في ذكري ميلاده .. تعرف على لمحات من مسيرة الفنان عامر منيب الفنية

تقرير –  إيمان عبدالحميد:

اليوم تمر الذكري الخامسة والأربعين لميلاد الفنان عامر منيب، العبقري الذي استطاع في فترة وجيزة صنع شعبية هائلة لم تتأثر رحيله غير المتوقع المفاجئ تأثرًا بالمرض اللعين.

وُلد الفنان عامر منيب بالجيزة في يوم 2 سبتمبر عام 1963 لعائلة فنية، حيث أن جدته هي الفنانة الراحلة ماري منيب، ولقد اعتاد الذهاب مع جدته إلى مسرح نجيب الريحاني لمشاهدة أعمالها وأعمال زملائها من الفنانين، وكان مولعاً بالمسرح والتمثيل ولكن كان مولعا بالغناء أكثر بين أصدقائه.
وجاء اكتشافه فنيًا عن طريق الصدفة فلقد كان يستعد في شهر رمضان عام 1987 للسفر الي أستراليا للحصول على الدكتوراة، والعمل بإحدى الجامعات هناك، وأثناء تناول السحور مع أصدقائه بأحد الفنادق ليودعهم قبل السفر تصادف وجود بعض كبار الفنانين في نفس الفندق وكان من ضمنهم الموسيقار حلمي بكر، وقد ألح عليه زملاؤه للغناء، فقام عامر بأداء أغنية (الفن) لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وأعجب جميع الحضور بصوته وقام الفنانين المذكورين بدعوته للجلوس معهم وكانت مفاجأة لهم حينما اكتشفوا أنه حفيد الفنانة الكبيرة ماري منيب، وأخذه الموسيقار حلمى بكر، على حدة وشجعه بشدة وطالبه بضرورة البقاء في مصر وعدم السفر لكون هناك مستقبل كبير ينتظره بشرط أن يثقل موهبته بالدراسة.
خضع “عامر” بالفعل بشكل كامل لدروس الأستاذ عاطف عبد الحميد (أستاذ الموسيقى الشهير لآلة العود وعميد كلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان) وتعلم عامر على يديه المقامات الموسيقية وقام بإحضار أستاذ آخر متخصص تعلم على يدية أصول وقواعد العزف على آلة العود. ثم قرر عامر تعلم فنون العزف على آلة البيانو، وبعد إجتيازه هذه الدروس قام بتكوين فرقة موسيقية صغيرة انتقل بها للغناء في الفنادق الكبرى، ولم يكن له أغاني خاصة به حينها فكان يقدم أشهر وأجمل أغاني عبد الحليم حافظ وحقق بها شهرة جيدة ، ثم قرر أن يكون له لون غنائي خاص به وإصدار ألبوم غنائي يحمل صوته بأغاني مستقلة له
بدأ “عامر” فعلاً تجهيز ألبومه الأول علي نفقته الخاصة ولقد قام ببيع سيارته الخاصة بل واستدان من أصدقاءه لكي يتمكن من تجهيز وتنفيذ الألبوم ودفع أجر فرقته الموسيقية وحجز الاستوديو. ورغم انه لا يملك المال الكافي أصر على أن يتعاون مع مجموعة من كبار الشعراء والملحنين مثل مدحت العدل وصلاح الشرنوبي ورياض الهمشري وآخرين واستدان مرةً أخرى من أجل طبع الألبوم وتوزيعه، وبالفعل أصدر الالبوم بعنوان لمحي عام 1990.

ورغم الدعاية المحدودة التي صاحبته إلا أن الألبوم حقق نجاحاً نسبياً دفعه للاستمرار على الساحة، فبدأت عروض شركات الإنتاج تتوالى عليه بعد أن أصبح له قاعدة جماهيريه من الشباب، فتوالت ألبوماته الناجحة بعد ذلك حيث قام منذ هذا التوقيت بإصدار تقريبا عشرة ألبومات كان أنجحها البومي “أيام وليالي وفاكر”، وكان من الطبيعى أن تلتفت له أنظار منتجي ومخرجي السينما بعد هذا النجاح فتم إسناد بطولة فيلم سحر العيون له مع حلا شيحة ونيللي كريم ومحمد لطفي وتم عرضه عام 2002 وحقق نجاحاً جماهيرياً كبيرا، حيث تجاوزت إيراداته حاجز المليوني والنصف مليون جنيه.
ثم جاء فيلمه الثاني كيمو وانتيمو مع مي عز الدين ووحيد سيف وطارق عبد العزيز وإيناس النجار من تأليف محمد البيه وإخراج حامد سعيد وتم عرضه في سباق موسم 2004.

يضاف الى ذلك فيلم “الغواص” في موسم 2005 مع داليا البحيري وحسن حسني وسامي العدل من إخراج فخر الدين نجيدة، ولم يحقق الفيلمان المذكوران نجاحاً جماهيرياً يذكر وبرر عامر فشل التجربتين بالتوقيت السيئ الذي تم عرضهما فيه.
وأخيراً فيلم كامل الأوصاف في موسم 2006 مع حلا شيحة، وعلا غانم، ورجاء الجداوي، وحسن حسني، وخالد سرحان، وأحمد سعيد عبد الغني، من تأليف أحمد البيه وإخراج أحمد البدري ، ثم أصدر عامر في عام 2009 أغنيته الدينية الوحيدة (يا الله) بعد عودته من أداء العمرة.
ويُذكر أن عدد ألبوماته التي  زادت من رصيد محبة النا له 12 ألبوم بداية من عام 1990 حتي آخر ألبوم عام 2008 وهي ” يا قلبي، أول حب، علمتك، فاكر، أيام وليالي، وياك، الله عليك، حب العمر، هاعيش، كل ثانية معاك، حظي من السما”.
توفي صباح يوم السبت 26 نوفمبر 2011، في مستشفى دار الفؤاد عن عمر يناهز 48 عامًا بعد صراعٍ طويلٍ مع مرض السرطان دام أكثر من عامين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى