هضبة الجولان بين الإعتراف الأمريكي بالسيادة الصهيونية والاستنكار الدولي

كتب حسام الجبالي

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل امس  مرسوما جديدا يعترف فيه بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.

وجاء قرار ترامب خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يزور حاليا الولايات المتحدة .

من جانبه كتب نتنياهو عبر تويتر: سنفعل كل شيء من أجل الدفاع عن مواطنينا وعن دولتنا. سأعود إلى إسرائيل بعد لقائي مع الرئيس ترامبمن أجل قيادة المواطنين والجنود الإسرائيليين.

ويمثل الإعتراف تحولاً كبيراً في السياسة الأميركية، وسيعطي دفعة لنتنياهو في حملته للفوز بفترة جديدة في السلطة في الانتخابات. وهو يواجه اتهامات بالفساد ويستعد لإلقاء خطاب أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) خلال زيارته واشنطن.

وضغط نتنياهو على الولايات المتحدة للاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، وأثار إمكان الاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية في الاجتماع الأول له مع ترمب في البيت الأبيض في فبراير2017.

وتوالت ردود الأفعال المنددة بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان   ،وجاء اول رد فعل من الجانب السوري حيث ذكر التلفزيون السوري امس الاثنين أن وزير الخارجية وليد المعلم قال إن اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان “لن يؤثر إلا على عزلة أمريكا”.

وأضاف المعلم “مهما مرت السنوات لن يغير ذلك شيئا من حقيقة أن الجولان أرض سورية محتلة”.

ونقلت الوكالة الأنباء السورية “سانا”عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السورية، لم تسمه، وصفه للقرار بأن “يأتي تجسيدا للتحالف العضوي بين الولايات المتحدة وإسرائيل في العداء المستحكم للأمة العربية ويجعل من الولايات المتحدة العدو الرئيسي للعرب”.

وجاء الاستنكار العربي لقرار ترامب من جانب  جامعة الدول العربية  ،حيث قال أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، إن اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان باطل شكلا وموضوعا.

وأضاف: “إذا كان الاحتلال جريمة كبرى، فإن شرعنته وتقنينه خطيئة لا تقل خطورة، فالقوة لا تنشئ حقوقا ولا ترتب مزايا، والقانون الدولي لا تصنعه دولة واحدة مهما كانت مكانتها”.

وشدد أبو الغيط، في بيان، على أن واشنطن “صارت تتماهى بصورة كاملة مع المواقف والرغبات الإسرائيلية”، مما أوجد “حالة من الخروج على القانون الدولي روحا ونصا تقلل من مكانة الولايات المتحدة الأمريكية”.

وعلق الرئيس الفلسطيني ​محمود عباس​، على التوقيع الأميركي ​​​مؤكداً أن “لا شرعية لأي قرار يمس السيادة الفلسطينية على ​القدس​ أو أي أرض عربية”، معربا عن استنكاره لـ”القرارات الأميركية الخاصة بالقدس والجولان المحتلتين”.

وادانت لبنان الاثنين الاعتراف الأميركي بسيادة اسرائيل على الجولان السوري المحتل معتبرا انه “يخالف كل قواعد القانون الدولي” مشددا على أنّ الهضبة “أرض سورية عربية”.

وافادت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان انّ “الإعلان الرئاسي الأميركي بخصوص أحقية إسرائيل بضم هضبة الجولان السوري، هو أمر مدان ويخالف كل قواعد القانون الدولي، ويقوض أي جهد للوصول إلى السلام العادل”.

وتابعت أن “مبدأ الأرض مقابل السلام يسقط، إذ عندما لا تبقى من أرض لتعاد لا يبقى من سلام ليعطى”.

وأكّدت أنّ “هضبة الجولان أرض سورية عربية ولا يمكن لأي قرار أن يغير هذه الواقعة، ولا لأي بلد أن يزور التاريخ بنقل ملكية أرض من بلد إلى آخر”.

وحذّرت “إذا كانت إسرائيل تعتقد أنها تتوسع بالاستيلاء على الأراضي عن طريق العنف والعدوان، فإنها ستجد نفسها بعزلة أكبر وأمام هزيمة عسكرية جديدة، لن تنفعها عندها لا قوتها ولا عنصريتها”.

وشددت أن إسرائيل “لن تجد أمنها إلا بالسلام العادل والشامل”.

كما نددت كلا من مصر والعراق وتونس والأردن وقطر بقرار ترامب  واقروا بان هضبة الجولان أرضي سورية عربية يحتلها الكيان الصهيوني و أن قرار ترامب مخالف للأعراف والمواثيق الدولية.

وعلى الجانب الغربي ، اعترضت روسيا على خطوة ترمب واعتبر وزير خارجيتها سيرغي لافروف أن الاعتراف الأميركي بسيادة اسرائيل على الجولان السورية “انتهاك للقانون الدولي”، وحذّرت من “موجة توترات جديدة” في الشرق الأوسط بعد القرار الأميركي.

أما الاتحاد الأوروبي فقال معلقا: “لا نعترف بسيادة إسرائيل على الأراضي التي احتلتها عام 1967 بما فيها الجولان وموقفنا لم يتغير”.

وعلي نفس المنوال استنكرت تركيا وكندا قرار ترامب حول هضبة الجولان رافضين الاعتراف بالسيطرة الإسرائيلية الدائمة على هضبة الجولان.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، بأن الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، واضح في القول بأن الوضع بالنسبة للجولان لم يتغير.

وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية إن ترامب “يستعد لتدمير القانون الدولي الذي يحمي سكان الجولان المحتل”.

وحذرت المنظمة، في بيان، من أن القرار “يشجع دولا أخرى محتلة على تصعيد ضمّ الأراضي، وإنشاء المستوطنات، ونهب الموارد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى