية لجذب الطلاب، فضًلا عن تطوير الواجهات الخارجية والحمامات والممرات والأبواب ونظام للطاقة الشمسية نظيف للطاقة.

 

وحول مشاركة الوزارة في قمة المناخ COP27 في مدينة شرم الشيخ، أوضح الوزير أنه سيشارك في جلسة بعنوان “مشروع المدارس المفتوحة للجميع التي تدعم التكنولوجيا” وذلك يوم 9 نوفمبر الجاري، لتبادل الرؤى الدولية حول اتجاه ما بعد الوباء بشأن التحول الرقمي لنماذج التعليم في سياق تغير المناخ مع رؤية مشتركة لتعزيز مرونة أنظمة التعليم، واكتشاف أوجه التآزر وإمكانيات تقاسم الموارد عبر البلدان والشركاء.

 

كما ستشارك الوزارة في فعاليات الجلسة بعنوان “تعليم تغير المناخ: تحفيز الأطفال لاتخاذ إجراءات في مصر بشأن تغير المناخ” والتي ستقدم الجهود المشتركة للوزارة مع شركائها في مجال التثقيف بشأن قضايا المناخ.

 

وفي يوم 10 نوفمبر تشارك الوزارة في جلسة بعنوان “معالجة العمل المناخي من خلال توفير التعليم وإعطاء فرص متكافئة للجميع”، وذلك بهدف تسليط الضوء حول مسابقة COP27 للطلاب حول العمل المناخي وإبراز الفائزين، فضًلا عن المشاركة في جلسة وزارية بعنوان “مطالبة الشباب بتعليم مناخي جيد”، وذلك بهدف تعزيز الحوار بين الشباب وصانعي السياسات لتشجيع البلدان على ضمان الجودة.

 

كما ستشارك الوزارة في جلسة بعنوان “إطلاق العنان لقوة التعليم من أجل مستقبل الكوكب” وذلك لتسليط الضوء حول الإطار الشامل لسلامة المدارس الذي تم إطلاقه مؤخرًا كحل فعال للتكيف مع المناخ لحماية أنظمة التعليم.

 

وتختتم الوزارة مشاركتها في جلسة بعنوان “تسريع تغير المناخ والتنمية المستدامة الخضراء التعليم المرتبط بالمعرفة والاستخدام في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” وذلك بهدف اكتساب الخبرة في التقنية الخضراء وفتح فرص الوظائف الخضراء لتنفيذ الأهداف المتعلقة بالمناخ وأهداف التنمية المستدامة خاصة في المناطق الريفية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى