وزير التعليم العالى يلقى كلمة مصر أمام الدورة41 للمؤتمر العام لليونسكو

كتب-سعيد سعدة: 

ألقى د. خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى، رئيس اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو، صباح اليوم الخميس، كلمة جمهورية مصر العربية أمام الدورة (41) للمؤتمر العام لليونسكو.
فى بداية كلمته هنأ الوزير كلاً من السيد السفير “سانتياغو إرازابال موراو” بمناسبة انتخابه رئيسًا للدورة الحادية والأربعين للمؤتمر العام، والسيدة “أورديه آزولاى” المديرة العامة للمنظمة على إعادة انتخابها لفترة ولاية ثانية، متمنيًا لهما التوفيق فى أداء مهامهما الجديدة.
وأشار د.خالد عبدالغفار إلى مشاركة مصر مع 19 دولة أخرى، فى تأسيس منظمة اليونسكو العريقة منذ 75 عامًا، اقتناعًا منها بأهمية بناء حصون السلام فى عقول البشر، وبضرورة تأمين فرص التعليم تأمينًا كاملاً متكافئا لجميع الناس، وإيمانًا منها بأن بلوغ السلم الدولى يمر عبر توطيد أُطر التعاون بين الدول فى ميادين التعليم والعلوم والثقافة.
وأعرب وزير التعليم العالى، عن سعادته فى المشاركة فى الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس منظمة اليونسكو، مؤكدًا أنها تمثل فرصة مواتية للتفكير فى سبل تعزيز دورها الفريد فى المنظومة الأممية، مشيرًا إلى ما يموج به عالم اليوم من تحديات فى مجالات التعليم، والعلوم، والثقافة، خاصةً فى ظل تبعات جائحة كورونا، يضاعف من حاجة العالم لنشر قيم السلام والتسامح، والمحافظة على التراث الثقافى والطبيعى، وضمان جودة التعليم لملايين البشر فى شتى أرجاء العالم، وبالأخص أولئك الذين شهدت عملياتهم التعليمية ارتباكًا لا مثيل له فى تاريخنا الحديث.
وأضاف عبدالغفار أن العالم بات بحاجة أكثر من أى وقت مضى إلى نشر ثقافة التضامن بين الشعوب ومعالجة التفاوت غير المسبوق فى مستويات التعليم، متطلعًا إلى اعتماد الإستراتيجية المقبلة للمنظمة خلال الفترة من 2022 إلى 2029، على النحو الذى سبق مناقشته فى الدورات السابقة للمجلس التنفيذى، والذى سوف يمنح المنظمة إطارًا هامًا يُمكِّنها من مواجهة تلك التحديات الدولية المتنامية، ومساعدة الدول الأعضاء فى بلوغ الأهداف التنموية فى أجندة 2030.
وأكد وزير التعليم العالى على الاهتمام الكبير الذى توليه الدولة المصرية؛ لتفعيل الأولوية العامة لإفريقيا فى اليونسكو، حيث تولت مصر خلال الفترة الماضية برئاسة مجموعة العمل المعنية بقطاع الثقافة فى المجموعة الإفريقية، والتى صاغت خارطة طريق تعكس الاهتمامات الإفريقية فى هذا القطاع الهام، تتمحور حول تطوير قدراتها فى مجال استعادة ممتلكاتها الثقافية وتطبيق اتفاقية 1972 الخاصة بحماية التراث الثقافى والطبيعى، مع الأخذ بعين الاعتبار احتياجاتها التنموية، موجهًا الشكر لكافة وفود الدول الأعضاء بالمجلس التنفيذى على إقرارها لهذه الأولويات الإفريقية، وللسكرتارية على الجهد الذى بذلته فى ترجمتها إلى خطط عمل تنفيذية، متطلعًا إلى اعتمادها فى الدورة الحالية للمؤتمر العام بحيث يتسنى تطبيقها اعتبارًا من العام المقبل.
كما أشار عبدالغفار إلى الأهمية التى توليها الدول الإفريقية لقضية استرداد آثارها، لاسيما وأن العالم سوف يحتفل بعد ثلاثة أيام باليوم العالمى لمكافحة الإتجار غير المشروع فى الممتلكات الثقافية، وهو اليوم الذى أعلن عنه فى المؤتمر العام فى دورته الماضية استنادًا إلى المقترح المصرى، مشيدًا بجهود الرئيس الفرنسى فى إعادة 26 قطعة أثرية إلى موطنها الأصلى بدولة بنين الشقيقة
ودعا الوزير جميع الدول إلى اتباع هذا النهج فى إعادة القطع الأثرية الإفريقية إلى موطنها الأصلى دون قيد أو شرط، من أجل تعزيز علاقات الأخوة والتفاهم واحترام حضارة الآخر وثقافته.
ولفت عبدالغفار إلى الدور المصرى على مدار العقود الماضية فى تطوير علاقات وروابط وثيقة بمنظمة اليونسكو، مشيرًا إلى نماذج التعاون الناجحة، ومنها حملة إنقاذ معابد النوبة التى تُعد أكبر وأنجح حملة نفذتها المنظمة فى تاريخها، وساهمت فى تسليط الضوء على أهمية حماية التراث الثقافى والطبيعى، ومهدت الطريق لاعتماد اتفاقية 1972 التى سوف يتم الاحتفال بها العام المقبل بمناسبة مرور 50 عامًا على اعتمادها، وكما تقوم مصر حاليًا بالتنسيق مع سكرتارية اليونسكو؛ لتنظيم فعالية عالمية للاحتفال بهذه الذكرى الهامة عام 2022.
كما أكد الوزير على استمرار الالتزام المصرى بالمنظمة ومقاصدها، مشيرًا إلى ترشيح مصر لعضوية المجلس التنفيذى للمنظمة عن الفترة من 2021 إلى 2025، والذى يؤكد حرص الدولة المصرية على تحقيق التوافق، وطرح ودعم مبادرات للمنظمة فى مجالات عملها بما يفعل من دورها فى شتى أرجاء العالم، ولاسيما الدول النامية، مشيرًا إلى تعميم تجربة مصر الرائدة فى مجال إصلاح منظومة التعليم، من خلال المكاتب الميدانية المختلفة للمنظمة، والعمل على ضمان التطبيق الناجح للتوصيتين المطروحتين على جدول أعمال دورتنا الحالية، والمتعلقتين بأخلاقيات الذكاء الاصطناعى والعلم المفتوح، والتى شاركت مصر فى صياغتهما بفاعلية، وتعزيز حماية التراث الوثائقى فى ضوء تمكن مجموعة العمل المعنية بإصلاح برنامج ذاكرة العالم التى شاركت فيها مصر، من التوصل إلى تسوية تمكن من استئناف كافة أنشطة البرنامج، وذلك فضلاً عن استضافتنا لعددٍ من الفعاليات الدولية الهامة بالتعاون مع اليونسكو، أبرزها مؤتمر إطلاق عقد المحيطات الدولى فى القارة الإفريقية خلال شهر ديسمبر المقبل.
وفى ختام كلمته أعرب عبدالغفار عن تطلعه إلى دورة موفقة وناجحة للمؤتمر العام، تضيف للنجاحات التى حققتها اليونسكو خلال الــــ75 عامًا الماضية، وتمكننا من اتخاذ القرارات الصائبة التى تنعكس إيجابيًا على شعوب العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى