هويدا عزت تكتب.. فقاعة اللايف كوتشينج

الـلايف كوتشينج، عبارة أصبحت تتردد في المجتمع من حولنا، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وتنتشر الكلمة باللفظ الإنجليزي مكتوبًا بالأحرف العربية، حيث ظهر هذا المصطلح داخل الملاعب الرياضة بأنواعها، فبجانب دور المدرب الرئيسي في وضع الخطط، يظهر دور أخر يتعلق بتحفيز اللاعبين، وتزويدهم بروح الفريق؛ لبذل المزيد من الجهد أثناء اللعب.

 

وإذا نظرنا إلى تعريف اللايف كوتشينج نجد أنه لم يظهر لنا بصورة محددة، ولكنه يقدم ذلك النوع من التدريب المُتعلق بتغيير العادات أو بالمشاكل الزوجية، أو علاج الإدمان، وآخر للمديرين في الشركات والمؤسسات، ولايف كوتشينج لعلاج الخوف والقلق، وغيرها.

 

كما أن اللايف كوتشينج غالبًا ما يصف نفسه على أنه ليس معالجًا نفسيًا، بمعنى أنه لا يعلاج مرضًا ولا يتدخل بأي تقنيات علاجية، أنه يقوم فقط بعملية تدريب شخص أو مجموعة من الأشخاص، وهو غير مُتخصص في نطاق بعينه، وقد يكون خريج أحدى كليات الصيدلة أو الحقوق أو التربية الرياضية، وغيرها.

 

ويقوم مدرب اللايف كوتشينج بتقدم نصائح إيجابية وعامة، ولكن لا يمكن أن تطبق على الجميع لأنها ليست مدروسة أو مُخصصة لحالة بعينها، وقد تؤثر بعض تلك النصائح على بعض الحالات بالسلب، لأنه في النهاية يُقدم نصائح عامة دون خطة تنفيذ أو متابعة للتنفيذ مما قد يصيب الشخص بالإحباط أن لم يستطع القيام بما نُصح به.

 

ويضيف بعض الذين حضروا محاضرات اللايف كوتشينج بأنها تجعلهم يروا الدنيا جميلة خالية من المشاكل والحياة سهلة، ولكن بعد انتهاء تلك المحاضرات، وجدوا أنها لا تُمثل الواقع واصفين تلك المحاضرات بالمُسكن الذي يُعالج العارض، ولكنه لا يعالج المرض نفسه.

 

كما أن أغلب مدربي اللايف كوتشينج يرددون عبارات مثل “ابتسم وسيبتسم العالم لك”، “السعادة هي مسألة اختيار شخصي”، “من لم يفشل لن ينجح”، “أن تراه في حياتك الآن ليس إلا انعكاسًا لأفكارك”، “السعادة اختيار”، وغيرها من العبارات المكررة في معظم محاضرات اللايف كوتشينج.

 

إن الناس تحتاج إلى من يدعمها ويُحفزها على مواجهة مشكلها اليومية، ولكن عملية تغيير السلوك لن تحدث من جلسة أو إثنين، بل لابد أن يسبقها ممارسات تدريبية عديدة وفي كل الجوانب الإنسانية، وأن تتم وفق أسس علمية سليمة يتم فيها غرس مهارات التنمية البشرية بشكل سليم، بحيث لا تكون محاضراتها مخصصة لفئة بعينها بل مهارات يتعلمها الفرد منذ طفولته في البيت والمدرسة، والجامعة، حيث تُمثل جزءً من بناء الإنسان وشخصيته، والتي لابد أن يتحل بها لمواجهة مشاكل الحياة وصعوباتها وتأهيل الفرد لتحقيق أهدافه.

بقلم الدكتورة/هويدا عزت باحثة وكاتبة في العلوم الإدارية وفلسفة الإدارة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى