نظام التعليم الجديد بين القبول والرفض والتطبيق في علم الغيب

تقرير- مي ضاحي

عزم الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، على بناء نظام تعليمي جديد بمصر مثل “سنغافورة وكوريا وأندونيسيا”، وهذا بدأ بالفعل في سبتمبر الماضي.

وأوضح شوقي أنه سيتم تغيير شكل أسئلة الامتحان بما يكشف استيعاب الطلاب، وليس الحفظ والتلقين، وسوف يتم طرح نظام التابلت، كما سيتم تغيير شكل أسئلة ونمط الامتحان .

وأثارت قرارات وزير التربية والتعليم في الفترة الماضية بعض من الجدل حولها بشأن نظام التعليم الجديد، في ظل وجود الكثير من الضباب حول العملية التعليمية بصفة عامة، ووجود ما يسمي ب ” الدروس الخصوصية “، فضلاً عن تقديمه لمعلم غير مقتنع ولم يدرب عليه بشكل كاف.

ومن جانبه نفي بعض الخبراء مثالية النظام التعليمي الجديد، مؤكدين أنه استنزاف مادي ونفسي لأولياء الأمور وللطالب، وكانت تبريراتهم أن التعليم في مصر يحتاج إلى تعديل وتمهيد في ظل وجود مثل هذه المدارس لدينا، بالإضافة إلى وجود هذا الكم الهائل من التكدس الطلابي ونقص الإمكانيات في المدارس الحكومية وتدني رواتب المعلمين.

وكانت تبريرات المؤيدين لتطبيق النظام التعليمي الجديد، تؤكد أن الوزارة، تريد أن ترتقي بنظام تعليمي يتواكب مع الأنظمة التعليمية في مختلف دول العالم، وأن رؤية النظام الجديد للتعليم ناجحة وستجعل مصر متفوقة، لكن إذا نظر لتغيير المنظومة ككل وليس جزء منها.

وارادت “صوت العرب نيوز”، الاقتراب أكثر من الصورة، لتبحث عن تفاصيل أدق، ومعالم أوضح، ومعلومات أصح وأسلم، وفي معايشة لها داخل إحدى المدارس الخاصة، وأثناء لقائها بمدير المدرسة، أكد أن نظام التعليم الجديد، هو نظام يهدف إلي التطور والإبداع، ويحث الطالب على تنمية مهاراته، كما أنه يساعد في عملية العصف الذهني من جهة، والبحث والتقصص من جهة أخرى.

وأوضح أن تنوع التعليم بين الفرنساوي والانجليزي والعربي في مصر، رقي وتحضر إذا تم توفير كل السبل لنجاحه، وتدريب القائمين عليه جيدًا بأن يكونوا معلمين متخصصين لهم القدرة على توصيل اللغة بالنطق والكتابة جيدًا، مما يساعد الطالب مستقبلاً في العمل بكافة المجالات – حسب قوله.

وأشار مدير المدرسة، إلى أن المشكلة في نظام التعليم الجديد، تكمن في نمطية الفكر لدي الطلاب، بسبب تكاسلهم في البحث عن المعلومات، لافتًا إلى أن نظام التابلت مازال يحتاج إلى دراسة وتدريب جيد.

وقالت إحدى المعلمات بالمدرسة، إن هناك تطوير في المناهج ولكن بصورة عشوائية، مثل منهج العلوم الذي يدرس للمراحل الإبتدائية غير متكامل مع منهج العلوم في المراحل الإعدادية وهكذا، مما يتسبب في خلل لدي الطالب بسبب التعارض في المنهج.

وأضافت، أن المشكلة التي تقابل المدارس في الوقت الحالي هي عدم توافر مدرسين متخصصين رغم كثرة الخريجين الجدد التي لم يتم تعينهم إلي الآن، كما لم يتم توافر جميع الوسائل التكنولوجية التي تهدف إلى التطور والإبداع حتي وقتنا الحالي.

وقال أحد معلمين اللغة الإنجليزية للمرحلة الإعدادية بالمدرسة، إن نظام التابلت لم يطبق حتي الآن في بعض المدارس، كما أن التطوير الجديد في المناهج طفيف جدًا، وليس التطوير المتوقع لمادة مثل مادة اللغة الإنجليزية التي تمثل لغة العصر.

ومن جانبه قالت صفاء علي إحدي أولياء الأمور، البالغة من العمر 37 عامًا، إن الأولاد يعانون من الكثافة والتكدس في الفصول، وأضافت أن هناك بعض المواد الدراسية الكثيفة على قدرة استيعاب الطلاب، وهناك مواد أخري غير متكاملة مع بعضها البعض، وبالتالي يصبح تركيز الطالب وفهمه ضئيل.

كما أضافت امل فارس إحدى أولياء الأمور أيضًا، أن تطبيق نظام البوكليت ما هو إلا استنزاف لأولياء الأمور مادياً، فضلاً عن الدروس الخصوصية المنهكة للطالب وولي الأمر، وذلم بسبب صعوبة مناهج النظام التعليمي الجديد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى