هل تساهم العقوبات الأمريكية في إخضاع الأحلام الإيرانية

كتبت – نورا عبد الستار:

تصريحات نارية متبادلة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمسئولين الإيرانيين منذ أن أعلن الرئيس الأميركي انسحاب بلاده من “الاتفاق النووي الإيراني الذي ألغى معظم العقوبات الاقتصادية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مقابل قيام طهران بالحد من طموحاتها النووية”، واصفا هذا الاتفاق الذي وقّعته الدول العظمى مع إيران في عام 2015 بـ “المروّع”.

وعلى إثر هذا القرار الجديد أعادت الولايات المتحدة تطبيق الحظر الذي كان مفروضا على إيران للحد من صادراتها النفطية.
إلي جانب ذلك كان موقف الولايات المتحدة متشددا إزاء الدول والشركات التي تتعامل مع طهران مثل تركيا، كما وقد طالت العقوبات شركات من دول وأطراف ثالثة لا زالت ترغب في التعامل مع إيران، وهو الأمر الذي أثار مخاوف عدة دول في أوروبا، حيث انه وبحسب توقعات الخبراء فإن قطاع النفط سيشهد انخفاضًا بنسبة 20 % ، أو ما يصل إلى نصف مليون برميل يوميًا، وأن آسيا وأوروبا لا ترغب في الوقت الحالي بالإنضمام إلى الولايات المتحدة في فرض العقوبات بسبب تأثيره الكبير عليها.
أما على صعيد الداخل الأمريكي فتواجه سياسة ترامب تجاه طهران الكثير من الانتقادات من قبل المواطنين الأمريكيين الذين يقولون كيف سنواجه ارتفاع اسعار الغاز والنفط إذا ما أقدمت طهران علي غلق مضيق هرمز ردا على الضغوط الامريكية بمنع طهران من بيع نفطه ويتساء لون لماذا تتخذ إدارة ترامب مثل هذه المواقف ضد إيران والتسبب بأزمات اقتصادية داخلية للشعب الأميركي.
الموقف الإيراني من القرار الأمريكي
صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني ردا على القرار الأمريكي قائلا إن بلاده مستعدة بشكل جيد لمواجهة إعادة فرض العقوبات عليها من قبل الولايات المتحدة الأميركية وأن الشعب الإيراني قوي ويستطيع مواجهة العقوبات.
ومنذ اندلاع الأزمة تطلق طهران التهديدات بإمكانية قيامها بغلق مضيق هرمز وحظر صادراتها إلي الدول الإقليمية المجاورة، وانها ستلقن الولايات المتحدة درسا قاسيا اذا ما فكرت أن تقوم بعمل عسكري ضدها.
والحقيقة بدا واضحا أن الإقتصاد الإيراني قد تأثر من جراء العقوبات الأمريكية وظهر ذلك من خلال مؤشرات ارتفاع الاسعار ونقص المواد الأساسية وانخفاض قيمة العملة الإيرانية.

تأثير القرار على الشركات الأوروبية
بالرغم من أنّ حكومات الدول الأوروبية ترفض التخلي عن صفقة الاتفاق النووي مع إيران، إلاّ أنّ هناك مخاطر من التأثير السلبي للعقوبات الأميركية على الشركات الأوروبية التجارية مع إيران، والتي يستهدفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتحديد.
على سبيل المثال، شركة النفط الفرنسية العملاقة “توتال”، التي تأمل في الحفاظ على صفقة بقيمة 8.4 مليار يورو مع إيران لتطوير حقل للغاز البحري، وقد سبق للرئيس التنفيذي لشركة توتال باتريك بويانيه وأن أكد أنّ الشركة تسعى للحصول على تنازل يسمح لها بمواصلة العمل في إيران إذا أعادت الولايات المتحدة فرض العقوبات.
ومن بين الشركات الأوروبية الكبرى الأخرى التي وقعت مؤخراً صفقات مع إيران شركة رينو للسيارات وإيرباص للطائرات.
والواضح أن الرئيس ترامب يضغط كي تتوقف الشركات الأوروبية عن التعامل مع إيران، حيث إذا نجحت استراتيجيته في فرض عقوبات ثانوية، فإن ذلك سيترك لإيران محفزات ضئيلة للبقاء في الصفقة النووية لأن الدول الأوروبية لن تكون قادرة على التمسك بالتزاماتها في الاتفاق، مهما كانت رغبتها في ذلك.

* العقوبات التي سيعاد ستفرض على إيران
يشار إلى أن العقوبات الأمريكية سيتم إعادة تطبيقها على إيران ابتداء من 6 أغسطس/ آب الجاري في قطاعات السيارات والذهب والمعادن الأخرى، وابتداء من 4 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل في قطاعات الطاقة والقطاع المصرفي.
وتشمل العقوبات التي ستدخل حيز التنفيذ هذا الشهر:
•فرض قيود على بيع العملة الأميركية لإيران.
•فرض قيود حول شراء الذهب والمعادن النفيسة الأخرى من إيران.
•فرض قيود مباشرة وغير مباشرة على شراء الصلب والألومنيوم.
•فرض قيود على الاستثمار في السندات.
•فرض قيود على صفقات مع شركات صناعة السيارات الإيرانية.
•فرض قيود على التعاملات الكبيرة بالعملة الإيرانية “الريال”.
•فرض قيود على قطاع السيارات الإيراني.
•فرض قيود على تجارة السجاد والمواد الغذائية الإيرانية.
•كما سيتمّ أيضا سحب تراخيص التصدير من شركات الطيران المدني، بما فيها “بوينغ” و”إيرباص”.

أما العقوبات التالية التي ستدخل بعدها حيز التنفيذ فتشمل:
• العقوبات على الموانئ الإيرانية وسفنها ومصانع السفن.
•فرض قيود على التحويلات المالية بين المؤسسات المالية الأجنبية والبنك المركزي الإيرانية.
•فرض قيود على خدمات الاكتتاب والتأمين وإعادة التأمين.
•فرض قيود على التعاملات المتعلقة بالأنشطة النفطية
•وزارة الخزانة الأميركية نشرت التفاصيل حول هذه العقوبات على موقعها الإلكتروني.

هذا وتوقع الرئيس دونالد ترامب عودة إيران إلى طاولة المفاوضات قريبا بعد تضييق الخناق عليها جراء الحظر الإقتصادي الذي تواجهه في كل مكان ، حيث صرح قائلا: “أنّ لديه شعورا بأن الزعماء الإيرانيين سيتحدثون “قريبا جدا” مع الولايات المتحدة، لأن لديهم مشاكل كثيرة”.
وقال ترامب خلال خطاب ألقاه في فلوريدا: “آمل في أن تسير الأمور بشكل جيّد بالنسبة إلى إيران. لديهم مشاكل كثيرة في الوقت الحاليلذلك لديّ شعور بأنهم سيتحدثون إلينا في وقت قريب جدا.. أو ربما لا، ولا بأس بذلك أيضا”.
فيما كان رد المسؤولون الإيرانيون بأنه “إذا كان ترامب يرغب في إجراء محادثات مع بلاده فعليه أولا أن يعاود الانضمام إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه في وقت سابق من العام”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى